مدن عربية وعالمية
طوكيو (بالـيابانية: وتعني العاصمة الشرقية) هي أكبر مدينة في الـيابان، تقع على الجهة الشرقية لأكبر الجزر الأربع للبر الياباني "هونشو"، وعلى الضفة الغربية لـ"خليج طوكيو" وبالقرب من مصب نهر "سوميدا" عاصمة اليابان منذ 1868 م، هي اليوم المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد.تم استيطان المكان الذي تحتله المدينة الحالية منذ "فترة جومون"، ثم أصبح من ضمن الأراضي الملكية (التابعة للإمبراطور) أثناء فترتي "نارا" و"هييآن"، سقطت المنطقة أثناء العصور الوسطى في أيدي المحاربين القادمين من السهول الشرقية المجاورة، أسس هؤلاء حكومة عسكرية في جنوبي "خليج طوكيو": في المكان المسمى "كاماكورا"، كان ذلك في نهاية القرن الـ12 م، ومنذ ذلك العهد أخذت المدينة اسمها الأول "إيدو" ومعناه "ميناء الخليج" (خليج طوكيو اليوم).أصبحت المدينة عاصمة الـيابان منذ بداية القرن الـ17 م، وعرفت عصرا مزدهرا أثناء "فترة إيدو"، واضمحل دور المدينة، لصالح "كيوتو" (العاصمة الإمبراطورية) ، إلا أن البلاط قرر أخيرا أن ينقل عاصمته إلى "إيدو"، وتم إعادة تسميتها إلى "طوكيو' (ومعناها العاصمة الشرقية).أخذت المدينة تتطور وأصبحت من كبرى المدن العالمية ، أثناء بدايات "فترة مييجي" أخذت المدينة القديمة تتحول، فاحتضنت كبرى الشركات، وأولى الجامعات في البلاد كما عرفت أولى النشاطات الصناعات، تحول مظهر المدينة عام 1870 م، عندما أقيمت الإنارة العمومية (كانت تعمل بالغاز) في شوارعها، وتم تشييد المحطة المركزية، كانت القطارات تنطلق منها إلى مدينة "يوكوهاما" ومن ثمة إلى سائر أرجاء البلاد، بعد عشرية (10 سنوات) من الزمن بدأت خطوط الترام تغزو شوارع المدينة، كما شرع في تشييد مباني حكومية جديدة ، وأنجزت أغلب هذه المباني بالحجر ووفق المخططات الغربية، غيرت هذه التحويلات وجه مركز المدينة القديم، ثم أصبحت شوارعها تضاء بالإنارة الكهربائية. مع حلول القرن الـ20 م، ازدادت "طوكيو" اتساعا و تكون حولها نسيج عمراني كثيف، واستغلت كل المساحات الشاغرة على امتداد الضفة الغربية لـ"خليج طوكيو"، ثم أخذت تبتلع أراض جديدة إلى الشمال والشرق ، تعرضت المدينة للدمارو الحرائق والهزات الأرضية التي دمرت العديد من أحياءها، ثم أتى الزلزل الكبير لعام 1923 م على أكثر من نصف مباني المدينة. بعد عشريتين (20 سنة) تسببت حملات القصف الجوية أثناء الحرب العالمية الثانية في مقتل أكثر من 100.000 شخص وتدمير كامل النسيج العمراني على امتداد 100 كلم².الا أنه تم اعادة بنائها في فترة زمنية سريعة وأخذت مباني جديدة ذات طراز معماري عصري تأخذ مكانها في الأحياء الحديثة، تتحدى هذه المباني بعلوها الشاهق الأخطار الطبيعية والزلازل، والا أن بعض سكان المدينة يعترض عليها لأنها تحجب عنهم رؤية "جبل فوجي" المقدس.