أسباب انقطاعات الماء المستمرة ترجع إلى تعرض أحد الحقول الرئيسية للمياه في محافظة أبين للاستنزاف
لقاء وتصوير / إبتسام العسيري - محمد فؤاد :زادت معاناة الناس جراء انقطاعات المياه في الآونة الأخيرة في جميع مديريات محافظات عدن بشكل ملفت للنظر وظاهرة تدل على خطورة الوضع المائي في المحافظة، فبينما كانت المياه تصل إلى المنازل فترتين في اليوم حتى وقت قريب، لوحظ تقلص هذه الفترتين إلى فترة واحدة في اليوم ، في اغلب مناطق وأحياء مدينة عدن .. وبالرغم من الرضا والقبول بهذا الحال من قبل المواطن الذي لا حول له ولا قوة إلا أن» الطين إزداد بلة» فقد حدثت خلال الثلاثة أيام الماضية إنقطاعات تامة للمياه في مديريات التواهي والمعلا وصيرة ما سبب ازمة مائية تدفق على إثرها المواطنون إلى المساجد والجهات التي تمتلك خزانات لجلب المياه لبيوتهم .. ما دفعنا إلى استطلاع هذا الأمر لمعرفة الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة والحلول اللازم إتخاذها في هذا الجانب ، فألتقينا الأخ / حسن سعيد قاسم نائب المدير العام للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وأثناء حديثنا معه ارجع أزمة المياه التي شهدتها عدد من مديريات محافظة عدن خلال الثلاثة أيام الماضية إلى حدوث خلل فني في أحد الخطوط الرئيسية الذي يبلغ سمكه 24 بوصة . وأضاف : تعتبر مدينة عدن هي الأكثر المناطق التي تعاني من شحة المياه باعتبار أن المياه التي تمول محافظة عدن تأتي من محافظتي (لحج وأبين).وأبرز سبب الانقطاعات المستمرة للمياه تعرض أحد الحقول الرئيسية للمياه في حقل (الروى) في محافظة أبين الذي توجد به ما يقارب (22) بئراً إلى الاستنزاف الجائر هذا أولاً وثانياً نتيجة قلة الأمطار والسيول في الحقل المشار إليه إلى جانب المشكلة الرئيسية بحفر عدد كبير من الآبار وتعميق بعضها .. ووصل عددها إلى ما يزيد عن(2000) بئر خلال الفترة القليلة الماضية ما أدى إلى توقف أربع آبار في حقل (الروى) كانت إنتاجية البئر الواحدة عشرين لتراً في الثانية الواحدة فآلت إنتاجيتها إلى أربعة لترات في الثانية فقط .. ما أدى إلى تقليص فعاليتها وبالتالي توقفها عن العمل. مشيراً إلى أن بقية الآبار انخفضت إنتاجيتها بنسبة (30 %) من إنتاجها الفعلي.وأضاف أن مديريتي (جعار وزنجبار) في أبين تعاني من نقص أيضاً في منسوب المياه ما أدى أيضاً إلى استهلاك كميات أكبر من هذا الحقل للوصول للنتيجة النهائية ألا وهي أن أصبحت الكمية الآتية من هذا الحقل والتي تمول مدينة عدن أقل من نصف الكمية التي كانت تنتج بالسابق .. وهي المشكلة الأساسية التي ظهرت خلال هذه الفترة علماً بأننا نحن في بداية فصل الصيف فسوف تكون المعاناة أكبر خلاله.وأكد أن ضخ المياه بصورة كاملة وطبيعية ستتم خلال ساعات وسوف يستقبل الإخوة المواطنون الكميات المطلوبة من المياه المعتادة.أما بالنسبة للمشاريع والبدائل لإيجاد مصادر أخرى للمياه أوضح المهندس / حسن قاسم أن اليمن من ضمن الدول الفقيرة بالمياه وتأتي تحت خط الفقر المائي في الترتيب بعد (130) دولة وهو يعتبر مؤشراً واضحاً باعتبار اليمن من الدول التي تفتقر للمياه ومشكلتنا في محافظة عدن مشكلة شبكات أو إمكانيات ولكن تظهر وتبرز المشكلة الأساسية مثل بقية المدن هي مصدر المياه والتي بدأ يتناقص بشكل كبير كما ذكرنا، معتبراً إنشاء محطات للتحلية هو الحل الوحيد والمستقبلي للمياه في عدن.وأضاف المهندس / حسن بأن المؤسسة ما زالت تبحث وتتداول مع عدد من الشركات للبحث عن الكلفة الأقل حتى تستطيع تغطية العجز الحاصل الذي يحدث في عدن وباعتقادي سيكون هذا المشروع هو الحل الوحيد باعتبار المحافظة ساحلية ولا توجد لدينا مشكلة في ذلك والمشكلة الوحيدة تبرز في تكلفة المتر المكعب الواحد .. وبحسب إطلاعنا وعلمنا سوف تنخفض بشكل كبير والبحث عن عروض مناسبة حتى لا نضيف عبئا جديدا على المواطن والذي يهمنا أمره بشكل كبير.