في ورقة عمل له عن دورهم في تحقيق أهداف السياسة السكانية .. السعيدي:
صنعاء / بشير... قال الشيخ الدكتور / حمود علي السعيدي الوكيل المساعد بوزارة الاوقاف والارشاد ان دور رجال الدين والمرشدين يكتسب اهمية عظمى في توعية المجتمع ونصحة وحثه على عمل الخير ومعالجة قضاياه وتحذيره مما قد يمسه بضر ، لأنه ليس مقصوراً على التكاليف الدينية والأحكام الشرعية فحسب بل يمتد الدور الى توعية الناس بشؤونهم الدنيوية بما فيها المسائل السكانية ومعوقات التنمية وغيرها. وأضاف في ورقة عمل قدمت في ندوة تدشين دليل الخطباء والمرشدين حول السكان عن دور رجال الدين والمرشدين في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان والصحة الإنجابية ( أن السياسة الوطنية للسكان من أهم القضايا التي تطرح في الوقت الراهن وتمثل الرؤية الرسمية للدولة لمعالجة الكثير من مشاكل المجتمع ولما يخدم التقدم والتنمية ولا يمكن تجاهل دور رجال الدين في الإرشاد وإيصال الرسالة السكانية لما يختصون به عن غيرهم من وسائل الإعلام والاتصال نتيجة معايشتهم المستمرة لأفراد المجتمع وملامستهم لهمومهم ومعاناتهم ومشاكلهم ولمكانتهم بين أفراد المجتمع و لقدرتهم على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع وما يتمتعون به من ثقة لدى المجتمع وحضورهم على مستوى المدينة والمديرية والقرية. موضحاً أن دور رجال الدين في تحقيق أهداف السياسة الوطنية للسكان والصحة الإنجابية مهم وعظيم وقد كان لهم دور واضح في بلورة أهداف السياسة الوطنية للسكان وتحقيقها منذ مراحلها الأولى. ولفت إلى أن نشر الوعي الاجتماعي كحق الفتاة في طلب العلم والعدل بين الأبناء ذكوراً واناثاً وفي جانب حقوق المرأة هي من القضايا المهمة التي لرجال الدين دور بارز في توعية المجتمع بها. ونوه بالدور الكبير لرجال الدين في الترابط والتكافل الاجتماعي والتعاون بين افراده بحيث يصبح مجتمعاً موحداً قادراً على المواجهة لاي خطر قد يصيبه وذلك من خلال الدعوة الى اخراج الزكاة والدعوة الى عمل الخير ونبذ الشر ، والدعوة الى الاصلاح بين الناس وصلة الارحام والانفاق والدعوة الى التعاون والبناء ونبذ الخلاف والحث على حسن الجوار ورعايته ورعاية الاسرة والدعوة الى خدمة المجتمع بتوجيه سديد ووصف متمكن لعلاج ناجح يمكنه من اجتناب جميع الامراض الاخلاقية في نطاق التوجيه الاسلامي الصحيح. وقال انه لابد لانجاح البرامج التنموية من الاعداد الجيد والحرية في التنفيذ وان لا تخرج عن اطار القيم الدينية والثوابت الوطنية ووعي المجتمع بأهمية المساهمة في التنفيذ وحينما يغيب احد تلك الشروط فإن الفشل هو مصيرها المحتوم ولذا فالكثير من الخطط والبرامج التنموية لم تطبق على ارض الواقع لعدم اكتمال تلك العوامل او بعضها. واكد أن غياب الجانب الديني عن الاستراتيجيات والخطط التنموية يحدث الصدامات وينشر الشائعات حول مرامي واهداف تلك البرامج والخطط ومن يقف وراءها خاصة حيثما يقود ذلك رجال دين او من هم محسوبون عليهم. وقال إن دور رجال الدين في هذا الجانب لا يزال ضعيفاً ولم يرتق بعد الى المستوى الحقيقي له فما زال قاصراً في بعض الجوانب الدينية ، ولذا كان اهتمام الدولة مؤخراً بالوعظ والارشاد للمساهمة في تحقيق التنمية ورفع مستوى الوعي لدى الفرد والمجتمع ، وهذا ما نجده في الاستراتيجيات والبرامج والخطط التنموية في الآونة الاخيرة والعمل على تنمية الثقافة الدينية والوطنية لدى الفرد والدعوة الى التمسك بالدين والتكافل والحث على العمل وطلب العلم والحرص على الثوابت الوطنية ومحاربة الآفات الاجتماعية المتفشية والمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بالعديد من القضايا الوطنية والمعيشية.وأوضح أن رغم كل الجهود التي بذلت والدور الذي قطع من جانب رجال الدين في هذا الجانب الا انه لم يصل الى مستواه الحقيقي نتيجة لعدة عوامل أهمها عشوائية الخطاب الديني وعدم قدرة الجهة المختصة على توجيهه وتوحيده الاقتصار على المساجد وعدم توفير التأهيل الكافي للخطباء وتدني مستواهم العلمي وتغلب الجانب التطوعي على الخطباء الدينيين ، وتفشي الأمية في المجتمع بنسبة مرتفعة والعشوائية في تنفيذ الخطط والبرامج الدعوية ، وعدم توفر وسائل إعلامية كافية خاصة المرئية منها والمقروءة في الأرياف والافتقار إلى الوسائل الإعلامية الحديثة. مؤكداً ضرورة أن يقوم رجال الدين والخطباء والمرشدون بدورهم المطلوب في التوعية في هذا المجال لما له من أهمية في حياة الناس والمجتمع بشكل عام. ودعا إلى توسيع دورات التدريب والتأهيل للخطباء والمرشدين في مجال نشر الوعي السكاني والصحي ودعم البرامج التنموية ومتابعة المتدربين في أداء رسالتهم و إعداد مادة في مناهج التعليم حول دعم البرامج التنموية ودور الخطيب والمرشد الديني فيها وتوزيع الكتب والأدبيات التي توضح رؤى الدين الإسلامي الحنيف حول قضايا التنمية ودور رجال الدين والخطباء والمرشدين في إيصال الرسائل إلى المجتمع وذلك بشكل واسع ليشمل كل مناطق البلاد.