أمين عبدالله إبراهيميعد الشباب ( ذكوراً وإناثاً) من أكثر شرائح المجتمع حركة ونشاطاً وقدرة على تحقيق التطور والازدهار وعلى التغيير نحو الأفضل ومواجهة التحديات الحضارية التي نواجهها اليوم في مختلف مجالات الحياة.وشباب اليوم هم الأكثر اقتداراً على العمل المتواصل والمبدع إذا ما أحسن توجيهه والاستفادة من طاقاته لتحقيق نهضة شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية وغيرها لذا لن يكون أمام أية دولة أو مجتمع من سبيل لبناء الحضارة ووضع إشراقات المستقل إلا بالاهتمام بالشباب والعمل على تفجير طاقاتهم بكل الوسائل الممكنة ، والوقوف إلى جانبهم أمام أية ظاهرة أو تحد قد يهدد استقرارهم المعيشي والصحي والنفسي والاجتماعي.ويعتمد كل مجتمع من المجتمعات متقدماً كان أم متطوراً على أسس عديدة لتنشئة الشباب ، وهذه الأسس بعضها اجتماعي والبعض الآخر اقتصادي أو ثقافي أو تعليمي ... إلخ . وفي مقدمة العناصر التي تدخل في نطاق هذه الأسس الدين والتعليم والتربية الوطنية، والتعلم والتعليم، والثقافة والتربية الاجتماعية والفنية والتربية البدنية والرياضية وغيرها من العناصر التي تشارك في تشكل سمات الشباب وشخصية أفراده. وعند توافر هذه الأسس يكون الشباب قوياً نابضاً بالحياة وقادراً على التغلب على كل الأخطار التي تهدده، وعندما يوجد مثل هذا الشباب فإنه يستطيع أن يعكس قوته وقدرته ونضجه في المجتمع، فيوجد الشباب الصالح المنتمي لمجتمعه ، والمتمتع بالقيم السوية ، والمحب لمجتمعه ونفسه في الوقت ذاته ولا تكون نظرته لنفسه إلا جزءاً من نظرته لمجتمعه ، يعرف جيداً حقوقه وواجباته بل يعرف واجباته قبل حقوقه ، ويحرص على انتمائه لأسرته (مجتمعه الصغير) ولوطنه ( مجتمعه الكبير) ، كما يحرص في الوقت ذاته على انتمائه لمجتمع الأكبر ، العالم الذي ينتمي إليه والبشرية التي هو أحد أفرادها.ويتميز الشباب في جميع أنحاء العالم بالحماس والتعطش إلى المبادرة والنظرة إلى المستقبل و الاستقلالية ، كما يتميز بازدياد مشاعر القلق والتوتر لكنه لا يزال في مرحلة التشكيل الاجتماعي ، وعندما نبحث في مستقبل الشباب يجب أن نتساءل عما إذا قد تم إعداد الحاضر لمواجهة المستقبل إعداداً حسناً ، وما إذا كان الماضي سيعوقه عن التلاقي مع المستقبل ، ويتميز الشباب أيضاً بالمثالية المتنزهة عن الصالح والروابط والارتباط ، تلك الخاصية التي تدفعه إلى العطاء إلى بذل الجهد دون انتظار أي جزاء.وإذا كانت الصفات السابقة تصدق على شباب جميع الدول المعاصرة فإنها تصدق أيضاً على شباب اليمن ، فاليمن السعيد من أقدم دول العالم حضارة وعراقة ونظاماً ، وقد أدى اعتمادها في حياتها على الزراعة وبناء الحواجز المائية والسدود إلى ترابط أبنائها لترويض الأرض ( وخاصة المدرجات الجبلية) والسدود التي ولدت ارتباطاً غريزياً للتعاون في مختلف الظروف.ويجدر بنا أن ننظر إلى الشباب بنوعياته المختلفة دون تفضيل لإحدى شرائحه على الأخرى فالشباب يتكون من الذكور والإناث وينقسم وفق الموقع الجغرافي إلى شباب المدينة وشباب القرية ، كما أنه ينقسم أيضاً حسب نوعية العمل في المصنع والحقل ، وحسب الحرفة والمهنة ، كما أنه من الممكن تقسيم الشباب إلى شرائح وفق موقعهم في مراحل التعليم الإعدادي الثانوي والجامعي ولكل شريحة من هذه الشرائح تطلعات اجتماعية واقتصادية / كما أن لها تكويناتها القيمية الخاصة بها وإن اشتركت في خصائص عامة تجمع الشباب. ومما سبق يتضح جلياً مدى الأهمية الكبيرة التي يكتسبها شبابنا اليمني الذين نعول عليهم كثيراً في القيام ببناء هذا الوطن الحبيب ، وتحقيق التنمية الشاكلة والمستدامة الأمر الذي جعل الدولة والحكومة وعلى رأسها القيادة السياسية الرشيدة ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، تولي هذا القطاع الشبابي المهم اهتماماً واضحاً وكبيراً ، باعتباره يمثل الفئة الأكثر حجماً وعدداً في إجمالي السكان والشريحة الأوسع والأكثر أثراً وتأثراً وتأثيراً على الجهود والبرامج التنموية، وأصبحت الجولة في برامجها وخططها تنظر إلى الشباب على أنهم نصف الحاضر وكل المستقبل وأنهم الدليل الذي ينظر إليه كمقياس حقيقي ما سيكون عليه المستقبل وأنهم يمثلون رأس المال الحقيقي لنهوض أية أمة ولتحقيق ما تتطلع إليه.وفي هذا الصدد نود أن نشير إلى أن السياسة الوطنية للسكان( 1 - 2 - 2025م) وبرنامج العمل السكاني والإستراتيجية الوطنية لإدماج الشباب في التنمية قد أكدت جميعها ضرورة تلبية احتياجات الناشئة والشباب على صعيد الأسرة والمجتمع المحلي ، وضمان حقهم في التعليم والمشاركة الكاملة في التنمية والاستفادة من ثمارها وضرورة إشراكهم في الأنشطة الموجهة نحو تحسين الأوضاع السكانية ، كما أكدت الخطط والبرامج الإنمائية والسكانية أيضاً ضرورة تنمية قدرات الناشئة والشباب بالتأهيل والتدريب والتعليم وبإخضاع خطط التعليم والتربية لحاجة المجتمع بما يساعد على النهوض الإنمائي بوتيرة عالية وبشكل إيجابي.
الشباب .. طاقات متفجرة يجب الاستفادة منها
أخبار متعلقة