يصاب المرء بالحيرة والذهول عندما يسمع بعض الأبواق الإعلامية المروجة لأفكار ودعوات العناصر الخارجة على القانون الداعية إلى الانفصال وفك الارتباط بين شمال اليمن و جنوبه والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م، وحجتهم في دعوتهم تلك أن هناك احتلالاً من شمال اليمن لجنوبه . و مثل هذا الطرح لا شك في انه يفتقد للموضوعية، وان من يروج له ليس إلا أعمى البصيرة والبصر لا يميز بين الحق و الباطل .. وتأكيداً على جهل مثل هذا الطرح الأبله تعالوا نعقد مقارنة بسيطة بعد الوحدة وقبلها من حيث التنمية ونشاط القطاع الخاص في المحافظات الجنوبية.. بالتأكيد أنه ليس هناك مجال للمقارنة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الوحدة اليمنية غيرت حياة اليمنيين خاصة في المناطق الجنوبية ونقلتهم نقلة نوعية تنفسوا في خلالها الصعداء وعرف الإنسان طعم الحياة المشرفة ومارس حرية الرأي والتعبير والديمقراطية دون وصاية أو رقيب وهو ما حرم منها زمناً طويلاً..فمنذ قيام الوحدة المباركة والتنمية في المناطق الجنوبية على قدم وساق.. المدارس تعمر والطرقات تشق وتسفلت والمستشفيات والمعاهد المهنية تبنى وتشيد.. والقطاع الخاص ينمو ويزدهر.. ورجال الأعمال الذين كانوا يستثمرون أموالهم خارج اليمن عادوا يستثمرونها في الداخل بكل حرية. إذا كيف تصير الوحدة احتلالاً ؟ وما هو الاحتلال بنظر هذه الأبواق الإعلامية المهرجة ؟ هل شق الطرق آلاف الكيلومترات، وربط المدن بعضها ببعض يعتبر احتلالاً ؟ هل دعم القطاع الخاص وتشجيعهم وتذليل كل الصعاب أمامهم وتوفير بيئة آمنة لاستثماراتهم هو احتلال؟ هل بناء الجامعات في عواصم المدن والكليات في المدن الصغيرة، وانتشار المعاهد المهنية والفنية و التقنية في كل مديرية هو احتلال ؟..هل إعادة تأهيل ميناء عدن بعد أن كان مدمراً احتلال ؟.. هل بناء موانئ جديدة احتلال ؟..هل بناء مدن سكنية لأصحاب الدخل المحدود يعد احتلالا!!؟ إذا لا عجب أن يصاب المرء بالدهشة والحيرة فعلا إزاء هذا الطرح العقيم الذي يروج له من في قلبه (مرض أو غرض)!! . وان دل علي شيء فإنما يدل على أن هؤلاء ومن سعى سعيهم ليسوا أسوياء طالما هم ينكرون الحقائق القائمة على الأرض ويكتمون الخير ويشيعون الشر و يغالطون أنفسهم قبل غيرهم، ثم يحاولون أن يصبوا الزيت على النار لزرع فتنة مناطقية بين الإخوة اليمنيين مستغلين صعوبة الأوضاع المعيشية التي يعاني منها كل أبناء اليمن في الجنوب والشمال فا لعالم بأسره يواجه ضغوطات اقتصادية وما اليمن بمعزل عن هذه الضغوطات . ورغم تلك المزاعم فإن ما يبعث على التفاؤل والأمل أن شعبنا اليمني من أقصاه إلى أدناه - وتحديدا إخوتنا في المحافظات الجنوبية- يميزون بين الغث والسمين.. بين الصدق والكذب، و لا يمكن أن تنطلي عليهم مثل هذه الدعوات الزائفة التي تعكس خواء أصحابها والمروجين لها.
هل بناء المدارس وتشييد الجامعات وشق الطرق احتلال ؟
أخبار متعلقة