الخرطوم / 14 أكتوبر / رويترز:أكد مسؤول بمنظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية (كاثوليك ريليف سرفيسز) إن المنظمة ستضطر الى إغلاق برنامجها للأغذية بغرب دارفور في نهاية الشهر ما لم ترفع الخرطوم حظرا على عملياتها مما يحرم 400 ألف شخص من حصص الغذاء. وعلق السودان أنشطة الجماعة في أواخر يناير كانون الثاني الماضي واتهمها بتوزيع نسخ من الإنجيل في المنطقة التي يغلب على سكانها المسلمون في الواقعة الأحدث ضمن سلسلة من محاولات فرض القيود على جماعات الإغاثة التي تعمل بدارفور التي تعاني ويلات الصراع. وفي هذا الصدد نفت الجماعة توزيع نسخ من الإنجيل أو أي مواد مرتبطة بالديانة المسيحية. وأشار مدير الجماعة بالسودان دارين هيرسيك إلى أنه طلب منه في البداية مغادرة المنطقة في يناير كانون الثاني الماضي بسبب مخاوف أمنية. ومنذ ذلك الحين نقلت الجماعة الموظفين الأجانب إلى الخرطوم وأبقي على أكثر من 300 موظف محلي في دارفور في حالة تأهب. وأضاف هيرسيك لرويترز «شعرنا دوما أننا على مبعدة أسبوع من التمكن من استئناف عملنا.» وأوضح «نحن في مرحلة بحيث إذا لم نستطع القيام بهذا فسنضطر إلى إغلاق البرنامج.» وطرد السودان 13 من أكبر جماعات الإغاثة الأجنبية التي تعمل في دارفور عام 2009 بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحق الرئيس عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في المنطقة. وكانت الجماعة من بين وكالات الإغاثة الإنسانية التي وسعت نطاق جهودها في المنطقة لملء الفراغ في تقديم المساعدات حينذاك. وتقول إنها الآن اكبر وكالة إغاثة توزع الغذاء في غرب دارفور مما يثير تساؤلات بشأن من سيحل محلها في هذه المهمة. وقال هيرسيك «هناك أثر ينطوي على أن بعضا من هذا قد يؤدي إلى سوء التغذية ونقص الأمن الغذائي... وهناك مسألة محاولة استبدال منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية في المنطقة».وأضاف أن المنظمة مازالت تأمل في أن تسمح لها الحكومة باستئناف عملياتها قبل أن توقفها في الأيام الأربعة القادمة. وتقول المنظمة إنها ستضطر إلى إغلاق برامج أخرى في مجالات الزراعة والري والتعليم فضلا عن مشاريع أخرى إذا لم يتم إعطاؤها الإذن باستئناف نشاطها. وفي الشهر الماضي طرد السودان وكالة أطباء العالم الفرنسية بعد أن اتهمها بالتجسس ومساعدة المتمردين. وكانت هذه الوكالة واحدة من بضع جماعات تعمل في جبل مرة معقل المتمردين. وأسفرت ثماني سنوات من الصراع بين متمردين معظمهم من أصول غير عربية وقوات حكومية مدعومة بميليشيات عربية في دارفور عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتقدر الأمم المتحدة أن نحو 300 ألف شخص قتلوا في الصراع. وتقول الخرطوم إن عدد القتلى عشرة آلاف.