خداع الكاتب المبتدئ وخيانة العمل المترجم أبرز مشاكلها
ذمار/ حامد الفقيه:في عصرية دافئة من يوم الأربعاء الفائت أقيمت بنادي القصة حلقة نقاشية حول الترجمة الركيكة للأعمال السردية، وقد قدمت ورقتا نقاش من قبل المترجم الدكتور / عبدالوهاب المقالح، والمترجم القاص / بشير زندال.. حيث تشكل الترجمة للأعمال السردية رافداً من روافداً الإبداع وإيصال الأدب الآخر إلى القارئ العربي.وافتتحت الجلسة النقاشية بورقة القاص / بشير زندال وعدد فيها أهم مشاكل الترجمة الركيكة والتي يقع فيها القارىء المبتدئ والكاتب المبتدئ وبالتالي تفرز كاتباً مستقبلياً ركيكاً وفق للمدخلات التي تلقاها من المترجم الخائن وفق زندال .وقال زندال :إن من مشاكل الترجمة الركيكة التي تسعى للجلب التجاري خداع القارئ والذي هو كاتب في بداياته فيبني مشواره الكتابي على ذلك النمط.وتطرق زندال إلى إشكالية ( كل مترجم خائن) حيث تناول إشكاليات يواجهها المترجم مما يجعله في زاوية الخيانة وضرب مثلاً فيما تعرضت له ( ألف ليلة وليلة ) من خيانات تمثلت في إدخال قصص الرشيد وغيرها عند ترجمتها من لغتها الأم .أما الدكتور / عبد الوهاب المقالح فقد تناول الترجمة من جانبين :الجانب الأول : عوامل اختيار المترجم لعمله، وقال: مما يجعل المترجم يهتم بعمل ما ويترجمه عوامل منها : -عظمة التجربة الإنسانية التي تناولها الكاتب الأصل وقال إن شخصية زوربا في أعمال كزنتزاكي هي تجربة إنسانية عاشها الكاتب وغادرته فأراد بعمله أن يبعثها من خلال عمله ( زوربا اليوناني )-واحترام خصوصية المكان والزمان، وقال:( إن المترجم يقف حائرا أمام خصوصية المكان ويتطلب منه جهد وأمانة في أن لا يضيع نكهة الخصوصية للعمل المترجم مثل رواية زيد مطيع دماج (الرهينة ) وما فيها من ألفاظ وخصوصية مثل (الطبشي والدويدار، والعسكري ).-أن يتمثل المترجم العمل المترجم ويعيشه، وقال : إن أحد أعمال الروائي الألماني ( هيرمان هسه )بما فيه من تجربة إنسانية تتمثل في شرخ في جدار حياة زوجية جعلتني أبكي وأنا أترجم ذاك العمل، وكانت سبباً في إصلاح شرخ كنت أعانيه في حياتي .-الصبر على العمل المترجم ، وأن لا يسلق سلقاً، وضرب مثلاً رواية ( بنت الرياض ) التي قدمت من المترجم والدار كتجارة رائجة للبيع سلخت منها عند ترجمتها آثار وأحاديث آيات، وقتل فيها حركة المجتمع السعودي التي هي بالأساس تحكيه .واتفقا المقالح وزندال حول إشكالية العتبة الأولى للعمل المترجم وهو ( العنوان )، وقالا : إن العنوان يخضعه المترجم لروح العمل .وأقترح المقالح - كما يفعل في أعماله- إن يترجم المترجم العمل حتى يتبلور لديه العمل ثم يرجع لتسمية العنوان. وقد حضر الأمسية نخبة من الكتاب والمهتمين , وتناولت مداخلاتهم إضافات واستفسارات حول الترجمة وطموح القارئ واطمئنانه للعمل المترجم .وقد أدارت الأمسية تقديماً القاصة والكاتبة / آسيا ثابت رفعان .وختم الحلقة الروائي والقاص / محمد الغربي عمران رئيس نادي القصة بزخات فيها عطر الشكر والمودة للقاص زندال والدكتور المقالح على مجهودهما في الترجمة، هذا العمل المهم الذي يشكل رافداً جميلاً للإبداع ، ودعا الغربي المترجمان للالتفات للأعمال السردية لكتاب اليمن وترجمتها إلى اللغات الأخرى.