ما الذي جرى لمجاري التواهي؟ ومن الذي قرر تغيير القاعدة، وتسيير هذه المياه على الطرقات والأرصفة، وتعكير صفاء الهواء صباحاً ومساء، وخدش ذوق الناس وإرغامهم على استنشاق تلك الروائح، والسير على تلك القاذورات، وكأنها سنة شيطانية لا فكاك منها؟ما الذي جرى يا جهات الاختصاص؟ ولماذا يستمر هذا الكابوس دون حل؟ وحتى متى؟ وما الهدف؟لقد بلغ السيل الزبى، وانتشرت الحشرات والذباب في الحي، وتشققت ممرات هذه المياه، وتهدد الطرق المسفلتة والمرصوفة.والأشد من ذلك أن هذه الظاهرة التي تعيشها مدينة التواهي، وربما غيرها أيضاً في محافظة عدن، دائماً وأبداً، قدراً مقدراً، قد حولت جهود النظافة التي يصرف من أجلها الكثير من المال إلى اصفار على اليمين، وضحك على المجتمع.والحقيقة أننا نتساءل كثيراً، ونفكر دون جدوى، فلربما كان وراء هذا العمل المتضافر مع إهمال البعض مخلفات البناء وخصوصاً المقاولين.. لربما كان وراءه ما يبرر من الحكمة، أو المصلحة الراجحة .. لكننا نتساءل أيضاً أي حكمة يمكن ان تكون وراء أعمال لا ثمرة لها سوى تهيئة البيئة لانتشار الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تغدو مآسي وكوارث لا قدر الله.لقد عجزنا أيها السادة عن تعليل بث العلل، ونشر الإساءة للبيئة والصحة وأصبحنا نضرب كفاً بكف ليعود البصر نحو هذا الهدم منقلباً خاسئاً حسيراً .. ترى أين ذهب مشروع الصرف الصحي الذي نفذ قبل سنوات طويلة وشمل المديرية، وكلف يومها أكثر من ستة مليارات دولار؟وماذا كان ذلك المشروع؟! أو ماهي حقيقته؟! وإلى أين ذهب؟! مع العلم أن الأخبار تواترت بأنه قد نفذ في المديرية وعدد من المديريات الأخرى .. وأنه لم يغادر الوطن على سفن التهريب إلى الدول المجاورة مثل الديزل الذي أرغم السيارات والناقلات في عدن على الوقوف في طوابير طويلة ولأيام للحصول على مؤنة واحدة من هذه المادة بعد التآمر عليها والاتجار بها مع المهربين المعروفين ومن خلفهم المسؤولون (الحماية) غير المعروفين.يعني أن هذا المشروع لم يذهب في (حيص بيص) فأين ذهب يا ترى؟ ولماذا وصلنا إلى هذه النتائج؟ أم أن شياطين الجن والإنس قد هربت به خارج الزمان والمكان وأبدلتنا بهذه المنشأة المسخ التي اصبحت تجشأ إلى حوارينا (بلاوينا) ..الحقيقة نحن محتارون .. فمن لنا بمن ينور ابصارنا ويقول لنا الحقيقة .. عارية سافرة..؟!
من يقول لنا الحقيقة؟!
أخبار متعلقة