أضواء
شيئان على الأغلب لا ثالث لهما زوجها وأبناؤها، وهي تتشارك في هذا الهم مع غيرها من نساء العالماللاتي قد تكون لديهن اهتمامات أخرى ، لكن القضية هي ليست في ما تحمل همه أو تهتم به ولكن هي في كيف تقوم بذلك؟! القضية لا تحتاج إلى فلسفة أو تنظير لكنها قطعا مهمة، وتشغل تسعين بالمائة على الأقل من تفكير السعوديات ، ولأني مثلهن كنت قد وقعت في المصيدة فإني أؤكد لهن أن الخروج منها صعب جدا إن لم يكن مستحيلا على الأقل في جيل الأمهات الحالي ، قد يتغير في المستقبل ربما والمؤشرات تشير لذلك على افتراض أن العالم قد توحد مع الطفرة الهائلة في تقنية الاتصالات وطرق التواصل . هذا ما كنت أعتقده سابقا لكني قد حصلت على نفحة أمل بسيطة ، ليس في الخلاص لأني قد أكدت لكم سابقا أنه شبه مستحيل بالطرق الاعتيادية على الأقل. لكن الأمل الذي حصلت عليه كان على هيئة عزاء بعد أن اكتشفتُ أن نساء العالم كلهن في الهمّ سواء، وان اختلفت لغاتهن والطرق التي تربين عليها... كيف؟ لأننا شئنا أم أبينا فطرتنا التي يجب علينا أن نتكيف معها ومع تبعاتها. وعندما تثار مثل هذه المواضيع الشائكة القديمة المعقدة فكلّ يدلي بدلوه لكن النهاية والمحصلة دائما واحدة لدى الكثيرات (حتى لا نقع في فخ التعميم) لكني أكاد أجزم بأنهن الأغلب. أما كيف حصلتُ على هذا العزاء فإليكن الحكاية لكن قبلها أريد أن أسألكن سؤالا هل هنالك في هذا العالم شيء أكثر عذوبة وتسلية من الشكوى من الأبناء وآبائهم ربما؟ وإن كان كذلك فهو قبل الزواج لا بعده! ولو افترضتُ أن الكثيرات قد يؤيدنني في ذلك فإني لن أجد صعوبة في إيصال حقيقة الشعور الذي انتابني وأنا أقرأ مقالا أجنبيا في صحيفة أجنبية كتبته أم تشتكي من أبنائها . كانت قراءة ذلك المقال جدا ممتعة لأنها ملأت خزان المساوة لدي وكذلك فعلت مع كثيرات ممن أمتعتهن بقراءة قصاصته التي بليت من كثرة ما تناقلتها الأيدي والسر أننا وأخيرا بدأنا في التخلص من عقدة أن الآخر أفضل منا . ذلك المقال حفزني على تتبع مقالات تلك الكاتبة وصدقوني إنها فعلا ممتعة لأنها تؤكد وبشدة أن النساء مهما اختلفن في الميول والعقائد والثقافة في هذه الجزئية تحديدا متشابهات. أما عن ماذا كان في ذلك المقال البلسم فقد كان حديثا بسيطا وتلقائيا عن صعوبة ارضاء أطفال هذا الجيل وقدرته العجيبة في ابتزاز والديه لاقتناء الأجد والأحدث في تقنية الأجهزة والهواتف ، وعن عقدة الذنب التي تقع فيها أي امرأة عاملة تجاه أبنائها وكيف أنها تعوض عن ذلك وبسخاء في استسلامها لمطالبهم حتى ترضي ضميرها إن كانت من ذوات الضمير اليقظ جدا، أو لكي تتخلص من موال (النق والزن) المتواصل الذي يتقنه أطفالنا، ولكي تسكت اسطوانة (فلان لديه ونحن لا ) المتواصلة هذه الشكاوى لا يمكن أن تستنكرها أي امرأة سعودية لأنها تعتقد أنها جزء من تركيبة مجتمعها المرفه لكن أن تجد نساء أخريات في مجتمعات ترفع شعارات عالية في التربية وتعليم النشء قيمة الأشياء ويشتكين من نفس المشكلة الأزلية فهنا العزاء. مقالها حفزني على البحث في ما كتبته نساء العالم الأخريات وكانت محصلة ما وجدته مذهلة وهو الشكوى مرة أخرى من الأبناء وآبائهم.. ألم أقل لكم إنه الأعذب والأقرب لقلب جميع المتزوجات.[c1]* عن صحيفة ( الرياض ) السعودية [/c]