مصارع أسطوري الـ (46) من عمره
باريس / متابعات:بلغ المصارع الأسطوري “أندرتيكر” السادسة والأربعين من العمر، وهو بسن كبيرة مقارنة بالمصارعين الموجودين على الساحة حاليا في الاتحاد العالمي للمصارعة الترفيهية WWE، ويتفق المراقبون على أن المصارع الأسطوري لا يملك الكثير لتقديمه حاليا، وأن مسيرته الرياضية اقتربت من نقطة النهاية. ولكن أندرتيكر الملقب الحانوتي أكد أن وقت دفنه لم يحن بعد، وذلك بعدما حقق الانتصار رقم 19 من دون اي هزيمة الإثنين الماضي 4 إبريل الحالي. ومنذ انضمامه إلى WWE العام 1990، لعب أندرتيكر واسمه الحقيقي مارك كالاوي، في 19 من بطولات “ريسل مانيا” الشهيرة في تاريخ المصارعة، وفاز بجميع مبارياته من دون أن يتلقى خسارة واحدة، وهو رقم مذهل لم يقترب أحد إليه، وعمد مسؤولو WWE إلى استمراره تكريما لأندرتيكر ورغبة منهم في إرضاء الجمهور الذي لا يريد رؤية انتهاء الـ”ستريك” قبل اعتزال “الحانوتي”. [c1]حانوتي يعيش في الظلام[/c]وما يميز أندرتيكر، هو شخصيته المبتكرة التي يصعب تقليدها، وهي شخصية الحانوتي الذي يعيش في الظلام بين القبور ومخلوقات الليل، ويدخل إلى الحلبة تحت أضواء أورجوانية خافتة بموسيقاه المأساوية الشهيرة المشابهة لألحان موسيقى الجنائز، مرتديا سترته السوداء الطويلة وقبعته الكبيرة. وخلال مسيرته في WWE، فاز أندرتيكر بسبعة ألقاب عالمية فردية، وغيرها من أحزمة الفئات الأخرى، وأصبح نموذجا يحتذى به من حيث الالتزام، كما أن إمكاناته الفنية المدهشة وقدرته على التحمل مقارنة بحجمه كانت دائما مثار إعجاب كل من حوله. وكانت بداية “الحانوتي” مرعبة، وشارك للمرة الأولى في بطولة “سيرفايفر سيرس”، وتسببت شخصيته في إخافة الأطفال الحضور والمشاهدين على شاشة التلفزيون، وبالإضافة إلى ملابسه السوداء ونظراته المرعبة، كان يعمد إلى وضع خصومه في “أكياس موتى” بعد الفوز عليهم. وسرعان ما تحول أندرتيكر برفقة مدير أعماله الجديد بول بيرر إلى بطل WWE بعد الفوز على هالك هوغن في بطولة “سيرفايفر سيرس” العام 1991 بمساعدة صغيرة من ريك فلير، وفي العام التالي، تحول أندرتيكر إلى محبوب الجماهير بعدما منع جايك “ذا سنايك” روبرتس” من ضرب إليزابيث، زوجة المصارع المعروف راندي “ماتشو مان” سافاج، ليلعب معه في “ريسل مانيا” ويتغلب عليه. [c1]عداوة مع شون مايكلز[/c]وفي أواخر العام 1997، انشغل أندرتيكر بعداوته مع شون مايكلز الذي تسبب بخسارته اللقب العالمي أمام بريت هارت في “سامر سلام”، ولعب الاثنان مباراة أسطورية داخل قفض حديدي مغلق (هيل ان ذا سيل - جحيم داخل القفص)، كانت الاولى من نوعها، وتسببت في نزيف حاد من رأس شون مايكلز الذي فاز باللقاء بعد تدخل كاين.. شقيق “أندرتيكر”. واستمر مسلسل “كاين - أندرتيكر” فترة طويلة، لينتهي منتصف العام 1998، وشهدت بطولة “كينغ أوف ذا رينغ” في نفس العام أهم مباراة في تاريخ أندرتيكر، عندما واجه مانكايند في ثاني مباراة داخل قفص حديدي مغلق، ورمى به من فوق القفص باتجاه طاولة المعلقين، في لقطة يعتبرها المراقبون الأشهر في تاريخ المصارعة، وأكمل ماينكايند اللقاء رغم إصابته بخلع في الكتف، وفاز أندرتيكر في النهاية. [c1]تغيير جذري وعودة سريعة[/c]وحدث التغيير الجذري في أيار (مايو) العام 2000 عندما دخل الحلبة على دراجة نارية متخليا عن ملابس الحانوتي، مرتديا نظارة شمسية وربطة رأس (باندانا)، وضرب من كل من حوله باعتباره رجلا عدوانيا غير مبال يتميز بصفات “الأزعر” الأميركي التقليدي، ولاقت شخصيته شعبية جارفة، وأكد النقاد أن أندرتيكر نجح أخيرا في الخروج من ظل الشخصية السابقة وأصبح أكثر إمتاعا بسبب اعتماده على شخصية جديدة قريبة من شخصيته الحقيقية. وبعد 3 سنوات عاد أندرتيكر بملابسه ودخلته الموسيقية السابقة، وبدا أنه في حالة بدنية أفضل من أي وقت مضى رغم تقدمه في السن، وقدم على مرور الأعوام مباريات لا تنسى، لعل أبرزها كانت أمام شون مايكلز في “ريسل مانيا” العام 2009، في مباراة وصفها المهتمون بأنها واحدة من أفضل 10 مباريات بتاريخ المصارعة الاستعراضية، ووافق أندرتيكر مرة أخرى على منازلة شون مايكز في “ريسل مانيا” العام الماضي، مشترطا أن يعلن خصمه الاعتزال في حال خسر، وهو ما حدث فعلا. ولعب أندرتيكر في بطولة “ريسل مانيا” الأخيرة قبل أيام، أمام تريبل اتش الذي كان يريد الثأر لصديقه مايكلز، وإنهاء مسيرة أندرتيكر الخالية من الهزائم في البطولة، ولكن أندرتيكر، أحكم سيطرته على اللقاء مجبرا خصمه على الاستسلام ليحقق الانتصار رقم 19. ورغم هذا الانتصار الباهر إلا أنه هناك قلة تعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء الـ”ستريك” ومنح “ريسل مانيا” الفرصة لتجديد أولوياتها من خلال تنفيذ أفكار جديدة.