في السابع والعشرين من الشهر الجاري حلت الذكرى الأولى للمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني وحكومته في غزة في 27 / 12 / 2008م. في ذلك اليوم الأسود استخدم الاحتلال أحدث الأسلحة في عملية قصف مدفعي وصاروخي مستخدماً طائرات F16 والاباتشي والتي سبقت اجتياحه البري للقطاع ، وما أعلنه الناطق الرسمي لجيش الاحتلال أن عشرين ألف جندي ما عدا الاحتياط شاركوا بهذا العدوان ، وفي أول عملية قصف سقط 225 شهيداً .كان ذلك اليوم من أكثر الأيام دموية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ورغم كل النداءات الدولية لوقف العدوان ، لم يكترث الصهاينة وواصلوا عدوانهم حتى اليوم الثالث والعشرين وفي يوم 12 يناير 2009م أعلنوا عن انسحابهم من غزة بعد أن وصل عدد الشهداء إلى 1150 وأكثر من 5190 جريحاً.اليوم ونحن نعيش ذكرى هذه المذبحة ، تتكشف الكثير من الحقائق التي تغاضى عنها الرأي العام العالمي ، وأنكرتها حكومة الكيان الصهيوني ، جاء تقرير غولدستون ليفضح جرائم قادة هذا الكيان ويطالب بالتحقيق معهم ومعاقبتهم وهذا شكل إحراجاً كبيراً لهم وحاولوا وما زالوا الالتفاف على هذا التقرير بحيث يصبح كغيره من التقارير التي سبقت في أدارج مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة. اليوم ونحن نعيش هذه الذكرى نسأل أنفسنا نحن في الفصائل الوطنية والمسلمة الفلسطينية ، ماذا فعلنا خلال هذا العام من أجل إنهاء الانقسام ، وماذا فعلنا للرد على هذا العدوان ، وهل يجوز لنا أن نبقى على هذا الحال لماذا لا نعلو فوق كل الجراح ونفتح صفحة جديدة عنوانها الوحدة الوطنية ؟ .نعيش هذه الذكرى والقدس تهود على مرأى العلم العربي والإسلامي دون رادع ، ودون خطوات عملية توقف هذا التهويد من قبل الغيورين على المقدسات.نعيش هذه الذكرى والمستوطنات تزداد وعلى قدم وساق رغم كل الدعوات والأمنيات للسيد زعيم البيت الأبيض ، والذي لم يفلح حتى في تجميدها بعد أن تراجع في مطالبته بوقفها وخفض السقف إلى التجميد.نعيش الذكرى و الأرض والمياه تنهب في الضفة الغربية والحصار يشتد في قطاع غزة والجدار الفولاذي المنتظر يتوعدها بمزيد من الموت لأهلها.نعيشها والاحتلال ضرب كل اتفاقات ومبادرات السلام التي أقرتها السلطة واحترمها العرب وتعاطوا معها بشكل إيجابي وقدموا التنازلات اللازمة والمطلوبة من دون أن يعيرها الصهاينة أي اهتمام .هديتنا لشعبنا الفلسطيني في هذه الذكرى أن نطلق سراح كل المعتقلين السياسيين في سجون غزة والضفة وفوراً.هديتنا أن نلتقي على طاولة الحوار الوطني ونصنع وحدتنا من دون شروط ، وأن نتذكر أن تناقضنا الرئيسي مع العدو الصهيوني ومن يدعمه، وأن المستفيد الوحيد من الانقسام هو هذا الكيان الذي ارتكب مجازر غزة.علينا أن نتذكر أن حكومة الاحتلال الحالية جاهزة أكثر من الحكومة السابقة لارتكاب مجازر أبشع في غزة ، وأن تكرر العدوان وفي أي وقت، تعالوا وقبل فوات الأوان لنوحد الصف ولنفك الحصار عن غزة.
الذكرى الأولى لمجازر غزة
أخبار متعلقة