الخرطوم/14 اكتوبر/اوفيرا مكدوم: تجمع آلاف المتظاهرين في الخرطوم امس الأحد وهم يهتفون ضد أمريكا بعد تقارير أفادت بان المحكمة الجنائية الدولية ربما تسعى لإلقاء القبض على الرئيس السوداني بسبب جرائم حرب مزعومة. وقال دبلوماسي أوروبي كبير يوم الجمعة إن ممثل الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية سيطلب على الأرجح القبض على الرئيس عمر حسن البشير في قضية سيبدأها يوم الاثنين حول جرائم حرب تقول المحكمة الجنائية الدولية أنها ارتكبت في إقلي دارفور السوداني. وهتف المتظاهرون وهم يسيرون في شوارع الخرطوم في اتجاه مكتب الأمم المتحدة «بالروح والدم نفديك يابشير.» وأدت المظاهرات التي نظمتها الحكومة إلى توقف حركة المرور. وتجمع مئات الأشخاص أيضا قرب مقر الحكومة حيث تعقد محادثات طارئة. وقال المتظاهرون في بيان معد لتسليمه إلى مكتب الأمم المتحدة أن المحكمة الجنائية تفعل بالضبط ما يطلب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل منها أن تفعله. وقال وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات أن المحكمة الجنائية الدولية تريد إشعال حريق في كافة أنحاء البلاد. وقال للحشد المتجمع أمام مقر الحكومة أن المحكمة الجنائية الدولية لا تستهدف فقط رئيس البلاد وإنما استقرار شعب السودان لأن الرئيس يمثل الأمة. وكان معظم المتظاهرين من موظفي الحكومة أو من عمال النقابات المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان. وقام بتنظيم المظاهرة اتحاد الطلبة السودانيين التابع للحزب الحاكم وهيئات حكومية أخرى. وقال عوض احمد (53 عاما) الموظف بوزارة الزراعة «الشعب السوداني كله يرفض ذلك. هذا استهداف أمريكي للسودان. لن نرسل إليهم البشير. سنموت قبل ذلك.» وقال السودان أن خطوة من هذا القبيل قد تقوض عملية السلام في دارفور. وقال مسؤولان كبيران إن السودان سيطلب على الأرجح دعما صينيا وروسيا وأفريقيا في الأمم المتحدة للمساعدة في منع إصدار أي أمر لاعتقال البشير. ويمكن لمجلس الأمن الدولي أن يجيز قرار بتعليق أمر اعتقال أو تحقيق تصدره المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير. وقال سفير السودان لدى جامعة الدول العربية عبد المنعم مبروك انه واثق من أن الجامعة التي ستعقد اجتماعا طارئا لمناقشة الأزمة ستؤيد السودان. وقال أنهم يتوسطون الآن من خلال كل القنوات الدبلوماسية للحصول على التأييد ولوقف هذا التحرك من جانب المحكمة الجنائية الدولية الذي يعد إجراء لم يسبق له مثيل لن يضر فقط بالسلام في السودان وإنما سيضر بالسلام والاستقرار في كل المنطقة .