وفق تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان
أفاد تقرير جديد لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن سكان العالم الذين يبلغ عددهم الآن ستة بلايين نسمة باتوا يستخدمون قدراً اكبر من موارد كوكب الأرض مقارنة بأي وقت مضى ويرى التقرير انه ما لم تتخذ إجراءات مهمة في هذا الخصوص فإن حجم الضرر الذي يلحق بالبيئة سيتضاعف لا محالة مع استمرار سكان العالم في التزايد. ويفيد التقرير أنه مع اتجاه سكان العالم إلى التزايد بمعدل 75 مليون نسمة سنويا- وجميعهم في البلدان النامية - ينتظر أن يصل عدد سكان العالم في عام 2050م إلى 9.3 بليون نسمة، وسيتضاعف سكان قطاع البلدان الأفقر في العالم بمقدار ثلاث مرات من 668 مليون نسمة إلى 1.86 بليون نسمة في عام 2050م. إلا أن تزايد البحبوحة وخاصة في البلدان المتقدمة النمو أدى إلى زيادة حادة في معدلات الاستهلاك وبلغت انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في البلدان المتقدمة النمو ارقاماً فلكية تضاعفت بمقدر 100 مرة خلال القرن الماضي .وتشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن الطفل الذي يولد اليوم في المجتمع الصناعي سيضيف على مدى عمره إلى الاستهلاك والتلوث ما يناهز 30 إلى 50 ضعفاً مقارنة بما يضيفه الطفل الذي يولد في البلدان النامية. وفي الوقت ذاته تحتاج زيادة السكان في البلدان النامية إلى زيادة رئيسية في إنتاج الغذاء ستؤدي إلى إفراط متزايد في استخدام الأراضي التي تعاني بالفعل من هشاشتها. ولئن كانت زيادة السكان لا تعني بالضرورة زيادة الأضرار بالبيئة فإن أي تباطؤ في نمو السكان لا يضمن بالضرورة حماية البيئة وتذكر ثريا عبيد المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن ( الفقر والنمو السكاني المتسارع يشكلان ثنائياً مهلكا) ولذلك فإننا ( ندعو إلى اتخاذ إجراءات تهدف إلى تحسين استخدام التكنولوجيات النظيفة و الكفوءة وتوفيرها للبلدان النامية. كما نؤيد إتباع سياسات سكانية متوازنة ومتكاملة) وقد كرس الصندوق تقريره عن حالة السكان في العالم لعام 2001 المعنون ( آثار أقدام ومعالم على الطريق : السكان والتغير البيئي) لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة الذي سيعقد العام المقبل في جوهانسبرغ بعد انقضاء عشرة أعوام على مؤتمر قمة الأرض في ريو . وتفيد ثريا عبيد بأن الغرض من التقرير هو النظر إلى الأثر الفعلي على كوكب الأرض الناجم عن النشاط البشري واستهداف بعض الأولويات في هذا المجال. ويشير التقرير - منوها بالحالة الراهنة للأوضاع - إلى وجود حوالي بليوني شخص يفتقرون عمليا إلى الأمن الغذائي وأن الإمدادات من المياه والأراضي الزراعية واقعة تحت ضغوط متزايدة. كما يشير إلى انه في الوقت الذي تضاعف فيه عدد سكان العالم على مدى السنوات السبعين الماضية بمقدار ثلاث مرات ارتفع معدل استخدام الماء خلال الفترة نفسها بمقدار ستة أضعاف وفي عالم تؤدي فيه عدم نظافة المياه ورداءة المرافق الصحية في وقتنا الراهن إلى موت ما يزيد على 12 مليون نسمة سنويا ويؤدي تلوث الهواء إلى موت حوالي 3 ملايين نسمة يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان انه بحلول عام 2050 سيعيش حوالي 4.2 بليون نسمة في بلدان لا تستطيع أن تفي بالاحتياجات اليومية الأساسية للبشر. ومن اجل التصدي لهذه الشواغل ، تدعو ثريا عبيد إلى تدبير المزيد من الموارد وإقرانها بالإرادة السياسية إضافة إلى “الاستمساك بالمسار” وتشير إلى بعض الإجراءات المحددة العملية والميسورة الكلفة في هذا المجال مثل زيادة مقدرات المرأة وإتاحة التعليم والرعاية الصحية الأولية للجميع بما في ذلك إتاحة الخدمات الراقية في مجال الصحة الإنجابية.