القاهرة/ متابعات: بعد أن اخفق المتظاهرون في ميدان التحرير في تحقيق تهديداتهم بمسيرة مليونية تقتحم دار الرئاسة ومبنى الإذاعة والتلفزيون ساد العاصمة المصرية جو من التوتر بسبب ظهور مظاهرات في العباسية ومصر الجديدة وميدان رمسيس أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون شارك فيها مؤيدون للرئيس حسني مبارك بينما بقي المتظاهرون في مكانهم الذي يعتصمون فيه منذ يوم السبت الماضي.وفي إشارة من القيادة المصرية إلى فشل المحتجين في تحقيق أهدافهم التي قالوا إنهم سيحققونها في مسيرة مليونية تقتحم مبنى الرئاسة في مصر الجديدة ومبنى الإذاعة والتلفزيون في ميدان رمسيس بث التلفزيون المصري في منتصف الليلة الماضية خطاباً للرئيس المصري حسني مبارك أكد فيه انه لن يرشح نفسه للرئاسة ثانية وسيعمل في المدة الباقية من فترة رئاسته على السماح بانتقال السلطة. وقال إن الأولوية الأساسية للاستقرار للسماح بنقل السلطة. ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر.وأشار إلى أنه سيسعى لإجراء تعديلات للدستور وذلك في خطاب قال إنه يلقيه في «وقت عصيب».وقال مبارك في كلمة أذاعها التلفزيون الحكومي إنه فخور بإنجازاته على مر السنين في خدمة مصر وشعبها. وأضاف أن مصر بلاده وهي المكان الذي عاش فيه وقاتل فيه ودافع عن أراضيه وسيادته ومصالحه. وتابع أنه سيموت على أرضه. كما تعهد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك دعوة القضاء لمحاربة الفساد.إلى ذلك أوضح رئيس الوزراء المصري الجديد الدكتور احمد شفيق أن الحكومة كلفت من قبل الرئيس محمد حسني مبارك بتلبية كافة احتياجات ومطالب الأغلبية العظمى من المواطنين.وأكد شفيق في تصريح للقناة المصرية أمس الثلاثاء أن كل ما يهم المواطن المصري في حياته اليومية وأنشطته السياسية خاضع لإعادة النظر فيه، مؤكداً أن جل أولويات الحكومة الجديدة يتمثل في “توفير رغيف الخبز والأمن والأمان للمواطن المصري”.وأضاف أن الحكومة مطالبة بأن تستمع إلى كل المطالبات ليتسنى لها تلبيتها إلى جانب تنفيذ التوجيهات التي كلفت بها الحكومة من قبل الرئيس.وجدد رئيس الوزراء المصري تأكيداته على الحوار مع المعارضة، مؤكداً أن مجال الحوار مفتوح مع من يريد الحوار ، مشيراً إلى أن ما أعلنه الرئيس مبارك في تكليفه للحكومة بالحوار يؤكد أن القلوب مفتوحة لهذا الحوار.ورداً على سؤال حول الموقف الدولي تجاه ما يحدث في مصر ومغادرة السياح والأجانب للبلاد قال احمد شفيق: إن الموقف الدولي انعكاس للوضع في الداخل ولو نجحنا في الداخل وانتظمنا فان الخارج سيقدر موقفنا جيدا. من جهة أخرى أكد وزير المالية المصري الجديد سمير رضوان إن البنوك الحكومية المصرية ستفتح أجهزة الصرف الآلي اليوم الأربعاء لدفع مرتبات الموظفين الحكوميين وأصحاب المعاشات.وأوضح رضوان أن أجهزة الصراف بالبنك الأهلي وبنك مصر وبنك القاهرة سوف تفتح ليتمكن العملاء من سحب كميات محددة من الأموال.وقد شعر كثير من المصريين الذين يعيشون يوما بيوم ولا يستطيعون الادخار، بظروف اقتصادية تضيق أكثر فأكثر بسبب الاحتجاجات التي تعم البلاد وتطالب الرئيس حسني مبارك بالرحيل.ولم يكن من الواضح ما إن كان الموظفون بالشركات الخاصة التي تصرف عادة مرتباتهم في أول كل شهر سيكون بإمكانهم الحصول على النقد من خلال أجهزة السحب. وعادة ما تقوم الحكومة بتحويل المرتبات إلى البنوك لموظفيها في العشرين من كل شهر بينما يتم تحويل مرتبات أصحاب المعاشات في العاشر من كل شهر. ويسحب هؤلاء مرتباتهم من أجهزة السحب أو من مكاتب البريد التي أغلقت أبوابها بسبب الاحتجاجات. من جانب آخر قالت هيئة قناة السويس إن الملاحة عبر القناة لم تتأثر بالاحتجاجات المستمرة في أنحاء مصر أمس الثلاثاء.وقال أحمد المناخلي عضو مجلس إدارة هيئة القناة إن الحركة أمس سارت كالمعتاد وإن عدد السفن التي تعبر القناة ارتفع أمس إلى 65 . لكن شركات الشحن تواجه إعاقات كبيرة في ميناءي الإسكندرية ودمياط بمصر بسبب نقص الموظفين وغياب مسؤولي الجمارك.وأشارت مصادر ملاحية إلى أن ميناء الإسكندرية ما زال مفتوحاً لكن عمليات شحن البضائع لا تعمل كما ينبغي بسبب مشاكل في اليد العاملة.