بهدف تعويض تراجع عائدات النسخة الورقية
نيويورك/متابعات:عرضت صحيفة (نيويورك تايمز) صيغتها المدفوعة لنسختها الرقمية التي تراهن عليها لتعويض تراجع عائدات نسخها الورقية وهو رهان سيراقبه منافسوها بحذر.اعتباراً من شهر مارس الفائت فإن أي مستخدم للانترنت يقرأ أكثر من 20 مقالاً على موقع (نيويورك تايمز) الالكتروني أن يدفع اشتراكا يختاره من بين ثلاثة مقترحات: 15 دولاراً في الشهر لولوج الموقع الالكتروني من خلال جهاز كمبيوتر أو هاتف نقال أو 20 دولاراً للولوج إلى الموقع من خلال جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي أو 35 دولاراً للولوج إليه من أي وسيلة رقمية.وقال دان كينيدي الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة نورث ايسترن في بوسطن (شمال شرق) أن هذه التعريفات لا تشكل مفاجأة بعد أكثر من سنة على إعلان الصحيفة إنها ستفرض رسوماً على مستخدمي الانترنت للاطلاع على محتواها الرقمي.وأوضح: انه رد ذكي ومعتدل على السؤال الذي يطرح لجعل القراء النهمين عبر الانترنت يدفعون رسماً في مقابل ذلك مع البقاء حاضرين في النقاشات المجانية المتعلقة بأخبار الصحيفة.وفي هذا الإطار سيبقى الولوج إلى مقالات (نيويورك تايمز) عبر المدونات والشبكات الاجتماعية مثل (فيسبوك وتويتر) مجانياً. وللولوج إلى محتوى الصحيفة من خلال بعض محركات البحث التي لم تحدد فإن المجانية ستقتصر على عدد محدد من المقالات يومياً.يضاف إلى ذلك إن المشتركين في النسخة الورقية للصحيفة و(انترناشونال هيرالد تريبيون) لن يضطروا إلى دفع أي رسم إضافي للحصول على النسخ الرقمية.وقال رئيس المجموعة آرثر سالزبرغر في رسالة مفتوحة إلى القراء إنها مرحلة مهمة جداً ستعتبرونها على ما نأمل بمثابة استثمار في (نيويورك تايمز) وستعزز قدرتنا على تقديم نوعية صحافية عالية إلى العالم بأسره بأي وسيلة كانت.وحالياً يتلقى موقع (نيويورك تايمز) أكبر عدد من الزيارات بين مواقع الصحافة الأميركية مع 3,85 % من السوق متقدما على (يو اس ايه توداي) 2,34 % و(واشنطن بوست) 1,57 % و(وول ستريت جورنال) الصحيفة الرئيسية الوحيدة التي تفرض رسماً على نسخاتها الرقمية.وتقترح صحيفة (وول ستريت جورنال) نسخة رقمية بالكامل تتراوح كلفة الاشتراك فيها بين 103 و208 دولارات وفقاً للوسائل المستخدمة لكن ينبغي دفع أكثر من ضعفي هذا المبلغ للحصول على النسخة الورقية والوصول إلى كل وسائل الاطلاع الرقمية على الصحيفة.وتتردد الصحف الأخرى في القيام بهذه الخطوة الرقمية بالكامل وهي على حق، على ما يقول كينيدي.ويقول: لا أظن أن (نيويورك تايمز) هي عينة تمثل القطاع برمته. أظن إن الكثير من الناس سيكونون مستعدين للدفع في مقابل الحصول على محتوى هذه الصحيفة لكنهم ليسوا مستعدين للدفع للاطلاع على محتوى أي صحيفة أخرى تقريبا وذلك بسبب سمعتها ونوعيتها وشموليتها.ويوضح ستسير الأمور على ما يرام على الأرجح بالنسبة لها وعندها سيهب طرف آخر للقول حسناً سنحاول نحن أيضاً وسيفشل.لكن حتى مع الصحف المرجعية قد يكون هذا الخيار محفوفاً بالخطر كما حصل مع صحيفة (تايمز) في لندن التي تملكها، على غرار (وول ستريت جورنال) مجموعة نيوز كوربوريشن لروبيرت موردوك المدافع الأكبر عن النسخ الرقمية المدفوعة.وقد أصبح الاطلاع على موقع (تايمز) الالكتروني ممكناً في مقابل رسم الصيف الماضي فتراجع عدد زواره بشكل كبير، الأمر الذي يثير تساؤلات حول عائدات الصحيفة الإعلانية.وبشكل عام فإن عائدات الإعلانات في مواقع الانترنت الأميركية التي تشهد ارتفاعاً تجاوزت للمرة الأولى في 2010م عائدات النسخ الورقية للصحف التي تتراجع بحسب مكتب الاستشارات (أي ماركتر). ووصلت إلى 25,8 مليار دولار للأولى, في مقابل 22,8 مليار دولار للثانية. ويتوقع أن تتعزز هذه النزعة في 2011م (28,5 مليار للأولى, في مقابل 21,4 مليار للثانية).