ايرانيون يسيرون خلف سيارة تحمل نعش منتظري في ( قم ) أمس الاثنين
طهران /14 أكتوبر/ رويترز: قالت مواقع على الانترنت إن حشودا كبيرة شاركت في تشييع جنازة رجل الدين المعارض البارز آية الله العظمى حسين علي منتظري في مدينة قم يوم أمس وان البعض ردد شعارات مناهضة للحكومة.واعتبر منتظري الذي توفي يوم السبت عن 87 عاما الأب الروحي للحركة المعارضة التي ازدهرت بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع على نتائجها في يونيو حزيران والتي تتجدد رغم جهود السلطات المتكررة للقضاء عليها.وأضاف موقع نوروز الإصلاحي على الانترنت إن قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع أنصار المعارضة بعد جنازة منتظري. وتابع أن هناك تواجدا أمنيا مكثفا حول منزل منتظري في قم وأن المحتجين قذفوا قوات الأمن بالحجارة. ولم يصدر على الفور إي تعقيب رسمي.ولم يتسن التأكد من صحة التقرير من جهة مستقلة بعد إن منعت وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية الاحتجاجات أو السفر إلى قم لتغطية الجنازة.وقال موقع جرس الإصلاحي على الانترنت إن مئات الآلاف شاركوا في جنازة منتظري احد مخططي الثورة الاسلامية عام 1979 التي اطاحت بالشاه الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة. وأصبح منتظري لاحقا من أشد منتقدي القيادة الحالية لايران.وأضاف الموقع «كانوا يرددون شعارات مؤيدة له وأيضا مؤيدة لمير حسين موسوي» زعيم المعارضة الذي خاض الانتخابات الرئاسية وخسرها أمام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.وأضاف إن الحشود رددت «منتظري البريء سنسلك طريقك حتى لو أهال الدكتاتور الرصاص على رؤوسنا.»وأضاف موقع أينده الإيراني الإصلاحي على الذي يعتبر مقربا من السياسي المحافظ محسن رضائي الذي خسر أيضا الانتخابات الرئاسية إمام أحمدي نجاد «انتهت المراسم الجنائزية والناس متجمعون في الشوارع المحيطة بمنطقة المدافن (في قم) يتظاهرون ويرددون شعارات مناهضة للحكومة.»وأضاف موقع كلمة الإصلاحي على الانترنت يوم أمس إن الناس رددوا شعارات مؤيدة للزعيمين المعارضين الاصلاحيين موسوي ومهدي كروبي واللذين خسرا الانتخابات أمام أحمدي نجاد في يونيو حزيران الماضي.ونقل الموقع عن أحد الشعارات قوله «اليوم يوم حداد والأمة الإيرانية الخضراء هي صاحبة هذا الحداد» في إشارة إلى اللون الأخضر الذي تستخدمه الحركة الإصلاحية في إيران.وذكر موقع كلمة إن الناس كانوا يحملون الكثير من «الرموز الخضراء» في إشارة إلى الشريط الأخضر الذي يربطه الاصطلاحيون في معاصمهم وأشياء أخرى بنفس اللون.وعقدت الاضطرابات الداخلية في إيران التي أبرزها قول منتظري إن الزعامة فقدت شرعيتها من النزاع القائم مع إيران حول برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب إن له نوايا عسكرية لا مجرد أهداف مدنية وهو ما تنفيه طهران.وصور كروبي وموسوي وهما يقدمان التعازي في منزل منتظري.وتزامنت وفاة منتظري بأزمة قلبية مع تنامي التوترات مجددا في الجمهورية الإسلامية بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو التي أدخلت البلاد في أسوأ أزمة تشهدها منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 .وجاءت في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى خنق أي محاولة من جانب المعارضة لاستغلال الاحتفال القادم بيوم عاشوراء لتنظيم احتجاجات حاشدة ضد حكومة طهران.وحث موسوي وزعماء المعارضة الآخرون إتباعهم يوم الأحد على حضور جنازة منتظري. وقال موقع إصلاحي إن قادة المعارضة الإيرانية دعوا أنصارهم يوم الأحد لحضور جنازة منتظري وأعلنوا يوما للحداد الوطني.ونقل الموقع بيانا صادرا عن اثنين من قادة الإصلاحيين هما موسوي وكروبي قولهما «نحن نعلن يوم الاثنين يوما للحداد الوطني ... وندعو الناس لحضور جنازة آية الله العظمى يوم الاثنين.»وذكر موقع (كلمة) إن موسوي وصل إلى قم وقدم تعازيه إلى أسرة منتظري. لكن بعض التقارير أشارت إلى إن قوات الأمن الإيرانية لاحقت نشطين آخرين كانوا في طريقهم إلى قم.وأضافت مواقع إصلاحية إن قوات الأمن اعتقلت بعض أنصار المعارضة الذين كانوا يحاولون الوصول إلى قم وأعادت آخرين على إعقابهم.وتعالت صيحات «يا حسين.. مير حسين» من بعض المشيعين في قم وكان كثيرون منهم يرتدون شرائط خضراء في معاصمهم تعبيرا عن تأييدهم لموسوي. وكانت صيحاتهم تعيد إلى الأذهان الصيحات التي تطلق في عاشوراء في إشارة إلى الإمام الحسين.وسيتزامن اليوم السابع من الحداد على منتظري مع الاحتفال بعاشوراء يوم الأحد فيما قد يصبح عاملا محفزا لاحتجاجات جديدة من جانب المعارضة. فالطبيعة الدينية لهذه المناسبة تصعب مهمة السلطات في منع الناس من النزول إلى الشوارع.وانتشرت قوات مكافحة الشغب في مدينة قم الواقعة على بعد 125 كيلومترا جنوبي العاصمة الإيرانية طهران تحسبا لجنازة منتظري الذي ظل شوكة في جنب المؤسسة الدينية خلال حياته.وقال موقع (أينده) المحافظ إن رجال ميليشيا الباسيج رددوا «عار عليكم أيها المنافقون اتركوا مدينة قم.» ورد عليهم بعض المشيعين «ماذا حدث لأموال النفط.. ذهبت إلى الباسيج.»وكان منتظري قد اختير في الثمانينات ليخلف الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني قائد الثورة الإسلامية لكنه اختلف بعد ذلك مع الزعامة حين انتقد عمليات الإعدام الجماعية للسجناء. ووضع رهن الإقامة الجبرية في منزله بقم منذ عام 1998 وحتى عام 2003 ويلقى احتراما كبيرا بين الإيرانيين.وقدم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الذي خلف الخميني بعد وفاته عام 1989 تعازيه في وفاة منتظري. ونقلت وكالة إنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله انه يطلب من الله إن يغفر لمنتظري عن «الاختبار الصعب الحساس الذي واجهه في أواخر حياة الخميني» وقال خامنئي بوضوح إن منتظري رسب في هذا الاختبار.وقال موقعا (كلمة وبرلمان نيوز) على الانترنت إن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي طلبت من صحف طهران عدم نشر صور منتظري أو برقيات العزاء في الصفحة الأولى باستثناء برقية خامنئي.وفي برقية العزاء في منتظري التي بعث بها رجل الدين حسن الخميني حفيد الخميني الراحل والتي نقلتها وكالة إنباء الجمهورية الإسلامية تحدث عن الرجل الذي «قضى العديد من سنوات عمره المشرف على طريق رفعة المبادئ العليا للإسلام والثورة الإسلامية.»ووصفت شيرين عبادي النشطة الإيرانية المدافعة عن حقوق الإنسان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام منتظري بأنه «أب لحقوق الإنسان في إيران.»وبعد الانتخابات الرئاسية التي أحدثت شرخا عميقا في المؤسسة الدينية والسياسية هو الأسوأ في 30 عاما من تاريخ الجمهورية الإسلامية قال منتظري في أغسطس إن تعامل السلطات مع الاحتجاجات «يمكن إن يؤدي إلى سقوط النظام» وشجب الزعامة بأنها دكتاتورية.ونفت السلطات حدوث إي تزوير في الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد بفترة ثانية وقالت إن الاحتجاجات التي قمعها الحرس الثوري الإيراني هي خطة مدعومة من الخارج لتقويض النظام.