هل يجوز إغلاق المساجد يوم الجمعة من أجل إجبار الناس على الذهاب إلى ساحة الاعتصام كما حصل يوم الجمعة الموافق 22/ 4/ 2011م لمسجد الصومال بمديرية المعلا بمحافظة عدن، الذي أغلق من قبل القائمين عليه، وحرمان رواده من صلاة الجمعة فيه واضطرارهم مكرهين إلى الذهاب إلى ساحات الاعتصام تحت حر الشمس وهجيرها أو البحث عن مساجد أخرى بعيدة عن مساكنهم ليصلوا فيها صلاة الجمعة وفيهم الشيخ الكبير السن العاجز وصاحب الحاجة والمريض والطفل؟. هذا السلوك لا يرضي الله ولا يرضي رسوله ولم يحدث حتى في ظل الحكم الشمولي السابق للنظام الاشتراكي الماركسي اللينيني ولا ندري هل إدارة أوقاف عدن على علم بذلك؟ أم أن المساجد قد تحولت إلى قطاع خاص أو ملكية شخصية لمن هو قائم بخدمة عباد الله في بيوت الله، ولماذا نقفل مسجد الصومال ونجبر الناس على الصلاة في حر الشمس وربنا الغفور الرؤوف الرحيم يقول في محكم التنزيل “لا إكراه في الدين” والدين كما نعلم هو الأصل ومتى يحكم الفرع على الأصل؟ فإذا كان الإكراه غير جائز في الدين فمن باب أولى ألا يجوز في السياسة ولا ينبغي أن نقحم بيوت الله وعباد الله المخلصين في أمور السياسة والاعتصام لأن المساجد إنما وجدت لله وحده، قال تعالى:” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً”. ولا ينبغي استغلال المساجد لأغراض سياسية أو حزبية ضيقة أو لتحقيق أجندات معينة لحزب أو لجماعة أو فئة سياسية لأن ذلك يتنافى مع روح العبادة الخالصة لوجه الله الكريم القائل: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وإذا كانت المعارضة في بلادنا تنتقد النظام بأنه يستغل المال العام من أجل رشوة ضعاف النفوس والمحتاجين لكي يحضروا إلى ميدان التحرير وميدان السبعين بصنعاء فإن المعارضة وخاصة الإخوان المسلمين في بلادنا يغلقون المساجد ليذهب الناس إلى ساحات الاعتصام من أجل تكثير عددهم أمام الرأي العام المحلي والدولي وحرمانهم من المساجد التي اعتادوا عبادة الله فيها ولم يحدث هذا السلوك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في عيد الأضحى لكنه لم يأمر بإغلاق أي مسجد كما فعل من يتأسون بذلك النبي العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهم يقرؤون في القرآن الذي أنزل عليه (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه ) إلى قوله تعالى (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم). كاتب هذه الأسطر مع حق الاعتصام والاحتجاج السلمي وحق التعبير بالطرق المشروعة والثورة على النظام الفاسد والظالم والمستبد لكنه ليس مع انتهاج وسائل وشعارات (الغايات تبرر الوسائل) سواء أكانت هذه الوسائل مشروعة أو غير مشروعة ملتوية أو خادعة، لا يهم المهم الوصول إلى الهدف ولو على حساب إغلاق بيوت الله واستغلال الناس البسطاء الغافلين عن طرق وحبائل السياسة الحزبية المقيتة فاتقوا الله يا أخوان المسلمين في عباد الله المؤمنين ..!! وفي بيوت الله العامرة بالعبادة
(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه..)
أخبار متعلقة