المشهد السياسي اليمني وصل إلى ذروته بعد المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية بين الحكومة والمعارضة التي أججت واعتصمت وتظاهرت بشكل غير منضبط ما أدى إلى انتهاك الحرمات وقطع الطرقات وتدمير الممتلكات وبث الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء والشيوخ جراء التصاعد غير المحمود سياسياً وميدانياً وإعلامياً و جميعها لا يخدم الشعب والوطن كونها أخلت بالسكينة العامة وأمن الوطن واستقراره وكان الأحرى بهذه القوى المتصارعة من أجل السلطة أن تحافظ على الإطار العام للصراع وتجعله مجالاً مناسباً للمنافسة السياسية والديمقراطية بين كل القوى السياسية.إن ما يجري حالياً على الساحة اليمنية يعد الأخطر والأشد في حلقات الصراع السياسي منذ عشرين عاماً هي عمر قيام الوحدة اليمنية بل هي اكبر بكثير من حرب ومؤامرة صيف 1994م أو محاولة الإقصاء عام 1985م وتشتد سخونتها إلى درجة تكسير العظام وهي المرحلة النهائية لإفرازات قوى رجعية وتقليدية لأيدلوجيات مختلفة تماماً بل متناقضة وأكثر خطورة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وهي من تتولى توجيه مجريات الأحداث حالياًُ وقد خرجت كثيراً عن المنطق والعقل ولم تعد العملية الديمقراطية برمتها تحكمها، وهذه القوى المتطرفة فكراً ومنهجاً تخوض معتركها السياسي دون أخذ مصالح الشعب والوطن العليا في الاعتبار المهم لديها الوصول للسلطة بأي ثمن كان حتى على جماجم الشباب المغرر بهم، كون الرئاسة لديهم غاية نهائية وهدفاً لذاته و ليس من المهم أن يكون أسلوب الوصول للسلطة مهدداً للأمن المجتمعي مدمراً للمصالح العليا للوطن فليس لدى البعض مانع من استعداء الأشقاء والأصدقاء لليمن بل السماح لقوى الظلام والتطرف والإرهاب باختراق السيادة الوطنية اليمنية.وليس لدى القوى التقليدية المعروفة لدى الشعب بتسلطها ونهبها للثروات ما يمنع من أن يتحول صراع السياسية إلى صراع فتوي أو حتى مذهبي أو فئوي أو طائفي المهم لديها أن تشيع الفوضى وتخلط الأوراق أكثر وتضيع تماماً مصالح اليمنيين والوطن وهي تسعى بقصد أو دون قصد إلى تدمير الثقة في مؤسسات الدولة ونشر الضبابية حول مستقبل الشباب بإثارة الغبار في سماء الحياة السياسية التي بدأت تتجلى وهذا ما لا يطيقه الإخوان المفلسون والذين راحوا يكيلون الاتهامات لهذا الشعب بالخمول السياسي ولم يعترف أي من هؤلاء بحقيقة أن هناك تفاعلاً سياسياً صحياً ونشطاً بين الشعب وقيادته، وكلهم رافضون شيشنة اليمن أو إدخالها في عنق الصراع الطائفي أو المذهبي حسب المخطط الإيراني .إن الأوصياء على الديمقراطية في اليمن يتقاطرون على الفضائيات يريدون أن نتبع نصائحهم ونعمل بحسب رسالتهم و يقولون إن عدم التعاطي معهم يعني الكفر بالديمقراطية وبالفكر الفاشي لأحزاب اللقاء المشترك وقيادتهم الفائقة القدرة على الملاسنات التي تنتهك مقدسات الوطن وقد تؤدي إلى فقدان الوطن الثقة بالجميع وهي خطيئة تهدد الإنجاز الديمقراطي للشعب الذي يرى أنه في معركته الراهنة بحاجة إلى الوئام بقدر حاجته إلى الاتفاق وحتى لا يظل الباب مفتوحاً أمام الشغب والفوضى والعبث الذي خطط له نيرون الصغير حميد الأحمر فهو راغب شهرة ومدمن إثارة وهو باب لا بد من إغلاقه لأن الخسائر باهظة سياسياً وأخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وعليهم أن يدركوا أن الديمقراطية لا تقبل الوصاية على إرادة الشعوب بل أنها أظهرت لتقويض الفكر الفاشي لأحزاب اللقاء المشترك الذي يرى الشعب قاصراً وأن الحكمة تسكن في صوامعهم ولها الحق في توجيه الجميع إلى حيث يريدون ومن صوامعهم التي تخرج منها دعوات الفوضى ينسجون مستقبلاً مظلماً للبلاد ويوزعون الأدوار ليستمر النعيق في الخرائب التي يريدونها وتهديد الوطن بأزمات خانقة تضرب وحدته في الصميم.
|
تقارير
حميد الأحمر راغب شهرة ومدمن إثارة
أخبار متعلقة