المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في حديثه لـ ( 14 أكتوبر ) :
أجرى اللقاء/ بشير الحزميأكد الدكتور/ حافظ شقير المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان استعداد الصندوق لتعزيز دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات السكانية.وقال في لقاء أجرته معه صحيفة (14 أكتوبر) خلال زيارته لليمن الأسبوع الماضي إنه خلال لقائه بالمسؤولين اليمنيين جرى بحث سبل تطوير التعاون بين اليمن والصندوق وتكثيف دور الصندوق في دعمه لبرامج الرسالة الهادفة لخفض وفيات الأمهات وتحسين وضع المرأة لتتمتع بكامل حقوقها الإنجابية. وفيما يلي نص اللقاء:-* بداية نود أن تطلعونا على نتائج زيارتكم لليمن ولقائكم المسؤولين في الحكومة والجهات المعنية بتنفيذ السياسات السكانية؟- طبعاً خلال الزيارة هذه قابلت أهم المسؤولين في الحكومة اليمنية وعلى رأسهم دولة رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي ووزير الصحة العامة والسكان والأمين العام للمجلس الوطني للسكان كما قمت بزيارة ميرانية لجمعية رعاية الأسرة اليمنية للتعرف على أنشطة العيادة المتنقلة التي تقوم برعاية الأم والوليد وخدمات تنظيم الأسرة وقد ناقشنا مع رئيس الحكومة الأولويات السكانية وما هي الأولويات التي تستوجب دعماً أكثر من باقي الأولويات وناقشنا مع وزير الصحة سبل التعاون وتكثيف دور صندوق الأمم المتحدة للسكان في دعمه برامج الرسالة الهادفة إلى تخفيف وفيات الأمهات وتحسين وضع المرأة للتمتع بحقوقها الإنجابية بمعنى حرية الاختيار والوقت المناسب والعدد المناسب للأطفال.ومع المجلس الوطني للسكان تحدثنا عن كيفية تقديم صندوق الأمم المتحدة للسكان دعم إستراتيجي حتى يعظم من دور المجلس الوطني للسكان خصوصاً الدور التنسيقي مع الوزارات والدور التنسيقي مع المحافظات خاصة وأن المجلس الوطني للسكان قد بدأ بالعمل مع المحافظات وبتكوين لجان فرعية للسكان على مستوى المحافظات.صندوق الأمم المتحدة للسكان يعطي أولوية أساسية لليمن لعدة عوامل أهمها أنه لا تزال وفيات الأمهات مرتفعة جداً مقارنة بالعديد من الدول العربية هناك حاجات مهمة ناتجة عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان وخاصة ارتفاع معدل السكان الذين يعانون أحد أشكال الفقر فدورنا في الصندوق هو في إطار المنظومة التنموية نريد أن نفعل القضايا السكانية حتى يتم دمج القضية السكانية داخل التنمية ويكون للبرامج السكانية دور أساسي في تحقيق أهداف التنمية في اليمن فالمكتب الإقليمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان لهذه الأسباب يعطي أولوية خاصة لليمن.[c1]جهود اليمن لمواجهة التحديات السكانية:-[/c]* من خلال متابعتكم وإطلاعكم على جهود اليمن في مواجهة المشكلات السكانية والتحديات التي تواجهها كيف تنظرون في صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى مجمل التحديات السكانية التي تواجه اليمن والجهود المبذولة من قبل الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهتها؟- لقد أنجز اليمن الكثير كما تمت الإشارة إليه في المؤتمر الرابع للسياسة السكانية الذي عقد عام 2007م لكن التحولات الديموغرافية هي ليست تحولات اوثؤهلايتكية بل هي تحولات ناتجة عن تحولات اجتماعية ثقافية اقتصادية فمن أجل تفعيل هذه البرامج وتحقيق أحسن فائدة لهذه البرامج لمواصلة العمل لأن الخصوبة لا تزال مرتفعة في اليمن ووفيات الأمهات لا تزال مرتفعة استعمال وسائل تنظيم الأسرة لا يزال منخفضاً، وفيات الأطفال لا تزال مرتفعة فالبرامج السكانية يجب أن تواصل دعمها وتقدر من الدور التنسيقي للمجلس الوطني للسكان وخاصة التأكيد على الدور المحوري للهدف الخامس من أهداف الألفية الذي يقتضي تخفيض وفيات الأمهات ووصول خدمات صحية إنجابية شاملة إلى كل السكان بحلول عام 2015م.ليس لنا نحن برامج موازية للحكومة وإنما دورنا هو مساندة الحكومة سواء كان ذلك مادياً أو كان بتقديم الخبرة ونحن في الصندوق نرى أن الحكومة اليمنية جادة كثيراً في سياستها السكانية وملتزمة على كل المستويات ودولة رئيس الوزراء أكد على ذلك لكن نحن نريد أن نساهم في جهود الدولة اليمنية ونفعل هذه الجهود من اجل الحصول على أحسن النتائج.[c1]تأثير الأزمة المالية على نشاط الصندوق[/c]* على أثر الأزمة المالية إلى أي مدى تأثر أداء ونشاط الصندوق جراء هذه الأزمة على المستوى الإقليمي وماذا بالنسبة لليمن وما هي التدابير التي اتخذها الصندوق لمواجهة تداعيات هذه الأزمة؟- الأزمة المالية لها تأثير على عدة مستويات بالنسبة لصندوق الأمم المتحدة للسكان وهذا التأثير سيبدأ السنة القادمة لأن التزامات الدول المانحة في هذه السنة لم تتغير لكن نحن ننتظر بأنه في السنة القادمة سيكون التأثير مباشراً على تمويل برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان فالأزمة هذه سيكون لها تأثير مباشر على الصندوق.كذلك سيكون لها تأثير مباشر عن طريق تمويل الخدمات الاجتماعية بصفة عامة بما في ذلك خدمات الصحة وخدمات الصحة الإنجابية من خلال التخفيض المحتمل لميزانية وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الشئون الاجتماعية والميزانية المخصصة لمحاربة الفقر لتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية وخاصة الخدمات للسكان الأكثر حاجة والأكثر فقراً فالأزمة المالية سيكون لها دور سلبي لأنها ستعظم من مستويات الفقر فهناك تقييم يقول إن انخفاض (1%) من النمو على المستوى العالمي سيؤثر على (20) مليون شخص إضافي من مجموع الفقراء في العالم وستقلل من الاستثمارات في القطاع الصحي.نحن نطالب الحكومات والممولين إعطاء أولوية أساسية لبرامج الصحة ولكل الخدمات الإنجابية والمحافظة على ميزانية وزارة الصحة وبنسبة التمويل المخصص لوزارة الصحة وللصحة الإنجابية.نحن كذلك نوصي الحكومات بوضع برامج خاصة للفئات الأكثر حرماناً والأقل وصولاً إلى خدمات الصحة الإنجابية وأن نطور برامج مخصصة لهذه الفئات الاجتماعية لأن هذه الفئات هي التي ستتضرر أكثر بهذه الأزمة ونحن بصدد المناقشة مع العديد من الممولين من أجل وضع صناديق خاصة أو تمويل خاص لمساندة برامج الصحة الإنجابية والبرامج القاضية بتخفيض وفيات الأمهات في البلدان التي تتعرض أكثر للأزمة المالية والأزمة المالية كذلك سيكون لها تأثير عن طريق عوامل أخرى مثلاً بالنسبة للبلدان التي تعمل على القطاعات التصديرية أو البلدان التي تتأثر عن طريق عائدات المهاجرين مثل حالة اليمن فنحن سنعمل على مساعدة الدول إذا طلبت منا ذلك وسنعمل على مساعدة الدول على وضع سياسات وبرامج تساعد الطبقات الفقيرة والمحرومة.[c1]تبادل الخبرات والتجارب [/c]* من خلال عملكم مع العديد من الحكومات العربية والإقليمية في المجال السكاني أين تضعون اليمن بين تلك الدول وإلى أي مدى يعمل الصندوق على تقارب الدول بعضها من بعض لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة منها؟- إستراتيجية صندوق الأمم المتحدة للسكان وخاصة في تقديم الدعم الفني يتم عن طريق تبادل الخبرات لدول الجنوب ضمن البلدان العربية والبلدان القريبة من اليمن هناك العديد من الدول نجحت في تخفيض وفيات الأمهات وقد نجحت في وضع برامج تستهدف الفئات الفقيرة ونجحت في وضع برامج خاصة بالمباعدة بين الولادات أو برامج تستهدف تقليص الفوارق بين النوع فمن الممكن أن تستفيد اليمن من هذه البرامج ومن خبرة هذه الدول واليمن مؤهلة للاستفادة من هذه الدول ولديها خبرة في التعامل مع هذه الدول.وأنا أعرف أنه في السابق وحتى في القريب كانت اليمن تتبادل الخبرات مع العديد من الدول العربية.[c1]الإعلام ودوره التنموي[/c]* كيف تنظرون إلى أهمية الإعلام ودوره في مواجهة التحديات السكانية وأين تضعون هذا الدور من اهتمامكم في الصندوق؟- الإعلام له دور أساسي في تخفيض الوفيات أو الإقبال على وسائل تنظيم الأسرة وهو قضية طلب وعرض العرض متحكم فيه عن طريق الخدمات الطلب يأتي من تغييرات وتغيير السلوكيات فنحن نرى أن الإعلام له دور أساسي في تغيير السلوكيات وهذه السلوكيات هي مجموعة متكاملة للسلوك الإنجابي السلوك نحو المساواة بين النوع المساواة بين المرأة والرجل فالإعلام له دور أساسي في تغيير السلوك ويجب أن يكون الإعلامي واعياً بهذا الدور ونحن لنا برامج لتوعية الإعلاميين ويجب أن نكثف من هذه البرامج لأنه في العديد من الأحيان الرسالة الخاطئة تؤدي إلى نتائج رديئة وتؤدي إلى نتائج عكسية للسياسة الوطنية فالإعلام أساسي ونحن نأمل أن يكون يجب أن يكون له دور أساسي في اليمن وخاصة الإعلام التنموي لأن تغيير السلوكيات تتطلب الكثير من الجهود الإعلامية وغيرها من الجهود.[c1]مؤسسات المجتمع المدني[/c]* لوحظ في الفترة الأخيرة توجه الصندوق في نشاطه نحو دعم مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ العديد من الأنشطة في المجال السكاني إلى أي مدى تعولون في الصندوق على دور مؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ البرامج والأنشطة السكانية سواء على المستوى الإقليمي أو هنا في اليمن؟- نحن في خططنا نعتبر أن شركاء التنمية هي الحكومة والمجتمع المدني على كل مستوياته المجتمع المدني على مستوى المجتمعات المحلية وعلى مستوى ممثلي الشعب في البرلمان وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني الكبرى فلهم دور أساسي لأن هذه المنظمات أكثر قدرة في التعامل مع القضايا السكانية وخاصة القضايا التي يصعب فهمها وفي القضايا التي تتعلق بتأثير بعض القيم بما يتماشى مع الثقافة المحلية فالمجتمع المدني له دور أساسي في تجسير الفجوة بين ما نريده وبين القيم المحلية من أجل دعم نموذج من القيم الإنجابية التي ليست فقط مربوطة بقضايا السكان وإنما مربوطة بكل قضايا التنمية. [c1]اليوم العالمي للسكان[/c]* تحتفل اليمن وكافة دول العالم في الحادي عشر من شهر يوليو القادم باليوم العالمي للسكان ترى ما الذي سيتم التركيز عليه هذا العام في هذه المناسبة؟- سيتم التركيز هذا العام على تأثير الأزمة الاقتصادية على البرامج السكانية وعلى برامج التنمية ونأمل أن يكون فرصة حقيقية حتى نتحاور مع كل أطراف التنمية الممثلين (السكان المجتمع المحلي الحكومة المنظمات الأهلية والمنظمات الدولية) من أجل استثمار أكثر في برامج خاصة بالفئات الفقيرة والأكثر عرضة إلى انعكاسات الأزمة المالية والاقتصادية فسنعمل على هذا وكذلك سنطلب من الحكومة أن تعمل جاهدة من أجل تحافظ على نسبة الاستثمار في الخدمات الأساسية خصوصاً الصحة والتعليم.[c1]كلمة أخيرة [/c]* هل من رسالة أو كلمة أخيرة تودون توجيهها في ختام زيارتكم لليمن ولقائكم المسؤولين فيها؟- شكراً للحكومة اليمنية وشكراً لكل زملائي في صندوق الأمم المتحدة للسكان على دورهم الأساسي في إنجاح هذه المهمة وشكراً لكم