صحة الأم والطفل قبل الولادة وبعدها
لقاءات وتصوير/ أشجان المقطريصحة الأم والطفل قبل الولادة وبعدها، أمر ضروري، وهي أساس الأمومة المأمونة، ومركز الصحة الإنجابية (بمنطقة القلوعة بمديرية التواهي/ عدن) أحد المراكز الصحية التي تعنى بصحة الأمهات والأطفال قبل الولادة وبعدها، وهو من المراكز غير الربحية التي تسعى إلى الأمومة المأمونة، والاهتمام بصحة الأم والطفل قبل الولادة وبعدها من أولويات المركز،كما يلعب دوراً مهماً في تقديم الخدمات الصحية للأم والطفل في المجتمعات الحضرية ذات الدخل المنخفض بما في ذلك اللاجئات، ويحمل رسالة هي تمكين أكبر عدد من النساء والأطفال من الاستقرار الصحي. صحيفة (14 أكتوبر) التقت بالدكتورة فريدة فضل عباس ـ دكتورة بمركز الصحة الإنجابية بمنطقة القلوعة بمديرية التواهي / عدن التي تحدثت عن كل ما يتعلق بصحة الأم والطفل قبل الولادة وبعدها.. فإلى ما جاء في حديثها:- حدثينا عن صحة الأم والطفل قبل الولادة وبعدها؟- - قبل الولادة إذا كان الحمل سليماً وصحة الأم والطفل طبيعية، فهنا تكون الولادة سليمة، وعلى كل أم أن تعرف أن الولادة الأولى للأم يجب أن تتم في المستشفى وتحت إشراف طبي متخصص حتى تقي الأم والطفل من مضاعفات الولادة.ويجب على كل أم أن تذهب إلى الطبيب المختص، لكي تعرف ما هي الأدوية التي يجب أن تأخذها أثناء الحمل ولابد من أن تعمل فحوصات روتينية وهي حامل، وأن تأخذ فيتامينات ومقويات تحتوي حمض الفوليك لأنه يمنع تشوهات الجنين والكالسيوم خصوصاً إذا كان عندها مشكلة في الظهر، ومن المفروض على الحامل أخذ الحديد بعد ثلاثة أشهر من الحمل، لأنه يمنع من فقر الدم لها ولطفلها، وعلى الأم أن تأخذ لقاح الكزاز لأنه أيضاً يمنع التسمم وقت الولادة، وعليها شهرياً متابعة الحمل من حيث الوزن والضغط، وقياس الدم وفحوصات الدم.وأضافت فريدة قائلة: أثناء الحمل يجب أن تكون أول زيارة متابعة للحمل مبكراً قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وهو الوقت المثالي لهذه الزيارة ثم 4 زيارات لمتابعة الحمل عدد مناسب لمعظم السيدات، أما السيدات اللاتي يعانين من مشاكل صحية خاصة أو مضاعفات أثناء الحمل فيحتجن إلى المزيد من الزيارات للمتابعة.[c1]تجنب المرض[/c]- نود أن تعطينا فكرة عن الترويج للصحة ومنع المرض للأم والطفل قبل الولادة وبعدها؟- - يتم الترويج للصحة ومنع المرض عبر حملات التوعية في الجانب الصحي من خلال:1) تقديم المشورة للمرأة عن التغذية السليمة، وتناول الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين (أ) والكالسيوم واليود، وتجنب التدخين والكحوليات والأدوية (ماعدا الأدوية التي يصفها مقدم الخدمة الصحية).2) مساعدة السيدات الحوامل على تجنب الإصابة بالعدوى مثلاً: إذا كانت الحامل معرضة للإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً يجب مناقشتها حول ضرورة استخدام الواقي الذكري أثناء الجماع أو الامتناع عن الجماع أثناء فترة الحمل.ب) التأكد من أن السيدة الحامل قد تلقت التطعيم ضد مرض التيتانوس.ج) في البلاد التي تتوطن فيها ديدان الانلكستوما، للوقاية من الانيميا أوعلاجها (إن وجدت) يجب إعطاء السيدة العلاج المضاد للديدان بعد انتهاء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.3) مساعدة السيدات الحوامل على حماية أطفالهن من العدوى من خلال إجراء تحليل الزهري مبكراً في بداية الحمل والحصول على العلاج إذا لزم الأمر، نعرض على الحامل التحليل لفيروس نقص المناعة، وكذا المشورة.4) الحوامل عرضة للإصابة بالملاريا بصفة خاصة، فيجب إمدادهن بناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية الطاردة للناموس للوقاية، وأيضاً يجب تقديم العلاج في المناطق التي تنتشر فيها الملاريا (العلاج الافتراضي) بغض النظر عما إذا كن مصابات أم لا، هنا لابد من مراقبة إصابة الحوامل بالملاريا، وتقديم العلاج اللازم لهن فور تشخيص الإصابة.[c1]الاستعداد للولادة ومضاعفاتها[/c]وأضافت قائلة: المضاعفات التي قد تحدث أثناء الولادة والتي قد تهدد حياة الحامل تحدث بنسبة 15 % من حالات الحمل وستحتاج هذه النسبة من السيدات إلى الرعاية الفورية، ومعظم هذه المضاعفات لا يمكن التنبؤ بها، ولكن يجب على مقدمي الخدمة مساعدة السيدات الحوامل وعائلاتهن للاستعداد لمثل هذه المواقف.[c1]علامات الخطر[/c]وعن علامات الخطر أثناء الحمل والولادة تقول: إذا حدث أي من العلامات التالية على أهل السيدة الحامل إتباع خطتهم للطوارئ ونقلها إلى العناية الطارئة فوراً، وهي إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، وصداع شديد، زغللة في العين، وعدم حركة الجنين، وجود تسرب سائل أخضر أو بني من المهبل، وارتفاع ضغط الدم، ونزيف مهبلي، وصعوبة التنفس، وتشنجات أو إغماء، وآلام شديدة بالبطن، ووجود حمى أو رعشة، وإذا شعرت أن حالتها غير طبيعية، فهنا يستدعي الذهاب لطلب الخدمة الصحية مباشرة.[c1]بعد الولادة[/c]تقول د. فريدة فضل (إن ما بعد الولادة من المفترض أن تواصل الأم المرضعة الجديدة، تناول الغذاء الجيد والطبيعي، والرضاعة الطبيعية مفيدة جداً لها ولطفلها، كلما أرضعت الأم طفلها أكثر إزداد لديها الحليب، كما أحب أن أقول لكل أم إن أهم شيء للطفل هي الرضاعة الطبيعية ولابد من أن تبدأ الأم بإرضاع طفلها من الأيام الأولى من الولادة (اللبأ) وهو المصدر الرئيسي لتغذية الطفل ويعطيه مناعة من الأمراض التي قد يصاب بها، لابد أن تكون الرضاعة حولين كاملين، وأنصح كل أم بأن لا تفطم طفلها إلا بعد حولين كاملين، لقول الله تعالى: (والوالدات يرضعن أولداهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة).وأضافت د . فريدة قائلة : إذا كان الحمل سليماً والصحة طبيعية تكون الولادة سليمة وعلى كل أم أن تعرف بأن الولادة الأولى يجب أن تتم في المستشفى وتحت إشراف طبي متخصص حتى تقي الأم والطفل من مضاعفات الولادة.وواصلت : أما بعد الولادة مباشرة متى ما كانت الأم والطفل في صحة جيدة ستكون الولادة سليمة، وعلى الأم أن تستمر في الرضاعة الطبيعية لما لها من فائدة على صحة الأم والطفل فمن الجانب الصحي تقي الأم من سرطان الثدي، وأيضاً يرجع جسمها وجهازها التناسلي إلى حالتهما الطبيعية كما كانا قبل الولادة .ومن الناحية النفسية تستطيع الأم أن تشبع غريزة الأمومة عندها وتغذي طفلها تغذية صحية إلى جانب ما تعطيه من عطف وحنان ما يجعل سلوكه النفسي متوازناً لأن لبن الأم يقي الطفل من الأمراض فهو يتغير بحسب احتياجاته من المواد الغذائية البروتينية والسكرية.[c1]فائدة الرضاعة الطبيعية[/c]- هل للرضاعة الطبيعية فوائد؟نعم للرضاعة الطبيعية فوائد فهي: تخفف معدل الإصابة بمرض السكري وتحمي من الإسهال واضطرابات البطن، وتعطي صيانة أفضل للفم وأسنان مستقيمة.وتعطي نمواً عقلياً أفضل، وتحمي الآذان من العدوى وتقلل الروائح في ملابس الأطفال، وتعطي عضاماً أقوى في الأيام اللاحقة من الحياة وتنخفض عندها نسبة الإصابة بسرطان الثدي المبكر وتحمي الصدر من العدوى ومن التنفس الصفيري.وأضافت د. فريدة فضل قائلة: إن الحليب الذي يخرج من الأم في الأيام الأولى (اللبأ) هو المصدر الرئيسي لتغذية وحماية الطفل من الأمراض، حيث أن حليب الأم وحده هو الغذاء الأفضل والشراب الأمثل للطفل، والرضاعة الطبيعية تضمن صحة جيدة، ولبن الأم هو المصدر الرئيسي لفيتامين ( أ) للطفل كما أن الرضاعة الطبيعية الخالصة تمنع حدوث الحمل بنسبة (98 %) خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة إذا لم تعد الدورة الشهرية.[c1]خطوات الرضاعة الطبيعية المثلى[/c]وعن الخطوات الإرشادية للرضاعة الطبيعية تقول د. فريدة: بدء الرضاعة الطبيعية للطفل سريعاً بمجرد الولادة وخلال الساعة الأولى من الولادة تساعد الطفل على بدء ممارسة مص الحلمة مبكراً والذي بدوره يساعد على إدرار اللبن، ويؤدي إلى انقباض الرحم وتقليل النزيف بعد الولادة ولبن السرسوب (المسمار) وهو اللبن المصفر اللون الذي يخرج من الثدي في أول الأيام بعد الولادة هو غذاء مهم للطفل، كما أنه يوفر للطفل المناعة ضد بعض الأمراض.- الرضاعة الطبيعية المطلقة أو شبه المطلقة لمدة (6) أشهر، فحليب الأم وحده يحتوي على الغذاء الذي يحتاجه الرضيع في أول (6) أشهر من عمره.- بعد ستة أشهر يتم إضافة أغذية أخرى إلى جانب الرضاعة الطبيعية، فبعد (6) أشهر يحتاج الطفل إلى أغذية أخرى متنوعة إلى جانب لبن الثدي، ويجب إرضاع الطفل أولاً قبل تقديم أي أغذية أخرى له، كما يجب أن تستمر الرضاعة الطبيعية للطفل عامين من عمره أو أكثر.[c1]مشاكل الرضاعة الطبيعية[/c]- إذا وجدت مشاكل في الرضاعة الطبيعية، فما هو العلاج؟- - إذا اشتكت الأم من أي مشاكل يجب على مقدم الخدمة الإنصات إلى شكواها جيداً وتقديم النصح.فمثلاً: عن الطفل الذي لا يحصل على كفايته من الحليب على الأم أن تطمئن بأنها تستطيع إنتاج كمية الحليب الكافية لإرضاع الطفل، وإذا كان وزن الطفل يزداد أكثر من (500) جرام في الشهر أو وزنه أكثر مما كان عليه وقت الولادة بعد مرور أسبوعين من الولادة، أو يتبول ست مرات يومياً على الأقل، فإن هذا يعني أن الطفل يحصل على ما يكفيه من الحليب.كما يجب إرضاع الطفل كل ساعتين حتى يزيد حصول إدرار اللبن، هنا أوصيها بالإقلال من أي أغذية أو سوائل تكميلية للطفل في فترة أول ستة شهور من عمره.- أما عند وجود قرح أو تقيحات في الثدي فتقول د. فريدة: إذا كان الثدي ممتلئاً ومتحجراً، ويسبب الألم للأم، فهذا يعني أنها تعاني من الثدي المحتقن، وإذا كانت هناك كتلة مؤلمة في أحد الثديين، فهذا قد يعني أن القنوات اللبنية مسدودة، وانسداد القنوات اللبنية قد يؤدي إلى التهاب مؤلم بالثدي، هنا أولاً يجب علاج التهابات الثدي بالمضادات الحيوية اللازمة حسب الإرشادات المتبعة في مكان تقديم الخدمة. وللمساعدة على الشفاء أنصح السيدة أن:- تستمر في الرضاعة الطبيعية.- تدلك الثدي قبل وأثناء الرضاعة.- تعمل كمادات دافئة للثدي.- تتأكد من أن فم الطفل ممسك بالثدي بالطريقة الصحيحة.- تعصر بعض اللبن وتتخلص منه قبل الرضاعة.أما عند وجود تشققات أو قروح في الحلمة، ففي هذه الحالة يمكن للسيدة أن تستمر في الرضاعة الطبيعية وتطمئن لأن هذه التشققات سوف تشفى بمرور الوقت.وللمساعدة على الشفاء في هذه الحالة أنصح السيدة بأن تضع بضع نقاط من لبن الثدي على الحلمة وتتركها لتجف في الهواء، وتدخل أصبعها في فم الطفل لتعطل قدرته على المص ثم تسحب ثديها من فمه بعد الانتهاء من الرضاعة ولا تنتظر حتى يمتلئ الثدي عن آخره لكي ترضع الطفل، وإذا حدث ذلك يجب عليها عصر بعض منه قبل البدء في الرضاعة.وعلى السيدة إرضاع الطفل بالطريقة الصحيحة، وأيضاً من الضروري أن تغسل الحلمة جيداً بالماء فقط مرة واحدة في اليوم مع تجنب استخدام الصابون أو أي من المحاليل التي تحتوي على الكحول.