هولندا/ متابعات: بدأت هولندا أمس الأول الأحد سحب قواتها التي تبلغ ألفي رجل من أفغانستان، بعدما تسبب وجودها العسكري في هذا البلد بإسقاط الحكومة الهولندية في يونيو الماضي..وقد أنهت هولندا رسميا مهمتها دون مراسم علنية أو حتى إعلان من جانب قوة إيساف الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة ويقودها حلف شمال الأطلسي. وكان لهولندا أكبر عدد من القوات في ولاية أوروزغان حيث كان لها نحو 1400 جندي، إضافة إلى نحو 500 جندي في مقر القوات أو في مكان آخر.وقال بيان لوزارة الخارجية الهولندية إن 24 جنديا هولنديا قتلوا وأصيب 140 آخرون أثناء مهمة القوات الهولندية في أفغانستان.ويأتي انسحاب القوات الهولندية في الوقت الذي تبدي فيه دول غربية أخرى شكوكا متزايدة بشأن دورها في الحرب.يتزامن هذا مع إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن أهداف إدارته في أفغانستان متواضعة وقابلة للتحقيق رغم إقراره بصعوبتها.وقال أوباما في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي.بي.أس» بثت أمس الأول الأحد «لا أحد يعتقد بأن أفغانستان ستصبح ديمقراطية على النسق الذي وضعه توماس جيفرسون».وفي معرض تفسيره لهذه النقطة، قال أوباما «ما نسعى لتحقيقه صعب، لكنه هدف متواضع وهو ألا نسمح للإرهابيين بالعمل من هذه المنطقة».وأضاف الرئيس الأميركي الذي تواجه إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان عدة تحديات، «لا تسمحوا لهم بإنشاء معسكرات كبيرة للتدريب ولا بالتخطيط لتنفيذ هجمات على أرض الولايات المتحدة». وتابع أن هذه الأهداف أمر يمكن تحقيقه مع مرور الوقت.يشار إلى أن أوباما أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي إرسال 30 ألف جندي إضافي ليشاركوا في الحرب ودعم القوات الدولية في أفغانستان.وفي سياق متصل أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن عددا كبيرا من القوات الأميركية سيبقى في أفغانستان بعد بداية الانسحاب المقرر لهذه القوات في يوليو/تموز 2011.وأضاف غيتس في حوار تلفزيوني مع قناة إي.بي.سي إنه «يتعين تأكيد الرسالة التي تركز على أننا لن نغادر أفغانستان في منتصف العام القادم».وأضاف «أعتقد أنه في البداية سيكون هناك سحب محدود للقوات الأميركية».وتتعارض تصريحات غيتس في واقع الأمر مع تصريحات جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي أعلن أن ألفي جندي أميركي فقط سيتم سحبهم من أفغانستان في يوليو/تموز القادم.ويعتبر هذا العدد «ضئيلا» بالنسبة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي قالت إنها تأمل أن يكون عدد الجنود الذين يشلمهم الانسحاب أكبر من العدد الذي أعلنه نائب الرئيس.وفي سياق متصل اعترف وزير الدفاع الأميركي بارتفاع عدد القتلى من الجنود الأميركيين خلال الشهر المنصرم.وأضحى شهر يوليو أكثر الشهور دموية للقوات الأميركية في أفغانستان منذ قرابة تسع سنوات، وذلك بعد مصرع ستة جنود أميركيين يومي الخميس والجمعة الماضيين.رغم ذلك، أوضح غيتس أن الهدف الحالي للقوات الدولية هو إضاف قوة مقاتلي طالبان وحرمانهم من دخول البلدات والمدن، وتعزيز قوات الأمن الأفغانية لتتمكن من الدفاع عن نفسها ومنع تنظيم القاعدة من العودة إلى البلاد.