أسوأ الأمراض التي تعانيها المرأة
لقاء وتصوير/ دنيا هاني :تعاني الكثير من النساء في العالم من الالتهابات التي يغفل أسبابها وأنواعها ومن خلال هذا اللقاء نتعرف على الالتهابات التي تتعرض لها المرأة وأسبابها وكيفية علاجها والوقاية منها. وبالرغم من أن كل نوع من أنواع الالتهابات المهبلية له أعراض مختلفة إلا أنه يصعب على المرأة أن تتعرف على نوع المشكلة لديها. وترجع دقة التشخيص إلى خبرة الطبيب ما يصعب الأمور لأن من الممكن وجود أكثر من عدوى مجتمعة في الوقت نفسه أو أن الأعراض لا تكون ظاهرة على الرغم من وجود المشكلة.صحيفة (14 أكتوبر) التقت الدكتورة براءة حريري اختصاصية نساء وولادة.. فإلى التفاصيل.أنواع الالتهاباتبداية قالت الدكتورة براءة: هناك أنواع عديدة للالتهابات عند المرأة ما يعرف بالفطريات وهناك من تصاب عن طريق البكتيريا وأيضاً عن طريق الفايروس وبالنسبة للالتهابات التناسلية سوف نتطرق لها لاحقاً. وهناك التهابات تصيب الصغيرات سببها هو الديدان الدبوسية التي تخرج من الشرج إلى المهبل وتسبب لديهن التهابات مهبلية وعلى الطبيب أن يبحث ويدقق جيداً حتى يعرف سبب الالتهاب من أين جاء وما مصدره؟! وهنا سوف يكتشف ذلك لأن الطفلة من أين سوف تأتيها الالتهابات إلا إذا كان عندها ديدان، ولا تنحصر الالتهابات على المرأة المتزوجة فقط فقد تصيب الفتياة والأطفال أيضاً. وهناك نوع آخر وهو الفطريات التي من الممكن أن تصاب بها الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد وكذلك المتزوجات.أما عن أسباب الالتهابات عند المرأة فقالت الدكتورة براءة: إذا كانت المرأة حديثة الزواج عادة ماتصاب بالتهابات مهبلية وهي عبارة عن فطريات يسهل علاجها.وأوضحت: إذا كانت التهابات حادة يكون سببها إهمال النظافة أوكثرة النظافة أيضاً أو استعمال المواد الكيماوية أو موس الحلاقة الذي يستخدم أكثر من مرة فيسبب الالتهابات لأنه ينقل البكتيريا والفطريات وهناك أيضاً العادات التي تستخدمها نساء اليمن مثل العطور والبخور هذه تقوم بتهييج الالتهابات.وبعض النساء يستخدمن ماء الخزانات الذي لا يقمن بتغيره باستمرار ما يسبب التهابات أثناء التطهر وتنتقل الالتهابات أيضاً عن طريق الجماع. وتنتقل من المهبل إلى الرحم ومن ثم إلى المبايض، وهناك نوع من أنواع اللولب الذي ينتهي بخيط وعندما تكون المرأة مصابة بالتهابات يساعد في انتقالها من المهبل إلى الرحم وهذه هي أهم أسباب الالتهابات.وقالت أما بالنسبة لالتهابات المبايض فهي التهابات المهبل نفسها حيث تنتقل في حال صعدت البكتيريا من المهبل عن طريق عنق الرحم إلى المبايض وإذا لم تقم المرأة بمعالجة نفسها وتأخرت في العلاج من الممكن أن تتطور الحالة وتصاب المبايض بالالتهابات.واستطردت د.براءة قائلة : عدم انتظام الدورة عند النساء تعتبر اضطرابات هرمونية وليس لها أي علاقة بالالتهابات إلا في حالة واحدة وهي التهاب التدرن عندما يكون هناك تدرن في الثيوبات (المبايض) فإن هذا يقطع الدورة تدريجياً. وهذا ينطبق على النساء اللاتي لا يقمن بعمل فحوصات باستمرار ولا يتابعن السبب الرئيسي لانقطاع الدورة ولهذا تتفاقم الحالة ومن الممكن أن يستأصل الرحم بسبب ذلك وتعتبر الالتهابات الوحيدة (التدرن في المبايض) وراء تسبب انقطاع الدورة أما في الالتهابات العادية لا يوجد ذلك، ومن الممكن أن يكون هناك تأخر أو يحصل نزيف أما الدورة فلا تنقطع، وقد يكون هناك تكيس في المبايض يلعب دورا في عدم تنظيم الدورة فتكيس المبايض له علاقة بالهرمونات وليس له أي علاقة بالالتهابات. ولا توجد هناك أي أكلات معينة تسبب الالتهابات.عدوى الالتهاباتوأشارت الدكتورة براءة إلى أن التهابات الزوجة إذا كانت مهبلية فهي تصيب الرجل وبشكل عام حتى لو كانت فطريات عادية فهي تصيب الزوج أيضاً. وفي هذه الحالة بغض النظر نعطي العلاج للاثنين معاً خاصة المضاد الحيوي أو مضاد الفيروس والفطر حسب نوع الالتهابات وهنا لا بد للزوج أن يستخدم العلاج مع زوجته. وعادة أغلب الرجال يرفضون ذلك وينكر أنه من الممكن أن يكون مصابا بالالتهابات ويرفض العلاج.وأوضحت من الصعب عادة انتقال الالتهاب من المرأة إلى الرجل ولكن من الرجل إلى المرأة يصبح سهلاً، ونحن بدورنا نقوم بنصحه بتناول العلاج كوقاية له حتى يتجنب الإصابة بالالتهابات. الفحوصات الدورية مهمةوبالنسبة لأعراض الالتهابات عند الرجل فمنها ما يسبب له حرقة أثناء التبول وإذا كانت متطورة تحصل له نتوءات، وبهذه الحالة أي التهابات حتى ولو كانت خفيفة لا بد أن نعالجها لأنه إذا تم إهمالها فسوف تتطور إلى التهابات خطيرة.وقالت : أنا كطبيبة أنصح كل امرأة متزوجة أو مطلقة أن تعمل مسحاً دورياً في العيادات الخاصة أو العامة حرصاً ووقاية لها. والمسح أن نقوم بأخذ عينة من عنق الرحم عبر الكنال التابع له وعبر الجهاز يتم الكشف وأيضا التشخيص المبكر لسرطان عنق الرحم لا قدر الله أو الالتهابات التي من الممكن أن تتفاقم عندها فتعرض المهبل للإصابة البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية أو الطفيلية أو التغييرات الهرمونية أو المواد الكيماوية ما يعرض الجهاز التناسلي إلى تغييرات دائمة مؤدية إلى العقم . وبشكل عام تعتبر الالتهابات خطيرة ولا توجد أي امرأة تتحمل أعراضها أو تصبر عليها لذا لا بد أن تعالج نفسها.وأضافت: أخطر تلك الالتهابات التي تأتي عن طريق التزاوج (الجماع بين الزوجين)، خاصة إذا كانت التهابات تناسلية مثل السيلان أو الزهري التي تأتي عن طريق علاقات خارجية للرجل (غير شرعية) غير زوجته فينتقل الالتهاب إلى زوجته والعكس أيضاً أو إذا كانت المرأة مطلقة وتزوجت مرة أخرى ولكنها لم تعالج نفسها من الالتهاب فتنتقل إلى الزوج.وأكدت أنه لا بد للمرأة أن تعالج من الالتهابات وأن تكتشفها مبكراً عن طريق الفحوصات المهبلية وأخذ عينة عن طريق الدم. فأي إفرازات فيها حكة أو تغيير اللون غير الأبيض أو فيها أوجاع أو ريحة فهذا هو الالتهاب نفسه ولا بد من استشارة الطبيبة. فهناك حالات عادية وبسيطة تعالج بالأدوية فقط ولكن توجد حالات تستدعي دخول المرأة المستشفى في حال تفاقمت وتطورت الالتهابات للرحم ويصحبها تقيح في المبيض أو الثيوبات يصاحبها ارتفاع في الحرارة وزيادة في النبض والشعور بغثيان وفقدان سوائل نضطر لتمديدها في المستشفى لإعطائها مغذيات ومضادات حيوية وريدية وتكون تحت الملاحظة والمتابعة عبر الموجات فوق الصوتية لنعرف مثلاً هل التقيح أو الورم المتقيح انخفض بالدواء أم لا زال متواجدا وإذا ساءت الحالة ممكن أن نلجأ للجراحة. وهذا يستدعي جلوسها في المستشفى حوالي 48 ساعة تقريباً.أعراض الالتهابات وأضافت: أما بالنسبة لأعراض التهابات الرحم فتختلف تماماً عن الالتهابات الأخرى، فهناك الآم شديدة أسفل البطن مصحوبة بغثيان وتقيح أو ورم سببته الأوساخ أو القيح يظهر عبر الموجات فوق الصوتية. وبالنسبة للالتهابات التي يصاب بها الأطفال فلا تعرف سناً معينة فقد جاءت إلى العيادة منذ أسبوع إحدى الأمهات تشكو من التهاب ابنتها الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها 5 سنوات وعندما سألتها بعض الأسئلة قالت: فعلاً عندها حكة شرجية وأنها شافت دودة دبوسية تخرج منها ما سبب لها التهاب بسيط. فميزة هذه الديدان عادة خروجها في الليل لأنه يتسم بالهدوء ولايقدر أحد على أن يسيطر عليها فيه فتخرج من فتحة الشرج إلى فتحة المهبل ففي هذه الحالة تصاب بنوع من أنواع الالتهابات البسيطة فنقوم بمعالجة الديدان لينتهي الالتهاب أو علاج موضوعي بسيط للالتهابات وتنتهي. وهناك إفرازات عادية لكل امرأة تسمى (رطوبة) وتعتبر طبيعية ولا توجد أي مشكلة إلا إذا كانت هذه الإفرازات فيها ريحة أو متغير لونها إلى غير الأبيض أو مصاحبة حكة أو ألم أثناء الجماع فهنا نقوم بالبحث عن السبب ويتضح أنه نوع من أنواع الالتهابات.وقالت: هناك مريضة عالجتها من الالتهابات ورجعت إلى مرة أخرى بعد شهر وقالت أن الالتهابات رجعت لها مع أني أعطيتها علاجا والمفروض أن الالتهابات لا تعود ثانية. ولذا لا بد أن نبحث مع بعض سبب عودة الالتهاب وهنا لا بد وعلى الزوج أن يقوم بالفحص للتأكد ولكنها قالت إن زوجها يرفض وبشدة فأخبرتها إذا عاودت الالتهابات مرة أخرى فعلى زوجك أن يفحص وإلا فلن تتعالجي منها وبالفعل رجعت مرة أخرى وأقنعت زوجها بأن يفحص وطلع فعلاً بأنه مصاب ببكتيريا (نوع من الالتهابات) وعندما عالجناهما لم تعد مرة أخرى وانتهت منهما الالتهابات. وهنا أقصد بكلامي أنه عندما نبحث عن مصدر الالتهابات فسوف نستطيع علاجها. ولا بد للزوج من التفاهم مع زوجته في علاج هذه المشكلة وماذا تعاني ويقوم بمساعدتها للعلاج.وواصلت حديثها قائلة : بالنسبة لنوع العلاج، إذا كانت التهابات عادية مثل الفطريات فالعلاج المناسب هو أدوية موضوعية مثل التحاميل مع مطهرات مهبلية أو كرس دواء لمدة يومين إلى ثلاث أيام بالكثير وهناك كريمات وأدوية أخرى بحسب نوع الالتهاب.واختتمت د.براءة كلامها: نصيحة لكل امرأة أن تقوم بعمل دورة للعيادات الحكومية وغير الحكومية كل فترة للوقاية وتفحص نفسها وتفحص عنق الرحم لأنه أحياناً يكون ملتهبا ولا تصاحبه إفرازات أو حكة أو أعراض وأحياناً يمسك الوجع بأسفل الظهر وعندما تجرى لها فحوصات يتضح أن لديها التهاب.وما أقصده هو أن مسح عنق الرحم مهم جداً على الأقل في السنة مرة كوقاية والتشخيص المبكر يجنب الإصابة بالأورام السرطانية والالتهابات الخطيرة.