لا يجب أن يتقاتل أبناء اليمن أبداً وتسيل دماؤهم بسبب اختلافهم على محبة بلادهم. فتراشق فريقين بالحجارة كما شاهدنا عبر القنوات الفضائية معيب جداً في حق أبناء اليمن وحضارتهم الضاربة في جذور التاريخ وثقافتهم وأخلاقهم، وينال من (الإيمان يمان والحكمة يمانية) هذا الحديث الشريف والمخطوط في مجسم القلم بجولة جامعة صنعاء (ميدان الصراع) ظهر في صورة خلفية لأحد أخبار قناة (الجزيرة) عن اليمن فكانت الصورة تبعث على الألم والحسرة وتدعو العقلاء للتأمل بعيداً عن نشوة رياح تغيير مكلف بإمكان من وصفهم الحبيب محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بـ (ألين قلوبا وأرق أفئدة ) تحقيقه دونما أي ضرر يلحق اقتصاد وأمن بلادهم وسمعتها.!ودونما قطرة دم واحدة.من أجل تجنب هذه المشاهد المؤسفة قلنا إن التنافس والتسابق حول صناديق الاقتراع بما يشوبها من حوادث تزوير ( متفق عليها) أفضل بكثير وألف مرة من التسابق اليوم على احتلال الشوارع والميادين العامة، وإيحاءات الاستقواء بالسلاح وارث القبيلة، فاتقوا الله -يا من تتصارعون على السلطة - في أغلبية صامتة تذهب دائماً وقودا لصراعاتكم . اتقوا الله وارجعوا إلى روح الديمقراطية وتقاسموا الميادين والساحات العامة لإعلان برامجكم وحشد المواطنين لتأييدكم . تقاسموا الوزارات ، وتقاسموا محاربة الفساد ، والدفع بعجلة التنمية ، فجميعكم تحبون اليمن وتسعون لخدمتها وتطويرها ،الرئيس يحب اليمن ويردد علناً شعار (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، وقيادات المشترك جميعهم يحبون اليمن وسوف يقدمون التنازلات لأجل اليمن مثلما يقدم الرئيس التنازلات تلو التنازلات ، المشترك وشركاؤه والمؤتمر وحلفاؤه ونشطاء ميدان التحرير والجامعة جميعهم يحبون اليمن ولن يكابروا. لا يوجد « بلاطجة » في اليمن لا في المشترك ولا في المؤتمر وهذا مصطلح غريب ودخيل على الثقافة اليمنية ويسيء إلى من يرددونه وإلى اليمن بشكل عام ، ولا تضايقوا الصحفيين فقواعد المهنة وأخلاقياتها تحكم أعمالهم، ومراسلو (الجزيرة) و(العربية) والـ(بي بي سي) يحبون اليمن أكثر منكم.لماذا لا يفتح الرئيس بقلب الأب نافذة للحوار مع طلاب الجامعة والشباب المتظاهرين مثلما التقى أبناء محافظة عمران وحجة ؟، ولماذا لا يستقوي المشترك بحقوق شباب تعز وعدن ويفتح نافذة للحوار معهم ويتبنى مطالبهم؟!القائمون على القنوات الفضائية اليمنية يحبون اليمن وسوف يرشدون خطاب التأجيج وإيغال الصدور بسموم الفتنة وجرعات الكراهية ، وقناة اليمن .. والمسؤولون عنها يحبون اليمن وعليهم اتخاذ قرار شجاع يقضي بتقسيم فترة نشرة أخبار التاسعة لتغطية تظاهرتي المعارضين والمؤيدين للحكومة بالتساوي..!وذلك لأن طرفي الشارع اليوم هم مختلفون بالأساس على (محبة اليمن)، وشاشة قناة (اليمن ) أولى بهم ، وما نحتاجه جميعاً في هذه اللحظة وفي عيد الحب هو اقتسام الحب نصفـين..! ودمت للتاريخ محراباً مهاباً.