ومضات قلم
ذهب صباح الحرية والتغيير... إلى ساحات وطني ، يبحث عن صوت الحقيقة بين حشود هنا وهناك وضاع تحت الأقدام بين الزحمة، صرخ وانتفض يزمجر من تحت الأنقاض كشبل يعلن عن وجوده في الحكاية تفرقت الأيادي، امتزج الاضداد، وأصبح الصديق عدواً، قتلت الحقيقة برصاصة طائشة. تألم الصباح من وحشية المشهد ورفض إسدال الستار لإنهاء المسرحية، فقد تشبعت فصول الحكاية بدماء الأبرياء، وطغى اللون الأحمر على مساحات ديكوراتها الفاخرة، وأصبح للدراكولا اذرع متمرسة تشتهي الدماء الشابة.تاهت خطوات الحقيقة واحتار الصباح في حل المشكلة في ظل غياب الحقيقة، فطرق الأبواب كلها واستدعى النزاهة والصدق والأمانة.. ولكنهم لم يستطيعوا التواصل معه، فقد تعرضوا للغدر في طريقهم اليه، زج بهم في سجن السكوت.. حيث انتزعت ألسنتهم وأعينهم ودفنوا أحياء في قبر المصالح.غضب الصباح من هول الكارثة، وقرر اللجوء إلى صوت العقل لكن دون فائدة، فقد سبق السيف العذل وسدت الآذان.تعجب الصباح ! كيف يرفض العقل الاستماع؟ فاستعان بالقلب وخر راكعاً عند قدميه ...يستجديه إظهار المحبة والسلام، فبكى القلب بحور دمع لفقدانه الأبناء.جرجر الصباح حينها خيبة أمله جريحاً مصارعاًً الأمواج. معلناً عجزه عن العثور على معالم واضحة لخطوط لوحة الحرية والتغيير بين ثنايا وأسطر الفصل الأول منها، فالمسرحية قديمة ... ومهملة أيقظتها أنامل ماكرة بريشة شيطانية تفانت في اضاعة ملامحها... وتفاخرت بتخضيب أرضيتها بالدماء.سادت لحظات صمت مذهلة!لم يسدل الستار بعد ، فالأحداث مستمرة ... ولكن إلى أين.. والى متى؟