كان الرأي العام اليمني والعربي يوم أمس الجمعة أمام موقفين خائبين يكشفان إفلاس التزييف السياسي والإعلامي الذي يرافق الأحداث الجارية في اليمن من جانب قوى المعارضة التقليدية وعلى رأسها أحزاب (اللقاء المشترك) .وكان محور هذين الموقفين مشهد الملايين التي تدفقت على ميداني التحرير والسبعين في صنعاء تأييداً لمبادرات الرئيس علي عبدالله صالح، بما فيها صورة الملايين التي خرجت في العديد من محافظات الجمهورية وفي مقدمتها تعز وإب وعمران والبيضاء.الموقف الأول كان لمحمد الصبري الذي يملأ الدنيا ضجيجاً باسم (اللقاء المشترك) تارة، ولجنة حميد للحوار الوطني تارة أخرى، حيث ظهر بائساً ومفلساً أمام مذيعة قناة العربية ريمة صالحة التي سألته عن تصوراته لنهاية هذا المشهد فقال لها أن أحزاب ( اللقاء المشترك) لا تستطيع أن تقرر شيئاً لان القرار بيد الشارع وعلى الرئيس علي عبدالله صالح الاستجابة لصوت الشارع ويرحل.على الفور ردت عليه المذيعة ، ولكن الصورة التي تظهر الآن على الشاشة تقول إن شارعاً كبيراً آخر يضم الملايين يؤيد الرئيس علي عبدالله صالح ويطالبه بالبقاء وعدم الرحيل، مشيرة إلى أن مطالبة الرئيس بالخضوع لرأي جزء من الشارع هو نوع من الاستبداد ولا علاقة له بالديمقراطية حيث يفترض أما التوفيق بين إرادات الشارعين من خلال الحوار والحلول التوافقية، أو الخضوع للديمقراطية من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع حتى نرى من هو الشارع الأكبر، هل هو الذي يطالب الرئيس علي عبدالله صالح بالرحيل أم الذي يطالبه بالبقاء.كان رد الصبري مرة أخرى خائباً حيث قال إن تلك المسيرات التي خرجت في صنعاء وغيرها من المحافظات كانت مدفوعة الثمن ، الأمر الذي لم يقنع المذيعة فقاطعته متسائلة: هل يعقل أن يبيع ملايين الناس وهم جزءً من الشعب اليمني مواقفهم مقابل المال.. أليست هذه أهانة لتلك الجماهير الغفيرة من الشعب اليمني التي خرجت في تلك المسيرات الحاشدة!!. في الموقف الثاني رد أحدهم على سؤال مذيع قناة (BBC) باللغة العربية حول تصاعد المسيرات الضخمة التي تؤيد الرئيس علي عبدالله صالح فقال إن الحشود التي خرجت في تلك المسيرات تعرضت للتهديد بقطع رواتبها، فرد عليه المذيع: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تقطع الحكومة رواتب المعتصمين حتى يغادروا ساحة الجامعة ومعظمهم معلمون وعمال وموظفون حكوميون؟!.
إذا لم تستح قل ما شئت !!
أخبار متعلقة