للشاعر أحمد علي النصري
عياش علي محمدسنحاول في هذه الحلقة أن نعطي لفتة كريمة لأغنية ( رخصة شل حبة من ذول العنب )، الذي كتب كلماتها الشاعر أحمد علي النصري وقام بتلحينها الأمير محسن أحمد مهدي.وقبل أن نصل إلى عتبات هذه الأغنية نفضل أن نلقي بعض اللمسات على صاحب الصوت الجميل الفنان عبد الكريم عبدالله توفيق الذي يطلق عليه بلبل لحج..ولد الفنان عبد الكريم توفيق في 26 أبريل 1946 ميلادية، في مدينة الحوطة لحج، وهو من أسرة فنية عريقة، فوالده (توفيق) عرف بصوته الجميل في صوت (الدان) وهو إلى ذلك ممثل مسرحي في فترة الثلاثينات والأربعينات، وخال الفنان عبد الكريم توفيق ( هادي سعد ) وهو من المطربين البارزين وهو أحد تلامذة الأمير أحمد فضل القمندان، وله عدة تسجيلا على أسطوانات شمعية..ظهرت موهبة الفنان عبد الكريم توفيق عبر الأنشطة الفنية التي كانت تؤدي في المدرسة المحسنية أما أبرز من اهتم بموهبته الغنائية فقد كان الأستاذ حسن عطا.والأجواء التي كانت سبب في نشأة وتطور الأغنية اللحجية تكمن في وجود الفرق الموسيقية منذ نهاية العشرينات والثلاثينيات 1956 ميلادية. أمثال فرقة أو ندوة أبناء الجنوب كأول فرقة موسيقية في شبه الجزيرة العربية تقف إلى جانب الفرق الموسيقية العربية ( مصرية سورية، ولبنانية ).وهذه الفرقة الموسيقية كانت متكاملة من حيث وجود المعدات الفنية كالكمانات، والعود والناي والقانون والإيقاعات إلى جانب ( الكورال ) الذي ظهر لأول مرة في لحج، وقد أنظم إلى الندوة الكثير من الشعراء والملحنين الكبار، أمثال الشاعر صالح نصيب، والشاعر عبدالله سالم با جهل، وأحمد عباد الحسيني والشاعر أحمد سيف ثابت، والشاعر عبد الخالق مفتاح..والتحق بهذه الندوة الفنان محمد صالح حمدون..وفي عام 1957 ميلادية قامت الندوة الموسيقية اللحجية بقيادة الفنان فضل محمد اللحجي، واعتمدت هذه الندوة على الأصوات المعروفة مثل الفنان أحمد يوسف الزبيدي والفنان أحمد صالح عيسى، والفنان صالح يوسف الزبيدي. وفي هذه الندوة أنطلق بلبل تبن عبد الكريم توفيق إلى جانب عدد من المواهب الغنائية الشابة أمثال الفنان عبدالله حنش، والفنان مهدي درويش، والفنان محمود محمد ناصر، والفنان علي سعيد العودي، والفنان فيصل علوي، والفنان داوود سعيد باشا، والفنان محمد عوض شاكر، والفنان فضل كريدي وأخيه حسن كريدي.وأول أغنية غناها الفنان عبد الكريم توفيق هي ( يعذبني الحبيب دائم ) من كلمات وألحان سالم عبدالله الفوبي، وكان حارس ليلي في المدرسة المحسنية.وكان الشعراء صالح نصيب، وعبدالله هادي سبيت والملحن فضل محمد اللحجي، حققوا لبلبل تبن شهرة رائعة الصيت، إلى جانب الفرسان من شعراء وملحني الأغنية اللحجية أمثال :الأمير صالح مهدي، الأمير محسن صالح مهدي، والفنان محمد سعد الصنعاني والأمير عبده عبد الكريم إضافة إلى العديد من الشعراء البارزين أمثال الشاعر أحمد صالح عيسى، والشاعر صالح فقيه والسيد صالح بن صالح اللبني، وعوض كريشة وأحمد عباد الحسيني.وقد غنى الفنان عبد الكريم توفيق خلال حياته الفنية أكثر من 57 عملاً فنياً من بينهما أغنية ( رخصة شل حبة ) التي سنسلط عليه الضوء في حلقتنا هذه..[c1]رخصة شل حبة من ذول العنب قرضه حتى سقى طيني ذي جدبواشارح تمهل لا تعمد عكب حتى الله يرضى ويرسل بالسحب[/c]وقصة هذه القصيدة أن الشاعر أحمد علي النصري كان يتردد على قصر الشكر، قصر السلطان عبد الكريم فضل بعدن منطقة ( الروزميت ).وفي ذات مرة دخل على غرفة الجلوس في قصر السلطان فوجد كل من الأمير محسن أحمد مهدي والفنان عبد الكريم توفيق يأكلون العنب على سلة مشكلة من مختلف أصناف العنب العاصمي والرازقي على شكل عناقيد تم وصفها على وعاء زجاجي يلفت الأنظار.عندها لعب المزاج بالشاعر أحمد علي النصري وبدأ الشاعر يطرح رغبته في المشاركة في تناول العنب وأستأذن بشكل أذكى قائلاً :[c1]( رخصة شل حبة من ذول العنب )[/c]ورأى النصري أن هذا البيت من الشعر لا يحقق الهدف الذي ينشده في طلب الأذن بالمشاركة بأكل العنب، ولم ينتظر جواباً من أحد فزاد بالطلب توضيحاً للأمر فقال :[c1]( قرضه حتى سقي طيني ذي جدب )[/c]وهذا يعني بطريقة أدبية أن له مدة لم يذق طعم العنب.. فجاءه الرد من الأمير محسن أحمد مهدي تعال يا نصري وكل معانا وشاركنا تناول العنبولما اشترك الثلاثة في أكل صحن العنب، بادر الأمير محسن أحمد مهدي بالقول يا نصري كما ما بدأته من الكلام الجميل لتكون قصيدة، وكأنه يقول للنصري أن لحن هذا الكلام الجميل قد اختمر كعنقود العنب الذي نأكله..عندها أكمل النصري القصيدة ( رخصة شل حبة ) وهم قاعدون يأكلون العنب، وانتهى النصري من القصيدة كلها وهو لم يزل بجانب صحن العنب ثم كتبت القصيدة على الورق.. وتناولها الأمير محسن أحمد مهدي.. وقرأها مجدداً.. ثم حبس بعد أن انتهى من أكل العنب وأمسك بالعود وأخذ يردد أبيات القصيدة.. ويتردد معها لحن جميل صاغه في تلك اللحظة التي ساقها القدر لهم الثلاثة الشاعر أحمد علي النصري، والملحن الأمير محسن أحمد مهدي والفنان عبد الكريم توفيق وغنى الفنان عبد الكريم توفيق هذه القصيدة في دار الشكر بعد الانتهاء من أكل العنب، وكانت أروع قصيدة قيلت في حينها ولحنت في وقتها وغناها بلبل تبن بنفس النفس العنقودي..والشاعر أحمد علي النصري من مواليد قرية الثعلب لحج تقيم في المدرسة المحسنية. واختلط بالشعراء الفنانين وكان شاعراً جميلاً قدم أجمل القصائد لمختلف الفنانين.فقدم للفنان عبد الكريم توفيق قصائد مغناه مثل :[c1](ريح الصباح )الحان محسن صالح مهديإن خلف لي الخل وعدا(رخصه شل حبة )[/c]