قصة مسلسلة
اجابت بقسوة- عودي من الطريق الذي جئت منه.- ارجوك..هذه الليلة فقط.- أخي طردك.. وأنا لا أقبلك في بيتي.واغلقت في وجهها الباب.واخذت هبة تمشي وتمشي، وهي تبكي ولاح لها ضوء اخر من بعيد، فمشت نحوه. وجدت بيتاً اصغر من البيت الأول. طرقت الباب، ففتحت لها كلبة سوداء. قالت في أمل:- ألست اخت زوجي الكلب الأسود؟- بلى..أنا اخته الوسطى.وطلبت منها ماطلبت من أختها الكبرى، فرفضت وصفقت في وجهها الباب.المسكينة..! راحت تمشي ، وتمشي، ومرة ثالثة رأت ضوء يلوح من بعيد، فاتجهت اليه، فوجدت بيتاً صغيراً، وطرقت الباب، ففتحت لها كلبة سوداء، فسألتها:- ألست أخت زوجي الكلب الاسود؟- أنا اخته الصغرى.. تفضلي..لقد كنت في انتظارك، منذُ أن حدثني اخي بقصتك معه.ولم تصدق هبة أنها نجت من موت محقق. دخلت والفرحة تزغرد في قلبها. واستقبلتها الاخت الصغرى ضيفة عزيزة، على الرحب والسعة.ومرت الايام، وجاءها المخاض، فساعدتها الأخت الصغرى، وهيأت لها كل مايلزم لولادتها، ووضعت طفلاً جميلاً.وظلت تنتظر مجيء زوجها بفارغ الصبر ونسيت اساءته اليها.ونرجع الى الكلب الاسود ، فقد ندم على فعلته واشتاق إلى زوجته كثيراً، وفكر في ابنه الذي لايعرفه وصار يبحث في الصحراء الواسعة، ويدعو اللَّه ان يكتب النجاة لهما . فتش طويلاً بلا جدوى، وعزم على الذهاب الى بيت اخته الكبرى، فأخبرته بما فعلت بحق زوجته، وكيف رفضت استقبالها وطردتها، فقال لها مغضباً:- لا أنت اختي ولا أعرفك.ومضى الى بيت اخته الوسطى، فأخبرته بما فعلت مع زوجته هي الأخرى، فتبرأ منها قائلاً:-- لا أنت اختي ولا أعرفك.وذهب آخر الأمر الى بيت اخته الصغرى، فأستقبلته فرحة ضاحكة، ووجد عندها زوجته وابنه، عانق زوجته وقبل ابنه واحتضنه، وصار يبكي. قالت له الزوجة.- سامحني على مافعلت.- إني سامحتك،وادركت أن الفضول دفعك الى تعرف سري.والتفت الى اخته وقال:- أنت اختي الحبيبة حقاً.وفي اليوم الثاني ودع الكلب الاسود وزوجته الأخت الصغرى. وقبيل الرحيل قالت الاخت لهبة سراً:- نحن اسرة محكوم علينا بالسحر، ولايخصلنا منه الا الحب، فإذا دخل زوجك ليغير هيئته وينام، فادخلي الغرفة الصغيرة، وخذي جلده الاسود، ثم رددي هذه العبارة: "باسم الله، وباسم الحب الذي وهبه الله لنا"ردديها ثلاث مرات وألقيه في نار الموقد.ثم اعطتها منديلاً وهي تقول:- احتفظي به الى وقت الحاجة اليه..كان الله معك!وعاد الكلب الاسود وزوجته وابنه الى ديار الاهل.ولما وصلوا الى القصر البلوري، تركت هبة ابنها عند ابيه، وانطلقت الى بيت والديها، فوجدت كل منهما في زاوية من زوايا الغرفة، وقد فقداالبصر من الحزن والبكاء على ابنتهما التي لايعرفان لها مكاناً، ولايسمعان عنها خبراً. اخرجت المنديل، هدية الاخت الصغرى، ومسحت به عيني أمها فأبصرت للحال، وعيني ابيها فأبصر ايضاً، وفرح الجميع بلقاء الشمل..وراحت هبة تقص على ابويها قصة غيابها وماجرى لها من امور.ولما اقبل الليل دخل الكلب الاسود الى الغرفة الصغيرة وعاد شاباً جميلاً. فأسرعت هبة واخذت جلده الاسود وقالت:- باسم الله وباسم الحب، الذي وهبه الله لنا. ورددتها ثلاث مرات، كما علمتها الاخت الصغرى، والقته في الموقد، فاحترق. ومن يومها لم يعدالكلب الاسود الى شكله الاول، واصبح شاباً جميلاً، بل أجمل شاب في العالم، في الليل وفي النهار. وسعت هبه فأصلحت مابين زوجها وبين اختيه الكبرى والوسطى، وطلبت اليه ان يسامحهما كما سامحتهما هي. عاش الجميع في احسن حال، وأهدأ بالٍ. وطيب الله عيش السامعين.* ماما رجاء