قل لي يا صاح كيف يمكننا التمييز بين الفنان المشهور والفنان المغمور، ترى ما هي معايير هذا التمييز، وكيف نستطيع القياس الصحيح بين هذا الفنان وذاك؟هل تكمن المفاضلة في جودة كلمات الشاعر الغنائي، أم في مقامات وحسن اختيار نمط تلحين هذه القصيدة أو النظم، أم في رقة ودقة طبقات الأداء، أم أن كل هذه الأشياء مجتمعة تشكل معاً وحدة كاملة للتمييز بين الغث والسمين، وبين اللحن والأداء الساذج وبين اللحن والغناء الخالد، وهل يقيم الغناء الجميل الجمهور المستمع أم الناقد المتخصص، وهل تستقيم شهرة الفنان، بعد ذلك، على عدد الأمصار والاصقاع المتباعدة التي يستمتع جمهورها بهذه الأغاني، أم أن هناك أمورا أخرى يلعب فيها الوسط الاجتماعي والوضع الاقتصادي والأجواء السياسية دوراً هاماً في شهرة المغنين.أسوق لك يا صاح هذا الحديث بعد أن لفت انتباهي ثراء وغناء النظم والأشعار الغنائية التي حفلت بها أغاني الفنان أحمد بن أحمد قاسم، وإعجابي الشديد بألحان وغناء الفنان أحمد بن أحمد قاسم، تلك الأغاني المفعمة بالحب والذكريات والحنين أمثال: صدفة التقينا على الساحل ولا في حد، أنا أهواك، عذبيني، يا عيباه، حقول البن في خديك، المي والرملة، ابتدينا، خطوة خطوة، حبيبي يا كبير القلب، يا مزهري الحزين، وقريب وبعيد، ياظبي وصله غلا.. هذه الكلمات الغنائية التي كتبها له شعراء كبار أمثال لطفي جعفر أمان، أحمد الجابري،مصطفى الخضر، محمد عبده غانم، د.سعيد الشيباني.. ما لهذه الأغاني لم تغادر مع الأثير الحدود اليمنية، فهي أي الأغاني القاسمية، أيضاً على صعيد مدينة لحج، المدينة الأقرب إلى عدن، تكاد لا تلقى اترحاب والقبول من أبناء لحج المشهورين بحبهم للغناء والمواويل والفن، ناهيك عن المحافظات الأخرى المترامية في ربوع اليمن، أما على مستوى دول الخليج فحدث ولا حرج، فلن تسمع عن أحمد قاسم ما يسر خاطر ولا عن محبيه قياساً لشهرة الفنان أحمد فتحي والفنان أبوبكر سالم بلفقيه و..لقد كان الفنان أحمد بن أحمد قاسم مبدعاً أضاف إلى الألحان اليمنية بصمات ذات قيمة خالدة، وكانت قدراته في السيطرة على أوتار العود عظيمة، وسجلت له أغانٍ كثيرة بصوته، وباستخدام أنامله على العود فقط.وهو في الشارع العدني أشهر من نارٍ على علم، ولا شك أن يكون له محبون في ربوع اليمن من أقصاها إلى أدناها، ومع ذلك فإنه لا محالة من الاعتراف، بأن الفنان أحمد بن أحمد قاسم يعتبر فناناً مغموراً.لقد جاهد الفنان أحمد بن أحمد قاسم للشهرة، لكن أمله خاب من الوهلة الأولى، عندما سقط فيلمه ( حبي في القاهرة) ودراسته الأكاديمية لم تشفع له إنجاز ما طمع إليه..وقد قيل إن مشكلته أنه لا يملك البساطة والزهد، وأن التواضع ليس من شيمه.ولكي يعاد الاعتبار لهذا الفنان القدير أحمد بن أحمد قاسم، علينا تقديم جرعة مكثفة من الأنشطة والفعاليات المتميزة لتقييم أعمال هذا الفنان، ونفض الغبار عن ألحانه وأغانيه وسهراته الفنية، وعلى محبيه - والمعترضين على العنوان أعلاه - أن يهموا بتجميع أعماله وسيرته الفنية وتقديم كتاب قيم يحفظ للفنان أحمد بن أحمد قاسم قدرته، ومشواره الطويل في الفن.
|
رياضة
أحمد بن أحمد قاسم : فنان مغمور.. لا مشهور
أخبار متعلقة