ومضات قلم
مسح اسمي من تضاريس سنوات عمري وأصبح سقوطي مؤلماً في خارطة حياتي دون أجنحة، ارتطم بالأرض المتحجرة اليابسة دون رحمة، فينفجر جسدي ساعة اللقاء وتشرب الحجارة المتعجرفة دمي الطاهر، وتتناثر أشلاء جسمي الهزيل في ساحة معركة كنت فيها أنا الضحية الكبرى.تأتي الذئاب البرية تنهش لحمي أمام صياد ماهر يرفض الدفاع عني، فتصرخ بالقرب مني امرأة حامل تخرج مولودها بأيد عارية ترمي به باكية في وسط العراك.يحاول الطفل التمسك بها، بأنامله الصغيرة مطالباً إطعامه بحليب صدرها الحنون ولكن دون جدوى، فلقد سبقته رصاصة القناص، وتحول لبنها إلى قطرات دم لم يستطع بلعها.بدأ القتال من اجل العيش وليس القضية، حمل سلاحه عنوة وسقط شهيداً لحظة ولادته.تحملت الألم وقمت بجمع بقايا جسدي المنهوش لأدخل دوامة أخرى لا بداية لها و لا نهاية بل مجرد شريط يقوم بإعادة الفيلم من البداية.أصبت بالصدمة فانا أريد إنهاء الحكاية، انهارت قواي ونزفت حتى غرقت في بركة دمي أمام محكمة نزعت من على جدرانها ميزان العدالة ووضعت على طاولتها رقعة شطرنج تلعب به وقت فراغها.تجمع حولها علماء وأئمة مساجد وشيوخ ومفكرون ومثقفون وسياسيون وإرهابيون يتسابقون في ماراثون رياضي على مهب الريح للوصول إلى رقعة الشطرنج الكبرى حيث تبنى عليها المدن والطرقات وأفخم القصور العظمى، يعبرون إليها عبر سكة حديدية شيدت على جماجم بشرية كانت بالأمس لعمال، وفقراء، وجيل مستقبل من الشباب لم يعد له مكان شاغر غير حفرة قبر مكتوب عليها أسماؤهم قبل ولادتهم.