الحدث.. المشكلة والحل
لقاءات / رينا شيخ سالم لم تحظ قضية الطفل الحدث منذ بروزها بالاهتمام الأمثل من قبل الدوائر الرسمية والمجتمعات المحلية التي تعنى بالطفل كونها القضية الاجتماعية الأصعب بما تحمله من آثار سلبية على الأسرة وأضرار اجتماعية وأخلاقية ترمي بثقلها على الطفل نفسه، على اعتبار أن هؤلاء الأطفال هم ممن تعرضوا للأذى أو وجدوا أنفسهم قد ارتكبوا جرائم أو عرضة للشبهات وتم وضعهم خلف القضبان.لكن يظل السؤال الأهم هو .. ما الحل؟ ما الذي ينبغي فعله تجاه هؤلاء الأطفال الأحداث؟ والذين يشكل تزايدهم يوماً عن يوم قلقاً للمجتمع على اعتبار أنهم كما يتصور البعض مجرمو الغد!!للإجابة عن هذا السؤال وأسئلة أخرى التقت الصحيفة بالأخت لولة سعيد علي ـ مديرة دار الأحداث للفتيان والأخت انتصار الدالي مديرة دار الأحداث للفتيات في عدن وخرجنا بالحصيلة التالية :[c1]الأسرة هي العامل الرئيس[/c] تقول الأخت لولة: يصل الطفل الحدث إلى الدار لعدد من الأسباب منها عندما يتعرض لأضرار كثيرة أهم أسبابها الأسرة بل هي السبب الرئيس في المشكلة فالأبوان مثلاً كل منهما يذهب وراء مصالحه الشخصية الأنانية وينسى أن له أولاداً ولابد من رعايتهم بالإضافة إلى التفكك الأسري أو غياب أحد الوالدين أو كليهما ولهذا يكون الطفل عرضة لارتكاب جرائم نتيجة لرفقاء السوء، الأصدقاء الذين يتأثر بهم وهذا لا يعتبر العامل الأساسي إلا أن الطفل إذا تربى وسط أسرة سليمة يجمعها الحب والمودة والرحمة والاهتمام برعاية الأبناء وتربيتهم التربية الحسنة فإنه ينشأ بعيداً عن الجريمة.[c1]إعادة تأهيل الحدث[/c] وقالت الأخت لولة سعيد علي مديرة دار الأحداث إن دار الأحداث التي أنشئت في مايو من العام 2000م بناء على قرار جمهوري بهدف إعادة تأهيل الأطفال الأحداث الذين لديهم جرائم عديدة مثل السرقة وشرب الخمر والعصيان .. وغيرها ويضم حوالي 260 طفلاً حدثاً .وأضافت: لهذا يأتي إلى الدار الطفل في حالة نفسية صعبة جداً وتبدأ الدار رحلتها مع هذا الطفل لمعالجة حالته النفسية والتعرف على وضعه النفسي ورفع تقرير بذلك ومن ثم محاولة إدماجه في المجتمع الجديد وتعليمه اكتساب خبرات ومهارات جديدة وعلى النظام الموجود وكذا تعليمهم الصلاة والقرآن الكريم وكيفية التعامل مع زملائهم في الدار، ويبدأ برنامجه من الساعة الخامسة والنصف صباحاً إلى ما بعد صلاة العشاء حيث يبدأ في الصباح بصلاة الفجر ومن قراءة القرآن الكريم ومن ثم التسخين والجري ونظافة العنابر والاستعداد لليوم الدراسي الذي يتعلم خلال ست حصص وبعد الظهر يؤدون صلاة الظهر ، يتناولون وجبة الغذاء ويتم بعدها إعداد برنامج قدرات الأطفال إلى صلاة العشاء ثم يتناولون وجبة العشاء يذهبون إلى النوم وهكذا ..[c1]تفعيل قدرات الأطفال [/c]* إذاً ما هي الجوانب التي يركز عليها الدار مع الطفل الحدث؟- هناك جوانب عديدة مثل الجانب الغذائي الذي يهتم هناك بصحة الطفل وجانب تعليمي في حقوق محو الأمية خصوصاً لدى الأطفال الذين يتحلون بالذكاء فتقوم الدار بإلحاقهم بالدراسة في صفوف دراسة والبعض الآخر يتم إلحاقهم بصفوف محو الأمية وجانب توعوي يقوم بتوعية الأطفال بمحاضرات قانونية إرشادية سلوكية وتوعوية صعبة ومحاضرات دينية إلى جانب قدرات الأطفال من خلال اكتساب الأطفال لمهارات وحرف متنوعة -يستفيد منها وإدخالهم في مسابقات فكرية ورياضية والعمل لهم رحلات مرة في الشهر وعمل لهم زيارات لمعالجة الصعوبات التي تعيق الدار. [c1]افتقار دار الحدث للفتيات للورش المهنية [/c]وقالت الأخت/ لولة سعيد أن الدار تواجه صعوبات كثيرة منها أن الطاقم العامل منذ سنوات هو طاقم متطوع وان الدار تعمل بميزانية شحيحة لأي غرض كما أن الدار تفتقر لوجود ورش عمل مهنية والتي يمكن أن تساعد الأطفال على إكسابهم المهن التي تناسبهم.وطالبت الجهات المهنية بضرورة العمل على ترميم الدار الذي يعاني وجود الأرضة إلى جانب تداخل كميات المياه التي تنذر بكارثة حدوث تماس كهربائي لاسمح الله.[c1]دار الأحداث للفتيات[/c] وانتقلت الصحيفة إلى دار الأحداث للفتيات حيث التقت مديرة الدار الأخت/ انتصار الدالي ووجهت إليها السؤال التالي.* من هن بنات الدار؟بنات الدار هن بنات خارجات عن القانون لكن اغلب قضاياهن قضايا اجتماعية اغلبها تعرض للانحراف سرقة حاجات قليلة و السبب الرئيسي في انحراف الفتاة يعود إلى الأهل لعدم مراعاتهن مراعاة سليمة ولعدم زرع المحبة والمودة والرحمة والأمان في داخلهن ولعدم تعليمهن أشياء كثيرة.ماهو دور الدار مع الفتيات هي تعليمهم الصلاة وقراءة القرآن وبعد كذا حلقات دينية «الوازع الديني» حلقات توعوية ارشادية صحية وأيضاً تعليمهم الكمبيوتر ومن ثم تعليمهم الزراعة «البستنة» وتعليمهم على النظم في الأكل والشرب والصلاة واشياء كثيرة يعني أخذ كورس كامل على نظام الدار وكيفية التعامل مع زميلاتهن من الفتيات في الدار.[c1]الاحتياج النفسي للفتاة [/c]* ماهو دور الاختصاصية الاجتماعية والنفسية؟- يتم عرض الفتيات على الاختصاصية الاجتماعية والنفسية لأنها في الأول تأتي إلىالدار و حالتها النفسية تكون صعبة جداً لتحاول تهدئتها وتتعرف من خلالها ماهو الاحتياج النفسي لها هل هي محتاجة إلى تعليم أوهل لديها رغبة فتعلم حرفاً أخرى مثلاً الخياطة أو التطريز يعني من خلال التقرير عنها يمكن التعرف على احتياجها لكي لا تقع في أي مشكلة مع الدار نحاول تهدئتها ونغرس فيها الإستقرار والحب والأمان تجاه محيطها حتى نجد ما هو مناسب لها .[c1]أمنية [/c]وأشارت الأخت انتصار إلى ضرورة إنشاء دار رعاية لإلحاق الفتيات اللاتي لم يستلمهن أهلهن أو ينهوين عقوبتهم من عمر (17/ 18/ 19) لهذا يلجأ إلى الشارع.وتمنت أيضاً أن يكون للطاقم الوظيفي الذي يعمل في الدار درجات وظيفية من الوزارة وأن تنتظر بعين الرحمة إلى هؤلاء الفتيات ومحاولة الأهل تجنب بناتهم من مصادقة أصدقاء السوء.