(رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي)
بغداد/14 أكتوبر/خالد الانصاري:أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ستهزم الإرهاب على الرغم من مجموعة من التفجيرات كانت من أعنف الهجمات التي وقعت هذا العام، ومتجاهلا تصريحات من وزير الخارجية هوشيار زيباري قال فيها إن الحكومة انخدعت بشعور كاذب بالأمن.وهذه هي أول تصريحات للمالكي منذ وقوع التفجيرات الهائلة بشاحنات ملغومة في بغداد والتي أدت لمقتل حوالي مئة شخص يوم الأربعاء. وقال زيباري قبلها بعدة ساعات إنه يشك أن الشرطة أو الجيش ربما يكونون متورطين في هذه الهجمات.وانتقد هوشيار زيباري قرارا اتخذه رئيس الوزراء نوري المالكي بإزالة معظم الجدران المنتشرة في شوارع بغداد للحماية من التفجيرات قائلا أن هذا القرار كان سببا في تفجيرات الأربعاء.وقال المالكي إن مرتكبي التفجيرات التي دمرت مبنيي وزارة الخارجية ووزارة المالية قد اعتقلوا.وأضاف في كلمة أذاعتها قناة العراقية الحكومية أنه يريد أن يقول للعراقيين إن الحرب مستمرة ضد المسلحين وأن قوات الأمن ما زال بمقدورها مواصلة المعركة وتحقيق النصر على الرغم من وجود خروقات هنا وهناك.وبددت الهجمات التي نفذت عن طريق تفجيرات انتحارية لشاحنات ملغومة حالة الشعور المتنامي بالاستقرار التي كانت تخيم على العراق بعد ستة أسابيع من انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية وتسليمها سلطة الأمن للقوات العراقية.وشكلت هذه الانفجارات ضربة للمالكي الذي يستعد للمنافسة في انتخابات عامة في يناير كانون الثاني المقبل وكان يرتكز في هذه المنافسة على انخفاض معدل العنف على مدار 18 شهرا الماضية وعلى ثقة الرأي العام العراقي في قوات أمنه.واحتفلت الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بانسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية باعتباره انتصارا على الاحتلال الأجنبي بعد ست سنوات من الغزو الأمريكي. وكانت خطة المالكي لإزالة معظم الجدران الساترة من التفجيرات خلال 40 يوما تعبيرا عن الثقة في قوات الأمن العراقية التي يقول منتقدوها أنها ليست مستعدة بعد لتولي المسؤولية.وأوضح زيباري بعد استدعائه الصحفيين إلى مبنى الوزارة حيث أدت شظايا الزجاج المتطاير جراء الانفجار إلى مقتل عشرات الأشخاص أن معلوماته تشير إلى وجود تعاون بين قوات الأمن والقتلة. وطالب بإجراء تحقيق “جاد ومسئول”.وأفاد زيباري الذي لم يقدم دليلا مباشرا على اتهاماته إن نقاط التفتيش والجدران الساترة من التفجيرات القريبة من الوزارة أزيلت بناء على “شعور كاذب” بالأمن. وكانت الجدران الساترة قد كومت خارج الوزارة تمهيدا لإعادتها إلى مكانها.وقال إن الأشياء تسمى بأسمائها وان على المسئولين العراقيين أن يتوقفوا عن إطلاق البيانات المتفائلة بلا داع وأن يقولوا للناس الحقيقة وان الحالة الأمنية شهدت تدهورا وربما كانت الأيام القادمة أسوأ.ويلقي العديد من العراقيين العاديين باللوم في التفجيرات على التنافس بين الكتل الشيعية قبل الانتخابات أو الى النزاعات المتفاقمة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية التي كانت تحكم العراق قبل الغزو والأقلية الكردية.وأشار الخبراء الامنيون إلى اللامبالاة وسوء التنظيم والتطاحن الداخلي في صفوف الجيش العراقي والمخابرات وقوات الشرطة كأسباب للسقطات التي سمحت للمتمردين بتنفيذ الهجمات.وتعهد المالكي بتطهير الشرطة والجيش من هؤلاء الموالين لجهات أو أحزاب أكثر من ولائهم للوطن.وكرر المالكي اتهامات الحكومة لتنظيم القاعدة والموالين للرئيس السابق صدام حسين وحزب البعث المحظور بتنفيذ هذه الهجمات وقال أن الجناة قد ألقي القبض عليهم.كما كرر المزاعم بأن دولا في المنطقة لم يسمها تسعى إلى إذكاء العنف في العراق.