مما لا شك فيه أننا لو أجرينا إحصائية بين شباب الوطن العربي ممن تتراوح أعمارهم بين 12 - 30 عاماً ممن يستخدمون الإنترنت عن أكثر المواقع تصفحاً و جاذبية بالنسبة لهم فلا شك أننا سنجد الفيس بوك ليس فقط أولاً بل و بلا أي أدنى منافسة، ويتباهى الكثيرون منهم بالقول أنهم يملكون أكثر من حساب عليه أيضاً، ولكن السؤال الذي قد يطرح على الساحة هو، هل ثقافة العرب أصبحت موافقة لثقافة المواقع الإجتماعية أو ما يسمى Social Networks.لا شك في أن المحركات الإجتماعية مثل (فيس بوك) و (ماي سبيس) و (فليكر) و غيرها الكثير باتت الإكسير الحقيقي للإنترنت و بل أصبحت الوسيلة الأبرز للإعلان حتى لشركات الإعلانات بحد ذاتها، و لكن ماذا لو قمنا ببحث قصير حول ما يستفيد العرب المستخدمون للإنترنت من الشبكات الإجتماعية و كيف يفهمونها؟ حقيقة و بلا إحراج سأجاوب شخصياً أن نسبة لا بأس بها تجد الفيس بوك أو أي موقع اجتماعي ما هو إلا وسيلة للتعرف على الجنس الآخر و إقامة العلاقات الوهمية، و سنجد قسماً آخر يقول أن ميزة الصفحات (البيجات) ممتعة كونها تتيح فرصة للترفيه و نشر الأفكار و التواصل الهزلي، و لكن سؤال آخر أطرحه شخصياً، هل هذا هو هدف المواقع الإجتماعية؟إن الثقافة العربية ثقافة إسلامية مبنية على أسس قد لا تتغير بسهولة بل من الاستحالة تغييرها، و نحن نفتخر و نعتز بها كوننا مسلمين، و لكن للأسف تدخلت مصطلحات على هذه الثقافة لتصبح ثقافة متخلفة لا دخل لها بالإسلام، و لأكون أكثر وضوحاً فأنا أتكلم عن ثقافة المواقع الإجتماعية، فرغم هذا الانتشار الواسع لها في وطننا العربي إلا أننا نجد أن أياً منا لا يمكن أن يتصور وجود حساب لأمه أو أخته على أحد المواقع الإجتماعية و يعتبرها من العار، و لكن هل هي فعلاً كذلك؟لنكن أكثر موضوعية و حكمة، ماذا لو أن والدتك تملك حساباً على الفيس بوك لا تضع صوراً لها و لا تشارك غير الأصدقاء بياناتها و لا يمكن لأحد البحث عن حسابها أو إيجاده أو إضافته للأصدقاء، و أعتقدأن كل هذا توفره خصوصية (الفيس بوك) ضمن خيارات الخصوصية، و بالتالي فإن والدتك أو أختك تضيف أفراد العائلة التي تريد و صديقاتها و تتواصل معهم عبر هذا الموقع، أليس هذا هو الهدف الرئيسي لهذه المواقع, أليس الهدف هو التواصل الاجتماعي، و أن كل ما نعتبره أساسياً في الفيس بوك ما هو إلا إضافات و أيضاً لا نعرف كيف نستثمرها..!
ثقافة العرب و المواقع الاجتماعية
أخبار متعلقة