فيما الجيش المصري يدعو إلى إنهاء المظاهرات
القاهرة / 14أكتوبر / رويترز / وكالات : شهدت مدينة القاهرة وجميع المحافظات المصرية بوجهيها القبلي والبحري مظاهرات مليونية حاشدة تأييداً للرئيس مبارك بدأت منذ منتصف الليل واستمرت حتى مساء أمس بعد إلقاء الرئيس مبارك خطابه الثاني منذ الأزمة التي تفجرت بعد مظاهرات شبابية يوم 25 يناير تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية ثم تحولت إلى اعتصام حاشد في ميدان التحرير وسط مدينة القاهرة ضم ما يزيد على 80 ألفاً وهي الطاقة الاستيعابية القصوى لميدان التحرير الذي تقل مساحته عن مساحة استاد القاهرة الدولي في مدينة نصر الذي يستوعب 89 ألف شخص . وكان الرئيس مبارك قد ألقى خطابه الثاني مساء أمس الأول بعد فشل تهديد المحتشدين بميدان التحرير بتسيير مسيرة مليونية أمس الأول الثلاثاء تزحف على مبنى الاذاعة والتلفزيون الواقع في ميدان رمسيس والقصر الجمهوري الواقع في مدينة مصر الجديدة ما أدى إلى قيام المئات من المتظاهرين من أنصار الرئيس مبارك بتنظيم حشود متوزعة في كل من كوبري العقبة والعباسية وكورنيش النيل بهدف قيام المسيرة المليونية ووصولها إلى أهدافها المعلنة .وبعد يوم حافل بالتوتر ألقى الرئيس حسني مبارك خطابه الثاني الذي أعلن فيه عدم استعداده لترك فراغ سياسي ودستوري في البلاد يؤدي إلى الفوضى .. مشيراً إلى أن التاريخ سيحكم بما له وما عليه وأنه بصفته واحداً من أبناء القوات المسلحة لا يمكن أن يهرب من أداء واجبه ويرحل إلى خارج مصر وأكد أنه ولد في مصر وعاش فيها ولن يموت إلا على أرض مصر . وكان لافتاً للنظر أن مئات الآلاف من المصريين والمصريات خرجوا بشكل عفوي متحدين قرار حظر التجول ونزلوا إلى الشوارع والطرقات ونظموا مسيرات حاشدة رغم انها بدأت بشكل غير منتظم ولكنها انتظمت عند الظهر ، حيث زحفت على قلب المحافظات المصرية وبالذات الاسكندرية ودمنهور وبني سويف وشبرة والمنوفية والمنيا والأقصر وبورسعيد والسويس والاسماعيلية ثم توجت بمسيرة مليونية اخترقت شوارع القاهرة وزحفت على ميدان التحرير وهي تردد هتافات : ( مش هيمشي مش هيرحل ) فيما امتلأ شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين بحشود ضخمة امتدت من امبابا حتى ميدان مصطفى محمود حيث حاصر آلاف المحتشدين مبنى السفارة القطرية بالمهندسين وهم يرددون : ( الجزيرة فين الشعب المصري أهوه ) وقد تقدم هذه الحشود عدد كبير من المستشارين والقضاة والفنانين والشباب بينهم من شاركوا في مسيرة 25 يناير واعتصامات ميدان التحرير . وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الشعب يريد مبارك رئيسا» و«يا مبارك يا طيار ما تسيبهاش تولع نار».ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات منها «يا برادعي يا جبان يا عميل الامريكان».وكان البرادعي طالب مبارك أمس الأول الثلاثاء بالرحيل «حقنا للدماء».ووقعت اشتباكات أمس الاربعاء بين متظاهرين مؤيدين لمبارك والمحتجين على سياساته في ميدان التحرير أكبر ميادين العاصمة المصرية لكن المحتجين قالوا انهم لن يغادروا الميدان الا اذا رحل الرئيس المصري الذي قال أمس الأول الثلاثاء انه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة.وقال شهود عيان ان مناوشات وقعت بين المؤيدين لمبارك والمعارضين له الذين وقفوا على مسافة مئات الامتار في الاسكندرية. وقال شاهد «تم احتواؤها».وفي مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية التي تجاور القاهرة من الشمال هتف مئات المتظاهرن المؤيدين لمبارك قائلين «بالروح بالدم نفديك يا مبارك».وقال شاهد ان مئات من المحتجين من المحافظة توجهوا الى القاهرة للتظاهر في ميدان التحرير تأييدا لمبارك (82 عاما).وفي مدينة الفيوم عاصمة محافظة الفيوم التي تقع جنوب غربي القاهرة نظم مئات ألوف مظاهرة مؤيدة لمبارك .وقال معارضون في محافظات مختلفة انهم مشغولون بتنظيم مسيرات «جمعة الرحيل» التي يقول المحتجون انها قد تشمل الزحف الى قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة لمطالبة مبارك بترك البلاد.وقال مبارك في الكلمة التي وجهها الى الشعب أمس الأول الثلاثاء عبر التلفزيون انه ولد في مصر وسيموت فيها.وقد دعا الجيش المصري أمس الأربعاء جموع المتظاهرين المحتشدين في مختلف مدن الجمهورية، وعلى وجه الخصوص المحتشدون في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى العودة لمنازلهم من أجل عودة الحياة الطبيعية وإعادة الاستقرار.وذكر بيان تلاه المتحدث باسم وزارة الدفاع المصرية مخاطباً جموع المحتشدين أنه يجب أن نتطلع إلى المستقبل ونفكر في مصر.وأضاف البيان للمتظاهرين أن رسالة المصريين وصلت وإن مطالبهم سمعت وإن الوقت حان لكي يساعدوا مصر على العودة إلى الحياة الطبيعية.وقال المتحدث «رسالتكم وصلت... ونحن ساهرون على تأمين الوطن. يجب أن نلبي نداء الوطن بالعمل الجاد والمثمر». وأضاف «أنتم بدأتم وأنتم القادرون على إعادة الحياة الطبيعية إلى مصر. نحن بكم ومعكم من أجل الوطن والمواطنين» ، ثم طالبهم باسم القوات المسلحة بانهاء المظاهرات والعودة إلى منازلهم . وجاء البيان وسط حالة من القلق والتوتر سادت الشعب المصري، بعد تقارير عن اعتزام مؤيدين للرئيس مبارك تنظيم مسيرات، والخشية من وقوع مصادمات بين المعارضين والمؤيدين.