كتب/ يحيى عسكران شهدت أيام عيد الأضحى المبارك إقبالاً واسعاً من الأسر والأطفال على الحدائق العامة في محافظات الجمهورية ومنها حديقتا الثورة والسبعين في صنعاء وازدادت ساحاتها ازدحاماً بالشباب والفتيات الذين يقضون أوقاتهم العيدية بها للتسلي والتنزه والتنفيس على حياتهم المعيشية التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم خاصة بعد الغلاء الذي أجبر الكثير من الأسر للرضوخ في البيوت وقضاء إجازة العيد في صنعاء دون السفر إلى مناطقهم التي طال انتظارها عند الكثيرين للالتقاء بالأصدقاء والأحباء وممارسة الطقوس العيدية المعتادة معهم.كم يتمنى الواحد منا أن يزور محافظة ما في أوقات العيد ويتعرف على أهلها وعادتها وتقاليدها وطبيعة الحياة فيها وما يمارسون من طقوس عيدية قد تختلف بعضها عن الأخرى في بعض مناطق الجمهورية وفي نفس الوقت محاولة للابتعاد قليلاً عن ضيق العمل وأشغال الحياة التي لم تنته إلا بانتهاء الإنسان.وعندما زرت حديقة الثورة في رابع أيام العيد أنا وطفلتي الصغيرة «بتول» التي لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات الاعبها في بعض الألعاب المناسبة لها .. وجدت بالحديقة العجائب من الحالات الغريبة والدخيلة وعلى مجتمعنا اليمني الذي طالما حافظ على عاداته وتقاليده بحيث أنني لم أعتد زيارة الحديقة سوى مرتين في السنة عيدي الفطر والأضحى.أود الإشارة إلى أن الحالات التي شاهدتها مراراً بأم عيني ولم تكن مجرد خيال أو نظرات عابرة جعلتني أكتب هذه الكلمات ليعلم الأب أو الأم وأولياء أمور الشباب والفتيات ما يدور بالحدائق من نزوات الشياطين بين كلا الطرفين وما يلحق بهما من ضرر ينعكس أثره سلباً على المجتمع وتكون آثاره وخيمة في النهاية على الشاب والفتاة, بل قد ينجو الشاب من السيئة التي ارتكبها لكن الفتاة إلى أين تنجو؟.سؤال أوجهه لأولياء أمور الفتيات أيا ترى تعلمون أين يذهب بناتكم ومع من؟ إنها الحقيقة التي أود قولها للآباء والأمهات إنما جرى بالأمس الأول يوم زرت حديقة الثورة بأمانة العاصمة أن شابين مراهقين يلبسان الملابس الفاخرة ويمتلكان الهواتف الفخمة يتجولان بساحة الحديقة ومعهما فتاتان في سن المراهقة يضحكون ويمرحون معاً .. بعد نزولهم من إحدى الألعاب, اختفى الشابان والفتاتان عن نظري وأنا أتابع طفلتي التي امتزجت عينيها بالدموع أثناء نزولها من إحدى الألعاب.انتقلت حينها إلى لعبة أخرى .. وجدت هنالك الشابين جالسين تحت ظل من ظلال الحديقة يتفرجون على الألعاب .. دارت في عقلي فكرة أجلس بجانبهما لأتابع الحدث من البداية خاصة بعد ماعرفت أن الشابين كانا مع الفتاتين .. فجأة لاحظت أن الفتاتان نزلتا من على اللعبة واتجهتا إلى مكان آخر بالقرب من الشابان أي أنني جلست بينهما وهما على طرفي الظلال .. الشابتان عرفتا أنني ألاحظ الأمر .. عندها أبصرت همزات الشابين مع الفتاتين وتهامسهما بالكلام عبر الهاتف .. عرفت أوضح أن الشابين لم يكون قريبين لها أو أخويها أو ابني عمها كما يراودني الشك وإنما كانا شابين متسكعين .. تابعت الشأن أكثر ولم أكشف السر حتى رأيتهم جميعاً يمشون كلاً من الشابين وبعدهما الفتاتين ليلتقون في مكان أكثر بعداً مني.
حينئذ لم يخطر على بالي أن يكونوا جميعاً الشابان والفتاتان على جرأة من الأمر إلا بعد أن يشاهدوا أن الحديقة ليس بها حراسة مشددة وأمن يصول ويجول ساحات الحديقة يطلعون على أحوال الزائرين ويتفقدون النزلاء وما يجري من مضايقات ومعاكسات, هنا تكون دور أجهزة الأمن بالمناطق والحدائق والممرات والجامعات والمدارس يفترض ذلك حتى يتسنى لأجهزة الأمن ضبط الجناة وتسليمهم للنيابة لنيل جزائهم جراء ما يرتكبونه من حماقات بحق الناس والمسلمين.على أجهزة الأمن في بلدنا الطيب أن تتنبه لمثل هذه الحالات وأن تشدد حراستها وتنشر أمنها بقوة حتى لا تتيح فرصة أمام المتسكعين من الشباب والفتيات أن يجعلوا من الحدائق ملاذاً لهم وملجأ يعملون ما يشاؤون خاصة ونحن اليمنيين قبائل لنا عادات وتقاليد قديمة مازال الكثيرون يتمسكون بها ويحافظون عليها.. دعوة أوجهها للآباء والأمهات للنظر في تربية أبنائهم وبناتهم وتشديد التربية في سن المراهقة حتى يتسنى للفتاة والشاب الالتزام بالقواعد الشرعية والإسلامية وأن لا يتركون مجالاً للفتيات للخروج للنزهة والتجول بدون ولي أمر حتى تحافظ المجتمعات اليمنية والإسلامية على شرفها وعرضها ولا تكون المرأة عرضة لأحد وبالتالي يدرك الشباب خطر هذه العاهات التي تفشت في مجتمعات مسلمة كتابها القرآن ونبيها الرسول (ص) ودينها الإسلام وعقيدتها لا اله إلا الله محمد رسول الله.أرجو تفهم ذلك .. والله من وراء القصد.