نبض القلم
لعبة (سبعة صاد) لعبة شهيرة من ألعاب الأطفال في بلادنا، تعتمد أساساً على عمليتي البناء والهدم، قوامها فريقان أحدهما يبني والآخر يهدم، ويتبارى الفريقان في سباق تنافسي حامي الوطيس، حيث يقوم الفريق الأول ببناء صومعة صغيرة من سبعة أحجار صغيرة، يرصها فوق بعضها، في حين يقوم الطرف الآخر بإعاقة عملية البناء، ويبذل ما في وسعه للحيلولة دون تمكين الفريق الأول من إكمال عملية البناء، حيث يقوم لاعبوه برمي تلك الصومعة بكرة صغيرة، حتى تنهار، واللاعب الذي يستطيع هدم الصومعة بكرته، يصبح معرضاً للملاحقة من قبل لاعبي الفريق المنافس، إلى أن يتم رميه بالكرة من قبل أحدهم، في الوقت الذي يشرع أحد لاعبي الفريق الأول، بإعادة بناء الصومعة، برص الأحجار فوق بعضها، غير أن الفريق الخصم لا يسمح بإكمال مهمته، ذلك أن لاعبيه يتعرضون للملاحقة حتى لا يتمكن أحدهم من الوصول إلى الصومعة وإعادة بنائها، واللاعب الذي يتمكن من الإفلات من أن يقع في قبضة الفريق الثاني، يبادر من فوره بإعادة بناء الصومعة قبل أن يتم هدمها من قبل الفريق المنافس، فإذا نجح في ذلك قبل أن يمسك به أحد لاعبي الفريق الآخر، يصيح من فوره (سبعة صاد) معلناً بذلك انتصار فريقه، بمعنى أنه استطاع إعادة بناء الصومعة رغم كل محاولات لاعبي الفريق الثاني لمنعه من ذلك. وعندئذ يحل الفريق الأول المنتصر محل الفريق المهزوم، وتبدأ عمليتا البناء والهدم من جيد، وهكذا دواليك، إذ يستمر اللعب بتبادل الأدوار بين الفريقين أحدهما يبني والآخر يهدم. ولم ير الأطفال في هذه اللعبة أية غضاضة، لأنهم وقتها لم يفكروا بما ترمي إليه اللعبة من أبعاد سياسية، وانعكاساتها السلبية على المجتمع. وليس بخاف ما تركته هذه اللعبة من انعكاسات على المجتمع وأثرها على التنمية عندما يلعبها السياسيون في بلادنا، حيث يقوم فريق ببناء المنشآت الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية، في أنحاء مختلفة من البلاد، في حين يقوم الفريق الآخر بتدمير كل أو بعض تلك المنشآت في أثناء المظاهرات أو الاحتجاجات، وهكذا دواليك. [c1]* خطيب جامع الهاشمي بالشيخ عثمان[/c]