مما لا يختلف فيه اثنان أن الإرهاب هو عدو الإنسان في كل مكان وزمان.. ولذا تحرص دول وشعوب العالم على محاربة الإرهاب.. ومنها بلادنا التي تحظى بدعم وتعاون عدد من الدول الشقيقة والصديقة لمحاربة الإرهاب وذلك من خلال تبادل الخبرات الأمنية وغيرها لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.. إلا أن هذه المعالجات الجارية حالياً لم تتمكن من القضاء على الإرهاب في بلادنا.ولذا بات من الضروري اليوم أن تقوم بوضع دراسة شاملة تتضمن الأسباب الرئيسية الحقيقية التي أدت إلى وجود الإرهاب في بلادنا.. وبالتالي وضع المعالجات والحلول الموضوعية المطلوبة لاجتثاث الإرهاب من جذوره وتقديم هذه الدراسة إلى مؤتمر المانحين المقرر انعقاده في شهر مارس القادم بالرياض.والحقيقة هي أن السبب الرئيسي لوجود الإرهاب في بلادنا هو انتشار البطالة في مجتمعنا اليمني.. حيث أن الفراغ القاتل الذي يعاني منه الشباب دفع به إلى ممارسة الإرهاب والأعمال التخريبية وإثارة المشاكل والفتن في بلدنا وذلك بتحريض من العناصر الحاقدة على اليمن.ولاشك في أن ذلك يتطلب من الحكومة وضع “خطة عمل علمية” تهدف إلى مكافحة البطالة من خلال إنشاء صندوق خاص بمكافحة البطالة يضمن إقامة مشاريع زراعية وسياحية وصناعية إنتاجية كبيرة ومتوسطة وصغيرة تستوعب مئات الآلاف من الشباب العاطل عن العمل في كافة محافظات الجمهورية وتخلق منهم مجتمعاً إنتاجياً يضمن لهم حياة حرة كريمة.. ثم تقوم الحكومة بتقديم هذه الخطة إلى مؤتمر المانحين بالرياض في مارس وبذلك سيرتبط وينشغل الشباب بالعمل. ولن يكون هناك إرهاب أو أعمال تخريب أو فتن أو مشاكل.. بل سيقف الشباب بصلابة أمام أي إرهابي أو مخرب يريد إثارة الفتن والمشاكل..هذا هو الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب في بلادنا، وليس هناك بديل له.. وما على الحكومة إلا وضع خطة شاملة مفصلة مدعومة بالمشاريع المطلوب إقامتها في محافظات الجمهورية مع جدواها الاقتصادية حسب المقومات الطبيعية لكل محافظة في ضوء الدراسات التي سيقوم بها الأكاديميون والمختصون في كل محافظة مع القيام بعملية مسح شامل لأعداد الشباب العاطلين عن العمل في المحافظات وميولهم في العمل المطلوب...الخ.. وتقديم إحصائية كاملة بالبطالة وكذا عدد ونوع المشاريع الإنتاجية المطلوب إقامتها للشباب والأسر المنتجة في مجال الصناعات الحرفية واليدوية وغيرها.ويمكن من الآن البدء في جمع هذه المعلومات والإحصائيات وذلك بتكليف المحافظين والجامعات والمجالس المحلية وفروع المؤتمر الشعبي العام والشباب للتطوع والمشاركة في جمع المعلومات وتسليمها للمحافظين الذين بدورهم يرفعونها إلى مجلس الوزراء لتجهيزها وبالتالي تقديمها إلى مؤتمر المانحين بالرياض.وهذه ليست مهمة صعبة وخلال هذا الشهر يمكن إنجاز هذه المهمة الوطنية العظيمة.. فعندما تتوفر النوايا الخيرة الصادقة والعمل الوطني المخلص ستتحقق الأهداف المنشودة بنجاح كبير.
البطالة أحد أسباب الإرهاب
أخبار متعلقة