صنعاء/ فايزة أحمد مشورةيعتبر الزواج المبكر جزءاً من الانتهاكات التي تمارس بحق الفتيات نتيجة ما يترتب عليه من مخاطر وأضرار صحية واجتماعية ونفسية وخلافه .صحيفة (14 أكتوبر) تسلط الضوء على بعض الأضرار والمخاطر التي يخلفها الزواج المبكر على واقع حياة الفتيات اللاتي يتزوجن مبكراً وذلك من خلال هذه اللقاءات التي أجريناها مع عدد من الفتيات ضحايا الزواج المبكر .. التفاصيل في النص التالي:سميرة من بني مطر أنجبت 8 ثلاث بنات وخمسة أولاد أثناء تقول:تزوجت وعمري 15 سنة عام 94م برجل من أهلي يكبرني بسنة وقيل لي إن عرسي بعد أسبوع وقبل يوم الزفاف قام أبي بإسعافي لأني كنت أعاني من ألم حاد في الكلى وبالرغم من ذلك تم الزفاف وبعد الزواج أصبح المستشفى أو المستوصفات هي المكان الذي أجد فيه الأمان فقد كنت أتعالج بعد زواجي كي أحمل الا أنني حملت بعد سنتين من زواجي وكنت مرغمة على الحمل بسبب رغبة زوجي وأهله إلى جانب الأعمال المنزلية المتعارف عليها عندنا في البلاد وهأنا اليوم لسابع مرة أزور المستوصف بسب ما أصابني من التهابات وهبوط في الرحم .. واليوم عرفت أن زوجي تزوج علي . الأخت (وفاء . س. ع) من محافظة عمران تقول:تزوجت عام 95م وعمري 16 سنة الا أنني لم أنجب بعد زواجي مباشرة هذا ما عرضني للتهديد والكلام القاسي من زوجي الذي يكبرني بعشرة أعوام ويعتبر الزواج في قريتنا كعرف بأنه ضروري وحين يريد الأب تزويج ابنته لا يراعي أي سن ويتخلص من هم البنت (العار) وعندما تزوجت كنت صغيرة وتحملت المسؤولية وكانت الأعمال التي تحملتها وإرضاء زوج أكبر مني بكثير فوق طاقتي رغم أن زوجي هو أبن عمتي الا انه لم يرحمني وبعد سنة ذهب زوجي لإجراء الفحوصات وقد قضيت 11 عاماً بتعاسة ومشقة ولابد أن نتحمل وأنجبت ابناً وبنتاً بعد أن تم علاج زوجي ..وتضيف وفاء بالقول:أحس أن المسؤولية أكبر من استيعابي حيث إني إلى اليوم لا أستطيع تحمل هذه المسؤولية .. إلى جانب أنني أعاني من متاعب صحية كبيرة، الواقع شيء آخر غير ما كنت تخيلت أني سأجده .. تغيرت حياتي وصرت فجأة مسؤولة عن بيت وزوج وأطفال وأهل زوج.وتختم وفاء حديثها للصحيفة بالقول: طبعاً أنا لا أشجع الزواج المبكر وسأزوج ابنتي بعد الجامعة إن شاء الله .[c1]الزواج المبكر مسؤولية كبيرة على كل فتاة[/c]أما الأخت/ (أفراح .م . ع) فتقول:تزوجت في سن الرابعة عشرة وتزوجت اختاي الكبيرة في سن 16 سنة والثانية بعمر 15 سنة وتضيف أفراح تزوجت برجل يكبرني بعشرة أعوام والآن بعد مضي خمس عشرة سنة لدي 6 أولاد حيث أنجبت أربعة أولاد والولادة الأخيرة توأمان:وعن رأيها في الزواج في سن مبكرة تقول أفراح: زواج الصغيرات مشكلة حقيقية تعانيها الفتاة وهي في سن لا يؤهلها أن تكون أماً ومسؤولة عن بيت وأسرة لأنني بدأت اشعر بأعراض التعب للزواج المبكر حيث أعاني من آلام المفاصل وصرت أحس بالتعب لأبسط جهد أقوم به وانصح كل أسرة تريد أن تزوج أبنتها في سن مبكرة أن تفكر لأن صديقتي عادت إلى بيت أهلها بعد سنة من زواجها وقد تلقى الفتاة الضرب والإهانة وتعود إلى بيت أهلها والسبب عدم فهم الزوج وأهله لنفسية الزوجة الصغيرة وانعدام خبرتها في التعامل مع واقعها أما بالنسبة لي فزوجي تفهم وأستوعب مني ويساعدني وهذا النوع من الرجال نادر وبالرغم من ذلك لم اسلم فأنا أم لستة أولاد والمسؤولية كبيرة علي واليوم كل ما أفكر فيه هو استعادة صحتي لأني أعاني منذ شهر من ألم في ظهري والتهابات [c1]عادات وتقاليد ظالمة ..[/c]أما عاتقة (أ. م) من بني مطر فتقول لقد تزوجت وعمري 9 سنوات وكنت حينها ألعب مع صديقاتي في مثل عمري وفجأة أجد نفسي عروسة بفستان أبيض أنا وأختي التي تكبرني بسنتين حيث قام والدي بتزويجنا لأن العادات والتقاليد في قريتنا تفرض ذلك على الرغم من أننا عشنا في صنعاء الا أنني لم أذكر أننا سافرنا إلى القرية فوجئت هناك أنني مع رجل يكبرني بـ 15 سنة وهو عسكري ومن شدة الخوف الذي عشته في تلك اللحظة مازلت أعاني إلى اليوم لقد نمت في تلك الليلة من شدة الخوف وهرباً من المجهول وفي اليوم الثاني لم يرحمني وتم إسعافي لأني بعد أن شربت منوماً في الشاي لم أجد نفسي الا في المستشفى أنزف دماً ولم أرجع بعدها إلى ذلك الوحش البشري حيث ظللت أعاني أنا وأختي من مضاعفات صحية ونفسية لأن أختي لم تسلم هي الأخرى والى اليوم وبعد مرور 16 سنة مازلنا نزور المستشفيات الا أن أختي أكثر تضرراً مني .تزوجت مرة ثانية بعد ان طلقت وعمري 20 سنة لكني أصبحت نفسياً متعبة وبعدها عوضني الله برجل يرحمني ويحن علي وأنجبت منه 3 أولاد.وأضافت أنا أقول لكل أب وأم الرحمة بالصغيرات والنظر إلى ما بعد الزواج وأن البنت نعمة إذا هم علموها وأحسنوا إليها وعن الآثار التي تعاني منها بسبب الزواج المبكر تقول عاتقة: أعاني الخوف وعدم الاستقرار إلى جانب أنني أعاني من القلب وآلآم الظهر وهذا كله ينعكس على عدم تحملي لتربية أولادي وتحمل أعباء ومتطلبات زوجي.