لم يتوقع المواطنون الذين يرتادون سوق القات في عاصمة محافظة أبين (زنجبار) كعادتهم في كل يوم آمنين مطمئنين أنه حتى السوق سيكون ملغوماً ومحفوفاً بالخطر الذي يهدد حياتهم بالموت المؤكد أو الإصابة بجروح من شظايا انفجارات العبوات الناسفة أو الرصاص .. لكن ما حصل ظهر يوم أمس الأول من جريمة إرهابية بشعة ارتكبتها الأيادي الآثمة وأدت إلى مقتل (8) من الجنود والمواطنين وإصابة ما لايقل عن (17) شخصاً أكد أن الجماعات الإرهابية المسلحة قد توغلت إلى عمق المدينة وتنفذ مجازرها الدامية في أكثر من مكان بهذه المحافظة التي صار ابناؤها وفي مقدمتهم أفراد الأمن والجيش في مرمى عناصر (القاعدة) الإرهابية المسلحة.إن جريمة سوق القات في مدينة زنجبار بانفجار عبوة ناسفة زرعتها العناصر الإرهابية تحت أحد الاطقم الأمنية وأدت إلى استشهاد أربعة من جنود الأمن المركزي، ثم تفجرت الاشتباكات ليتضاعف العدد إلى (8) قتلى و17 جريحاً من الجنود والمواطنين .. هذه الحادثة المروعة تعد المجزرة الثانية التي تنفذها الجماعات الإرهابية في أسبوع فقط بعد حادثة الهجوم على المجمع الحكومي للمحافظة الاثنين الماضي الذي أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود وإصابة ثلاثة آخرين .. هذا المشهد الدموي المتسارع جعل الجميع مذهولين ونحن الصحافيين في أبين نشعر كغيرنا أن الموت ينتظرنا في كل لحظة ولم يعد باستطاعتنا رصد ونقل الاخبار والأحداث بشكل مرتب وبالتفاصيل لتسارعها الفائق.الحاصل أنه إذا كان الوطن يعيش أزمة كبيرة في هذا الظرف الخطير ومعظم المحافظات تمر بهذا المأزق والمشكلات المختلفة فإن محافظة أبين تصدرت محافظات البلاد في مسلسل الفتن وسفك الدماء فبحادثتي المجمع الحكومي وسوق القات بزنجبار يرتفع عدد الشهداء من الجنود والضباط فقط إلى (193) شهيداً خلال (8) أشهر فقط فيما الجرحى ثلاثة أضعاف، وعدد المواطنين القتلى يقدر بالمئات.. وعلى أبناء ابين عامة وبدون استثناء مواجهة هذا التحدي الإرهابي ويجب أن يصطف الجميع مع أجهزة الأمن والجيش بقيادة السلطة المحلية المحلية للتصدي بشجاعة للمجرمين الذين باعوا ضمائرهم ودينهم للشيطان وانتزعت من قلوبهم الرحمة الإنسانية والأخلاق.
الموقف المطلوب لمواجهة الإرهاب
أخبار متعلقة