بالمختصر المفيد
من منا يستطيع أن يمحو من ذاكرته تلك المشاهد الرائعة التي رسمت في الملاعب وخارجها يوم احتضنت اليمن ممثلة بمحافظتي عدن وأبين بطولة كأس الخليج الماضية (خليجي 20 ) لكرة القدم ، والتي حققت نجاحا لافتا بفعل الجهود اليمنية ، رسمية وشعبية، وبتعاون الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين أكدوا حبهم لليمن السعيد عبر إصرارهم على أن تستضيف المحافظات اليمنية العرس الخليجي.ومن منا يمكن أن يغفل معاني ذلك التلاحم الذي ظهر جليا بين اليمنيين والخليجيين ، فوق المدرجات ، وعلى عشب الملاعب ، وفي كل مكان ارتبط بهذا الحدث الكبير الذي جسد حقيقة الأخوة بيننا كعرب وخليجيين ، نكن الحب والاحترام لبعضنا البعض ونجد دائما فسحة للتلاقي مهما اختلفنا في المواقف والرؤى.تلك الأجواء المفعمة بالحب تكاد تعيد نفسها في هذه الأيام العصيبة بالنسبة لليمن من خلال المبادرات والمواقف الخليجية الصادقة، الهادفة إلى رأب الصدع وإيجاد مخرج للأزمة اليمنية يفضي إلى عودة الأمن والسكينة إلى (ارض السعيدة)، باعتبار أن أمن اليمن من أمن الخليج ، ومتاعبه تبعث الألم في نفوس جيرانه.لقد اثبت الأشقاء في الخليج ، من خلال الأفعال قبل الأقوال ، أن اليمن حاضرة بين أولوياتهم دائما وأكدوا أن كل مايهمها يهمهم ويعنيهم ، ومن هذا المنطلق كان تصميمهم على أن تستضيف عدن وأبين بطولة خليجي 20 ، وهاهم اليوم يقفون وقفة رجل واحد مع اليمن في محنتها ليزيدوا تأكيدهم تأكيدا أنهم حاضرون ، داعمون ، مساندون ، وأنهم لا يتأخرون في تلبية النداء ، حتى وان لم ينادوا.هي إذا مواقف عروبية وأخوية ليست غريبة على ( ربعنا ) في الخليج ، تستحق منا أن نبادل أصحابها الحب بالحب والاحترام بالاحترام ، والله نسأل أن تنفرج الغمة عن يمننا لنستطيع أن نرد الوفاء لأهل الوفاء ، ونكون معهم في أفراحهم كما كانوا معنا في أفراحنا وأتراحنا ، وهم ـ والله ـ يستحقون منا كل خير نظير ما فعلوه ويفعلونه معنا.