[c1]طارق حنبله[/c]من نافل القول أن الإرهاب شبح مخيف يتهددنا جميعاً ويرسم ملامح كئيبة للمستقبل في ظل استمرار تسييس الدين وجعله منظومة سياسية فكرية اقتصادية عسكرية لمواجهة الآخر.ولا شك أن هذا يؤدي بالضرورة إلى التصادم والعنف وسفك الدماء وهي عناوين بارزة تعني هذا الكابوس غير المعروف حتى الآن.. الإرهاب.مخطئ من يعتقد أن القضاء على أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري أو الزرقاوي سيقضي على الإرهاب، لأن الإرهاب كان موجوداً قبل أن يعرف العالم هذه الأسماء ولكن امتلاك هؤلاء للمادة والسلاح إضافة إلى نزعة القتل والإبادة .. هذه الهالة الغريبة للإرهاب والإرهابيين.وللأسف أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتضرر الأكبر من الإرهاب، هي صاحبة الفضل الأول على الإرهابيين، فهي التي بنت جيوش الإرهاب طالبان - القاعدة أثناء مواجهة هاتين الحركتين للسوفييت أثناء الحرب الباردة على أرض أفغانستان.في اعتقادي أن القضاء على الإرهاب مرهون بعدة عوامل أهمها إدماج المدارس الدينية المتخصصة في قالب العلوم الأخرى وذلك لخلق الشخصية لمعتدلة القادرة على استيعاب متغيرات العصر والتفاعل معها بشكل روحاني وإنساني يعزز مفهوم حوار الحضارات على أمل ناضل الكثيرون من أجله وهو نشر الحب والخير بين سائر الأمم وإن اختلفوا في المعتقدات والمشارب الفكرية.لقد بات العالم اليوم موحشاً أكثر من أي وقت مضى بسبب التطرف الأعمى وتنامي حدة المواجهات الطائفية بين شعب واحد أحياناً .. عرق واحد وهي كارثة إنسانية حقيقية تستدعي وقفة جادة من قبل الجميع علماء ومفكرين إنسانيين.إن إنسان هذا العصر متناقض جداً مع نفسه أولاً وهو ما ركب هذا الغلط الفادح فالدين يدعونا للحب والتسامح وزرع الخير والإحسان والإنسان يحول الدين إلى قنابل وأحزمة ناسفة ليقتل إنسان اخر اختلف معه في المعتقد.. إنه تناقض غريب.. غريب.الحقيقة أنه لابد من مراعاة سن الطلبة الذين يتلقون العلوم الدينية فالتخصص في العلوم الدينية لابد أن يكون بعد سن الـ18 على الأقل في سياق أكاديمي مسؤول من وزارة التعليم العالي وتكون هذه الأخيرة مسؤولة عن المواد التي سيتم دفعها إلى أذهان الطلبة ولابد أن تكون المواد الملقنة للطلبة معتدلة ومتسامحة مع الآخر وفق الشرائع الدينية على الأقل في هذه المرحلة وإلى أن يقضي الله أمراً.
المدارس الدينية بين الخير والإرهاب
أخبار متعلقة