عدد من أعضاء المنتدى الأول للسكان لمنظمات المجتمع المدني يتحدثون لـ 14اكتوبر :
استطلاع / بشير الحزمي :مثل تأسيس المنتدى الأول للسكان لمنظمات المجتمع المدني في اليمن في سبتمبر من العام الماضي 2010م، الذي دعت إليه جمعية رعاية الأسرة اليمنية، إضافة نوعية لتعزيز دور المجتمع المدني كشريك استراتيجي في مواجهة التحديات السكانية التي تعاني منها بلادنا.صحيفة (14 أكتوبر) من خلال لقاءات أجرتها مع عدد من أعضاء المنتدى الأول لسكان تتعرف على رأي المجتمع في أهمية الشراكة لمواجهة التحديات السكانية والدور الذي يمكن للمنتدى القيام به .. فإلى التفاصيل:الدكتورة/ افراح القرشي مسؤولة المناصرة والاتصال بجمعية رعاية الأسرة اليمنية عضو المنتدى الأول للسكان قالت:إن اليمن تعاني من معضلة سكانية حقيقية، من حيث حجم ومعدل النمو السكاني المرتفع، وتدني الخصائص السكانية، والخلل في توزيع السكان. والأهم من ذلك التأثير المتبادل بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي في ظل استنزاف الموارد الاقتصادية غير المتجددة كالنفط والمياه، واستمرار تدني مؤشرات التنمية البشرية وبشكل خاص التعليم، وهي عوامل قد لايصل تأثيرها المستقبلي فقط إلى مستوى الرفاهية الاقتصادية للسكان، بل إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي والوحدة الوطنية، خصوصاً إن لم تواكب بسياسات حكومية حكيمة في مستوى هذا التحدي.جهود لمواجهة التحدياتوأضافت أن الحكومة ادركت ضرورة المواجهة الشاملة للتحدي السكاني حيث تبنت اليمن منذ بداية التسعينات أول سياسة سكانية معلنة ولعبت جمعية رعاية الأسرة اليمنية حينها دوراً كبيراً في الدعوة إلى تبني سياسة وطنية للسكان اعتمدت في العام 1993م، والآن اصبحت القضية السكانية وانعكاساتها على الأسرة والمجتمع تحتل اولوية مطلقة ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان (2001 ـ 2025) باعتبارها اشكالية تنموية في ظل استمرار الاختلال القائم بين معدل النمو السكاني العالي ومعدل النمو الاقتصادي المتواضع في بلادنا وخلال العقدين الماضيين توجهت الجهود الرسمية بالتعاون والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية نحو تطوير برامج السياسة الوطنية .. حيث لاتزال المشكلة السكانية حاضرة كتحد تنموي لعلاقتها بمختلف جوانب الحياة اليمنية، فالخطة الخمسية الثالثة (2006 ـ 2010م)، تؤكد ان النمو السكاني المرتفع مقارنة بالموارد المتاحة أهم التحديات التي تواجه التنمية في اليمن، وهذه الاشكالية اصبحت مصدر قلق متزايد لما تنطوي عليه من انعكاسات اجتماعية واقتصادية كبيرة للمجتمع اليمني في ظل الاحتياجات المتنامية للسكان، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور المستوى المعيشي وما يرتبط به من مشكلات اتساع رقعة الفقر والبطالة والتفاوت الاجتماعي والتفكك الاجتماعي وتبعاته السلبية على أمن واستقرار المجتمع.ولفتت إلى تداخل القضية السكانية مع كافة قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية كقضية التخفيف من حدة الفقر وتقليل معدل البطالة ورفع نسبة الملتحقين بالتعليم ومحاربة الأمية ورفع مستوى التغطية الصحية والتوعية بقضايا الصحة العامة والصحة الإنجابية ومكافحة الآفات والأوبئة وتوفير المياه الصالحة للشرب وجعلها في متناول الجميع وتوفير المصارف الصحية والحماية البيئية وغيرها من القضايا التي تتقاطع بشكل مباشر مع القضية السكانية، وبهذا تتفرع القضية السكانية إلى عدة قضايا تتمحور حول تقاطعات السكان والنمو السكاني مع اعتبارات القضايا الاجتماعية والاقتصادية. توجه عالميوأشارت إلى أن الأمم المتحدة كان لها دور مهم في التأكيد على أهمية دور المنظمات غير الحكومية والذي تمثل في المؤتمرات الدولية العديدة التي انعقدت خاصة خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، فقد شهد هذا العقد عدداً من المؤتمرات الدولية الهادفة إلى تحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة مثل مؤتمر البيئة والتنمية في البرازيل عام 1992م الذي عرف بقمة الأرض، والمؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة عام 1994م، والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين عام 1995م.وقد تناولت توصيات تلك المؤتمرات قضايا عديدة تركزت بالأساس حول التنمية الاجتماعية المستدامة، وقد تم التأكيد في هذه المؤتمرات على ضرورة إشراك منظمات المجتمع المدني في وضع السياسات لمواجهة هذه المشكلات. ففي المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (القاهرة 1994م) تمت الإشارة إلى أنه ينبغي على الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية أن تتحاور مع المنظمات غير الحكومية في عملية صنع القرار. وبذلك استقر في وجدان الخطاب العالمي أن هناك طرفين مسؤولين عن التنمية هما: الحكومات والمنظمات غير الحكومية.شراكة وتكامل وقالت: الأصل في العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني إنها علاقة تكامل واعتماد متبادل وتوزيع للأدوار، وليست علاقة تناقض أو خصومة، فالمجتمع المدني ما هو إلا أحد عناصر تجليات الدولة الحديثة وهناك إجماع بين كافة خبراء وشركاء التنمية على المستوى المحلي والدولي على أن التنمية الحقيقية هي التي تقوم على أساس الشراكة والتكامل المتبادل بين الجهود الحكومية والأهلية معاً التي يقدم من خلالها كل طرف ما لديه ويسهم بما في وسعه لمواجهة مشكلات المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والصحية .. وغيرها. ونرى جميعاً في بلادنا اليوم انتشاراً واسعاً لمنظمات مجتمع مدني فاعلة وما تلعبه تلك المنظمات من دور في تطوير وتدعيم التنمية وفي تنفيذ الأنشطة والبرامج التي تحقق أهداف السياسات التنموية بشكل عام وأهداف السياسة السكانية بشكل خاص التي نتطلع من خلال تأسيس هذا المنتدى إلى دور أكثر فاعلية لمنظمات المجتمع المدني.المنتدى الأول للسكان وأكدت أهمية تأسيس المنتدى الأول للسكان الذي يمثل استجابة للتحديات التي يفرضها الواقع السكاني في بلادنا والذي يتطلب تضافر الجهود الحكومية وغير الحكومية في سبيل تحقيق الاستقرار السكاني المنشود من خلال الدعوة لإدماج القضايا السكانية ضمن خطط وبرامج منظمات المجتمع المدني العاملة على مستوى كافة قطاعات التنمية للمساهمة في تنفيذ السياسات السكانية، وتعزيز التنسيق بين المنظمات الحكومية وغير الحكومية في سبيل المشاركة الفاعلة مستقبلاً في وضع السياسات السكانية وتنفيذها بكفاءة وفاعلية.وقالت إنه من هذا المنطلق سعت جمعية رعاية الأسرة اليمنية إلى الدعوة لتأسيس وعقد المنتدى الأول للسكان لمنظمات المجتمع المدني الذي حظي بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبتأييد ومباركة من المجلس الوطني للسكان ومن العديد من الشركاء، وقد هدف المنتدى إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في الدعوة والتخطيط والتنفيذ للقضايا والسياسات والبرامج السكانية، الدعوة لإدماج وتبني الأنشطة والبرامج السكانية ضمن خطط منظمات المجتمع المدني، التنسيق والتشبيك بين منظمات المجتمع المدني في سبيل المساهمة الفاعلة في تحقيق الاستقرار السكاني، تسهيل تبادل الآراء والخبرات والمعلومات بين المنظمات غير الحكومية والحكومة وكذلك تشجيع مشاركة منظمات المجتمع المدني في التنمية السكانية، اقتراح التوصيات والمقترحات التي تساهم في تحقيق أهداف السياسات السكانية، حشد الموارد واستقطاب التمويلات لتنفيذ أنشطة وبرامج سكانية.ولفتت إلى أهمية تكاتف كافة الجهود في سبيل دعم استقرار المنتدى الذي من المؤمل أن يتطور ويزدهر دوره مستقبلاً.وقالت إنه بالإضافة إلى ما يقدمه المنتدى من منظور متعدد الأوجه حول دور منظمات المجتمع في التنمية السكانية نتطلع إلى أن يساهم المنتدى في معالجة وتحليل التحديات السائدة، منها مثلاً ارتفاع معدلات وفيات ومراضة الأمهات وارتفاع معدلات الأطفال الرضع وحديثي الولادة، ارتفاع معدلات الخصوبة، والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية ذات الجودة .. ويعمل المنتدى على استقطاب خبراء ومسؤولين بارزين من القطاعات التنفيذية والتشريعية والمراكز الأكاديمية والبحثية، والمنظمات الإقليمية الدولية، والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، في سبيل إتاحة فرص إجراء حوارات دورية في إطار المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والإستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة ومراجعة التقدم الذي تم إحرازه بعد مؤتمر القاهرة 1994م من قبل صانعي السياسات والخبراء والأكاديميين وغيرهم من الخبراء المعنيين بمجال السكان والتنمية. وتشمل نتائج هذه المناقشات المفتوحة ملخصاً عن المداولات والتوصيات يقدمه المنسق العام، وتقريراً عن المنتدى تعده سكرتارية المنتدى.الانفجار السكاني وآلية المواجهة ويقول الأخ/ سليم السعداني من مؤسسة تنمية القيادات الشبابية عضو المنتدى الأول للسكان : إن المشهد السياسي الذي تعيشه اليمن قد جعل الجميع يتناسى قضايا ومشاكل أخطر منها القضية السكانية والانفجار الحاصل في زيادة عدد السكان في السنوات الأخيرة وهي مشكلة تهدد التنمية والتطور الاقتصادي وإذا لم تتضافر الجهود جميعاً للحد من هذا الانفجار فإن اليمن لا قدر الله ستشهد كارثة سكانية.وأضاف أن محاولات متفاوتة وموسمية بل ربما خجولة من فترة لأخرى تقوم بها الحكومة في سبيل الحد من هذه الزيادة من خلال الدعوة إلى تنظيم الأسرة إلا أن هذه الدعوة لم تحظ بالقبول وهذا ناتج للعديد من الأسباب أولها سوء الفهم لهذا المصطلح نظراً للأمية المتفشية في المجتمع (أمية القراءة والكتابة) فضلاً عن أمية الثقافة والثقافة الصحية والسكانية على وجه التحديد. موضحاً أن الإنجاب المستمر والانفجار السكاني المتواصل يعد مشكلة كبيرة تواجهها اليمن، نظراً للتحديات المترتبة على ذلك في توفير الخدمات الموازية لهذا الانفجار.وقال إنه للحد منه لابد من تشابك الكل - حكومة ومنظمات مجتمع مدني وإعلاماً، باعتبار الإعلام الوسيلة المؤثرة إلى جانب الخطباء - لرسم آلية موحدة في كيفية توعية الناس وتثقيفهم بمثل هذه القضايا والآثار والمخاطر الناتجة عنها. فالحكومة لا يجب أن تقف متفرجة للوضع الراهن ولابد أن تقوم بدورها التنموي في توفير الخدمات المتطلبة للتغلب على هذه الزيادة ومساهمتها في الحد من هذه المشكلة من خلال توفير وسائل التنظيم في كافة المناطق والقرى مع توفير الكادر المؤهل والمناسب لطبيعة المناطق وخصوصياتها وقبل أن تدعو إلى تطبيق هذه الوسائل لابد من تثقيف المجتمع وتوعيته بهذه الوسائل وأهميتها وإزالة اللبس وسوء الفهم لدى العامة لأن مثل هذه القضايا والمفاهيم الجديدة على مجتمعنا اليمني تواجه الرفض نتيجة لعدم فهمها بشكلها الصحيح فالبعض يفسرها على أنها تنفيذ لأجندة خارجية، فيما آخرون يرون أنها مخالفة لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وكل هذا ناتج عن الأمية والقصور في وسائل التوعية.شراكة وتضافر الجهودمن جهته يقول الأخ/ توكل علي الريمي المسؤول المالي والإداري بمؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية فرع سعوان عضو المنتدى الأول للسكان إن القضية السكانية تعاني منها معظم الدول العربية والأجنبية، وبلادنا على وجه الخصوص .. وتتمثل تحديات الوضع السكاني في اليمن في التزايد الكبير في عدد السكان الذي يجعل النمو السكاني في اليمن من أعلى المعدلات في العالم، ووجود اختلال في توزيع منافع التنمية نتيجة التشتت السكاني وتركز السكان في المناطق التي لا تتوفر فيها الموارد الطبيعية، وكذا في الهجرة الداخلية من الريف إلى المدن. موضحاً أن هذه القضية هي قضية مجتمعية ومعني بها الجميع (الجهات الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني)، ولابد من التصدي لتلك التحديات بحزم وشدة.وأكد أهمية دور منظمات المجتمع المدني في مواجهة تلك التحديات فقد أصبحت في الوقت الحاضر الأقرب إلى الناس ولابد من أن تستغل مكانتها في أوساط المجتمعات المحلية للقيام بدورها الإيجابي في مواجهة تلك التحديات وذلك من خلال إدراج القضية السكانية ضمن برامجها وخططها الإستراتيجية والعمل على تنفيذها. ولكي نحد من تلك المشكلة لابد من أن تهتم تلك المنظمات بفئتين أساسيتين رئيسيتين هما (المرأة والطفل) والعمل في ضوء تحقيق الهدفين الرابع والخامس من أهداف الألفية الخاصة بخفض نسبة الوفيات للأمهات والرضع في الجمهورية اليمنية والعمل على رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع من خلال الندوات التوعوية والمؤتمرات العلمية حول أهمية تنظيم الأسرة وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وتوفير خدمات الصحة الإنجابية، ورعاية الأمومة، وتنظيم الأسرة في كافة المناطق وخاصة الريف، والعمل على تنمية المناطق الريفية وتوفير الخدمات الأساسية فيها، وتوفير فرص عمل للسكان في مناطقهم، وتعزيز دور المجالس المحلية في تنفيذ السياسات السكانية. وأضاف: لن نستطيع تحقيق كل ما نصبو إليه إلا من خلال الشراكة الحقيقية الفاعلة وتضافر الجهود والعمل في صف واحد وفي اتجاه واحد للحد من تلك التحديات والعمل على تحسين الظروف المعيشية للمجتمعات المحلية، وهنا وإيماناً من المشاركين في المنتدى الأول للسكان وبدعوة كريمة من جمعية رعاية الأسرة اليمنية وإدراكاً منا بأهمية الاستقرار السكاني في اليمن كان لابد من تأسيس المنتدى الأول للسكان والذي يعتبر بادرة جيدة وسباقة في جمعية رعاية الأسرة والذي يمثل عدداً كبيراً جداً من منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات ومن خلاله ستتيسر الكثير من الأعمال والنجاحات بإذن الله تعالى وسيتم الوصول إلى الفئات المستهدفة سواء في الريف أو الحضر التي تحتاج للتوعية والخدمات المتعلقة بقضايا السكان ومن خلال المنتدى سيتم عمل الكثير والكثير، منها على سبيل المثال تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في إدراج القضايا السكانية ضمن برامجها وخططها وعرض توصيات المنتدى على خبراء ومسؤولين بارزين من القطاعات التنفيذية والتشريعية والمراكز الأكاديمية لكسب التأييد والمناصرة والعمل سوياً على نشر الوعي بين أفراد المجتمع خصوصاً في الريف حول أهمية تنظيم الأسرة والبحث عن موارد تحقق كل ما نصبو إليه من إقامة الدورات التدريبية للأعضاء المشاركين وغيرهم.توحيد الجهود المبعثرةأما الأخت/ ميسون رشاد من مؤسسة صناع الحياة عضو المنتدى الأول للسكان فقد قالت : لا يخفى على أحد أن القضايا السكانية بشتى تفرعاتها ومختلف نواحيها أصبحت قاعدة أساسية في توجهات العالم ككل ممثلة في أهداف الألفية، وكذلك الحال في اليمن حيث يتمثل هذا التوجه في رسم سياسات وإستراتيجيات تخدم الأهداف نفسها.. وما يثير الاهتمام أنه على الرغم من المعرفة الجيدة والتوجه الكبير الذي توليه مختلف الجهات الدولية والمحلية لهذه القضية إلا أننا لم نلمس الأثر بعد!! هذا بافتراض أن هناك فرقاً واضحاً بين ما كان عليه الوضع سابقاً وما هو عليه الآن، لذا ولكي نستطيع بعد سنوات قليلة قياس الأثر المنجز كان لابد من توحيد الجهود المبعثرة وهذا ما قام به المنتدى الأول للسكان واستهدافه الواضح لزمرة واسعة من منظمات المجتمع المدني - حيث تعتبر هي الفئة الأقرب والأكثر إدراكاً لهموم وقضايا المجتمع - كانت الخطوة الأولى للوصول إلى رؤيتنا المنشودة والعمل بتكاملية.وأضافت : إن ما ميز المنتدى هو بدايته القوية التي رافقها الإعلام خطوة بخطوة وكذلك وضوح رؤيته التي ترجمتها خطوات مدروسة نقلت المنتدى إلى حيز الوجود بقوة، وعليه فأنا شخصياً أتوقع الكثير لأن شباب المنتدى قادرون ولديهم الإرادة لتحقيق ذلك وإحداث التغيير الملموس.الشراكة قوةبدورها تقول الأخت/ ريهام الفراصي من جمعية خديجة للتنمية بمنطقة يريم محافظة إب عضو المنتدى الأول للسكان : إن التحديات السكانية تعتبر من أهم القضايا إن لم تكن القضية الأولى التي يجب على المجتمع بشرائحه كافة الاهتمام بها خصوصاً منظمات المجتمع المدني لأنها احتياجات وواقع المجتمع وتعتبر في الأساس نابعة من قلب المجتمع وبالتالي هي الأكثر علماً والأكثر قرباً منهم ومن تلك التحديات التي يواجهونها ولذلك فإن لها دوراً كبيراً في معرفة الأسباب التي تكمن وراء هذه التحديات والعوامل التي ساهمت في زيادة حجم تلك المشكلات ومن منطلق معرفتها بتلك الأمور فإنها تبدأ في وضع تصورات وحلول تساهم وبشكل كبير في الحد أو التخفيف من تلك التحديات عن طريق التوجه المباشر إلى المجتمع وعمل تلك الأنشطة المباشرة للمستهدفين (المجتمع) من رفع الوعي الثقافي العام ومن مشاريع تدخل مباشر وما إلى ذلك من الأنشطة. كما أن الشراكة بين منظمات المجتمع المدني تشكل قوة كبيرة لا يستهان بها لإحداث تغيير فعلي للوضع من خلال ما تمتلكه كل منظمة من خبرات وقدرات وممارسات في مجال القضايا السكانية وتكمن قوتها في كونها تمثل شرائح مختلفة من المجتمع والتي بدورها تمثل البلد بشكل عام وبالتالي لكل منظمة قدرتها الخاصة في التوجه نحو النطاق المجتمعي التي نبعت منه مستفيدة مما اكتسبته من خبرات ومعلومات ووسائل جديدة من خلال اتصالها وتكاتفها مع بقية المنظمات بشكل عام. فلو أن منظمة واحدة فقط سعت إلى مواجهة تلك المشكلة وساهمت منفردة في التخفيف أو الحد من التحديات السكانية لما استطاعت وحدها، وإن استطاعت فسيتطلب ذلك منها وقتاً كبيراً وجهداً خارقاً أيضاً هو ما من شأنه تفاقم المشكلة فبالمشاركة الجماعية بين تلك المنظمات يوحد الهدف ويعمم وينفذ بطرق وأساليب مختلفة مما ينتج عنه تحقيق أكبر قدر من الإنجاز والتقدم الثقافي العام بشأن المشكلة والعمل على الحد منها على المدى القريب والبعيد أيضاً بتكاتف تلك الجهود مع بعضها البعض كل في منطقته وبحسب القدرات والمهارات التي لديه مستعينين بما تدخره كل منظمة.وأضافت أن المنتدى الأول للسكان يمثل الوسيلة الأكثر تنظيماً وفعالية لتوحيد جهود منظمات المجتمع المدني، وهو الذي من شأنه أن يساهم بشكل كبير بتواصل وتكاتف جهود تلك المنظمات وتحديد أهدافها في مجال القضايا السكانية. أما النتائج التي قد يسفر عنها مثل هذا المنتدى فهي على سبيل المثال وضع إستراتيجيات واضحة وموحدة لكافة أعضاء المنتدى من منظمات ومؤسسات تضم في حقيبتها خططاً وأنشطة مباشرة تهدف إلى التوجه لأحد أهم عوامل ومسببات تلك المشكلة ألا وهو المجتمع، وعمل أنشطة مركزة تهدف إلى زيادة الوعي في المجتمع حول مخاطر تفاقم القضايا السكانية وتوضيح الصورة لدى المواطن البسيط عما قد يحدث فيما لو استمر الوضع بهذه العشوائية وما هي الأضرار التي ستنتج عنها وما هي الطرق السليمة التي ستعمل على التوفيق بين متطلباته وبين ما يمتلكه البلد لتلبية تلك المتطلبات. إضافة إلى أن المنتدى وبصوت واحد سيعمل على التوجه إلى راسمي السياسات من أجل وضع خطط مشتركة وحلول مشتركة من أجل الحد من هذه التحديات كونها قضية تهم الجميع.دور فعالأما الأخت/ زينب عبدالجليل الأشول من مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية فقد تحدثت من جهتها وقالت : إن دور المجتمع المدني فعال في مواجهة التحديات السكانية حيث يعمل في مجال التوعية واعتقد أنه لمواجهة شيء معين يجب معرفة ما هو ذلك الشيء وما أضراره لتفاديه ومواجهته .. لذلك فإن للمجتمع المدني دوراً في الحد من هذه التحديات.وأضافت أن الشراكة تلعب دوراً كبيراً في حل الكثير من المشاكل والتحديات السكانية فعندما تقوم مؤسسة أو منظمة معينة بنزول إلى المجتمع أو التجمعات السكانية وتنفيذ مشروع أو برنامج معين ينقصها الكثير من المعلومات، وذلك بسبب أن كل منظمة أو جهة حكومية تعمل منفرده ما يؤدي إلى الوصول إلى نتائج غير مرضية. ولذلك فإن عملية الإدماج والمشاركة تهدف إلى جعل الأهداف السكانية كمكونات متفاعلة مع المكونات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها في أطر الخطط والبرامج على مستويات مختلفة، بالإضافة إلى أن الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية في الأنشطة السكانية والصحة الإنجابية ستؤدي إلى نتائج مرضية.وأوضحت أن «المنتدى الأول للسكان سيعمل على تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في الدعوة والتخطيط والتنفيذ للقضايا والسياسات والبرامج السكانية. واعتقد أنه إذا تم التعاون مع المنتدى سوف يتم مواجهة التحديات ومعالجتها بشكل جذري».