المناضل /علي صالح العوذلي بمناسبة مرور(17) عاما من الوحدة
لقاء / نعمت عيسى هو أحد مناضلي الثورة اليمنية المجيدة وأحد ضباطها إنه المناضل الوالد / علي صالح أحمد العوذلي من مواليد منطقة لودر محافظة أبين مطلع عام 1927م. له (13) من الأبناء (6) ذكور و (7) إناث ، في عام 1962م كان ضابطاً عسكرياً في أمن ( شبر ) برتبة ملازم ثاني ، وفي الخمسينات قام بتشكيل جمعية ( أبناء العواذل ) بهدف مقاومة الاحتلال البريطاني وكان موقع هذه الجمعية في مديرية ( المعلا ) وبعد مضايقات ومتابعات من قبل سلطات الاحتلال البريطاني قمنا بنقل مكتب الجمعية إلى منطقة ( القلوعة ) وكانت الجمعية تضم في إطارها حوالي ( 500) عضو مقسمين إلى مجموعات وكان يرأس الجمعية في ذاك الحين المناضل المرحوم / محمد عبدربه مسود والمناضل المرحوم / علي عبدالله . من أول نشاطات الجمعية كان البدء بهجمات ضد جنود الاحتلال وتنفيذ عمليات ضد الدوريات المتحركة لقوات الاحتلال وفي إحدى المرات في مدينة لودر مديرية (زاره) هاجمنا منزل الضابط السياسي للسلطات السياسية ، بمعني آخر إننا كنا مقاومة مبطنة الظاهر عسكر ورجال أمن الاحتلال ، من تم تحولت إلى الضالع في 1961م وكنت قائد سرية قوامها ( 95) فرداً وفي ذاك الحين قامت ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن سابقاً فتحرك فينا الحس النضالي وقابلنا قائد القوات المسلحة سابقاً / حسين العمري كانت لدينا معدات وسيارات وأسلحة وأجهزة اتصالات لتمكنا من التواصل فيما بيننا ، وتحولت المجموعة إلى صنعاء وبعد مرور أسبوع قابلنا المناضل عبدالله السلال وحملني مسؤولية سريتين ( 34 ، 35) وكانت تضم إفراداً من الجيش النظامي ومتطوعين وبعد مواجهات مع عناصر الإمامة استطعنا السيطرة على مركز ( الرايدة ، ديبي ) في خارج صنعاء من تم تقدمنا باتجاه منطقة صعدة وتوقفنا علي مشارفها وجاءت القوات المصرية معززة بالدبابات والمدفعيات ووفرت لنا الإسناد واستطعنا اقتحام صعدة التي كانت معقلاً للإمامة ، حينها حصلت خيانة من بعض الإفراد الذين كانوا في النهار جمهوريين وفي الليل غير ذلك يشنون علينا وعلى معسكرنا هجمات مما أدى إلى مقتل بعض الإفراد ولكن استطاعت القوات المصرية أن تسيطر على الموقف فاعتقلت بعضهم والآخرون سقطوا صرعى في هذه المواجهات بعدها طلب المناضل المرحوم / عبدالله السلال من القوات المصرية التي كانت مسؤولة علينا مقابلتي وذلك بحضوري إلى صنعاء وذلك بعد ما اكتشفنا مجموعة تقوم بنقل ( دمان ) روث ومخلفات البقر وتحتها ألغام مضادة للدبابات بهدف زرعها في طريق سير الدبابات المصرية وقد قمت بإبلاغ القوات المصرية بما رأيت التي نزلت على الفور إلى الموقع واكتشفت هذه الألغام مزروعة في الأرض وقبضت على الفاعلين وتم ترحيلهم إلى صنعاء وتكريماً للدور الذي لعبته في اكتشاف هذه المخططات عمل السلال على ترقيتي إلى ملازم أول واختارني ضمن الضباط المكلفين بحراسة القصر الجمهوري في تلك الفترة التي كان نائبة هو المناضل / عبدالرحمن البيضائي . وفي تلك الفترة استطعت بالتنسيق مع بعض الموثوقين من إخراج أسرتي من ( لودر ) التي كانت تتبع حينها سلطات الاحتلال البريطاني سابقاً وأحضرناهم إلى البيضاء التي تتبع النظام الجمهوري في الشمال وذلك حفاظاً على حياتي وحياة أفراد عائلتي من انتقام الجيش البريطاني الذي هدم منزلي وأهدر دمي ، فكنت أنتقل ما بين صنعاء والبيضاء في طرق شاقة ووعرة وعبر الجبال ، ففي تلك الفترة رزقت بمولودة وهي أول بنت بعد أربعة من الأولاد وأسميتها (صنعاء ) . فكانت هناك مناوشات في بعض المناطق والأطراف ولكنها لم تنجح في فت عضو النظام الجمهوري وفي الوقت نفسه بدأت الشرارة الأولى تنطلق في جنوب الوطن ، وقام السلال بتشكيل مجموعة من الضباط الجنوبيين الذين لهم علم بالطرق والمداخل المؤدية إلى ( عدن ) وكانت المجموعة تضم (15) ضابطاً وعدداً كبيراً من الجنود ، فكنا نهاجم القوات البريطانية ونعود إلى ( تعز ) . تواصل دعم ثورة سبتمبر الأم للمناضلين في ثورة 14 أكتوبر ومن ضمن المعارك الكثيرة التي شاركت فيها تعرضت في ( فخذ ) رجلي اليمني إلى شظايا القدائف التي كانت تطلقها قوات الاحتلال على جبهات القتال . فاستشهد مجموعة من المناضلين ، وشيئأ فشيئاً اشتدت المعارك وتوسع نطاقها حتى تحول الجنوب إلى جحيم لايطاق ، فرفعت بريطانيا الراية البيضاء وأنزلت العلم وغادرت ( عدن) في 30 نوفمبر 1967م وأعلن النظام الجمهوري في اليمن بأكمله شمالاً وجنوباً . [c1] وعند اكتمال حديثه سألناه ماذا بعد النضال الطويل فأجاب : [/c]الآن وقد بلغت من العمر 83 عاماً وبعد أن أصبحت الظروف المعيشية صعبة وكثر الأولاد والأحفاد فأني أناشد فخامة الأخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وبعد مرور ( 17 عاماً ) على الوحدة المباركة وبعد ما جدد الشعب ثقته فيه وانتخابه رئيساً لليمن من جديد فأنا أناشده أن يعيد رقمي العسكري وترقيتي إلى رتبة تتناسب مع الدور النضالي الذي قمت به والتضحيات التي قدمتها للوطن وذلك حتى أحصل على معاش تقاعدي يحسن من معيشتي لأن ما أحصل عليه الآن من إعانة أسر الشهداء يبلغ ألفي ريال شهرياً فهي والحمدلله لاتسمن ولاتغني من جوع .