عمر عبدربه السبعجاحدٌ من ينكرُ أهمية دور النساء في إحداث التغييرات الإيجابية في مسيرة الأوطان، والنساء يشكلن قطاعاً خصباً يدعو إلى التفاؤل بشأن صياغة المستقبل، ولهن دور ريادي في الحياة العامة بناء المجتمع، وتستطيع المرأة بما تملك من وعيٍ ومعرفة وعاطفة جياشة خلق جيل جديد من الشباب القادر على تحمل المسؤوليات الجسام في المؤسسات التربوية والتعليمية والصحية والثقافية والسياسية والاجتماعية وحتى الأمنية والقيام بالمبادرات الخلاقة والمبدعة التي من شأنها تحقيق حياة أفضل لكل أفراد المجتمع، فهي ـ أي المرأة اليمنية ـ بحكم تكوينها وظروف حياتها في المجتمع اليمني تعي مسؤوليتها الحضارية وتعتمد على العلم والمهارات الحديثة والخبرات واعتمادها على العمل الجاد والمثابر لرفع راية العمل المبدع والخلاق لمواجهة تحديات التنمية والتنمية المستدامة.لقد عانت المرأة اليمنية فيما مضى من الفقر والجهل والتخلف أكثر من الرجل، ولا تزال تعترض المرأة جملة من التعقيدات التي فرضتها العادات والتقاليد البالية وسلطة الرجل على الرغم بما لعبته المرأة اليمنية على مر العصور من دورٍ ريادي ومهم في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والتنموية كالأدوار التي قامت باه الملكة ((بلقيس)) والملكة ((أروى بنت أحمد الصليحي)) وغيرهن من الرائدات في العهد البائد وحتى يومنا هذا.ومع ذلك فإنّ المرأة اليمنية قادرة على تكييف نفسها مع واقعها وتركيز جهودها فيما يحقق بناء المتجمع المنشود، فهي في الريف تعمل في استصلاح الأراضي الزراعية ومجال الإنتاج النباتي وتربية الحيوانات الأليفة، فضلاً عن تحملها الأعباء المنزلية كافة، وفي الحضر تعمل في سلك التدريس والصحة والمرافق الخدماتية والإنتاجية المختلفة وتـُشارك في الحياة السياسية والانخراط في الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وأفردت لها القيادة السياسية ممثلةً بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية اليمنية حصصاً للمشاركة في المجالس المحلية، فضلاً عن أعبائها المنزلية. وأنّ الدور الإنجابي للمرأة، وهو كل ما يتعلق بالحمل والولادة والتربية المنزلية والأعمال المنزلية الضرورية في حياة الأسرة، والدور الاجتماعي المعبِّر عنه في كل ما يستلزمه وجود الأسرة في محيطها الاجتماعي والدور الإنتاجي والاقتصادي، جعل المرأة أكثر أفراد المجتمع إحساساً بالمشاكل البيئية، وجعلها محور بناء جيل واعٍ بيئياً، يعمل بجد واجتهاد على حماية البيئة وتنمية مواردها وترشيد استهلاكها.فما دامت المرأة اليمنية الراعية الأولى للأسرة ومربية الأجيال؛ فإنّها القادرة على توجيه سلوك الأطفال والنشء للاستخدام الأمثل للمياه والحفاظ على الثروة المائية من الهدر.. والمرأة هي القادرة على إدارة البيت وتخفيض نسبة تلوث المخلفات الصلبة كالنفايات من خلال اختيار السلع الصديقة للبيئة.وأنّ تعزيز دور المرأة البيئي وإشراكها في النشاطات المختلفة لحماية البيئية سيمكن المرأة من تحقيق إدارة متكاملة للنفايات الصلبة (النفايات) من خلال التقيد بقواعد النظافة ومواعيد رمي القمامة والنفايات وفرز النفايات وسيعزز من دورها في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من التلوث وخلق أجيال قوية لبناء مستقبل أفضل لأبناء المجتمع اليمني.ولقد أثبتت برامج التوعية البيئية وتقييم الأثر الاجتماعي وتعزيز دور الرقابة قدرة المرأة على التعامل مع البيئة ومساهمتها الفعالة في التحكم بالطاقة وترشيد استهلاكها وبقدرتها على مقاومة التصحر في الريف ووقف تدهور المياه الجوفية من خلال خزن مياه الأمطار والاستفادة منها وتدوير المخلفات الصناعية والزراعية والحفاظ على الأصول الوراثية النباتية.. وأن تكون حجر الزاوية في مشاركتها مع الرجل في تحقيق الإدارة المتكاملة لحماية البيئة وصونها من الاستنزاف وبالتالي تحقيق التطور والنماء للمجتمع.
|
ابوواب
المرأة اليمنية وحماية البيئة
أخبار متعلقة