جنود بنقطة تفتيش على طريق يربط بين وزيرستان الجنوبية و ديرا اسماعيل خان أمس الأحد
بيشاور- إسلام أباد (باكستان) / 141كتوبر/ رويترز:أعلن الجيش الباكستاني أمس الأحد أن 60 متشددا وخمسة جنود قتلوا في وزيرستان الجنوبية منذ بدأ هجومه على الإقليم الواقع على الحدود مع أفغانستان أول أمس السبت.وأفاد الجيش في بيان صدر أمس الأحد «في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة وردت أنباء عن مقتل 60 إرهابيا في العملية.»وقد تبادلت القوات الباكستانية إطلاق النار الكثيف مع متشددي حركة طالبان أمس الأحد بعد يوم واحد من شن هجوم طال انتظاره بهدف بسط سلطة الدولة على المناطق القبلية الواقعة على الحدود الأفغانية.وقال الجيش ان 60 متشددا وخمسة جنود قتلوا في وزيرستان الجنوبية منذ بدأ هجومه على الإقليم يوم السبت. وأضاف أن الجنود كانوا يعملون على تأمين المنطقة بينما كان بعض المتشددين يفرون.ولم يتسن على الفور التحقق من عدد القتلى بين المتشددين من مصدر مستقل.ويأتي الهجوم على معقل المتشددين في وزيرستان الجنوبية بعد سلسلة من هجمات المتشددين في مناطق مختلفة من البلاد من بينها هجوم على مقر الجيش قتل فيه اكثر من 150 شخصا. ويقاتل نحو 28 ألف جندي ما يقدر بنحو عشرة آلاف من مقاتلي حركة طالبان من بينهم نحو ألف مقاتل من الاوزبك وبعض أعضاء تنظيم القاعدة من العرب بعد تطويق منطقة المتشددين والتقدم فيها من ثلاثة اتجاهات.وأتيحت للمتشددين عدة سنوات لإعداد دفاعاتهم في أراضي الجبال القاحلة والغابات المتناثرة بجانب الروافد الناضبة والوديان.ويؤكد الجيش انه طوق المتشددين في منطقتهم الرئيسية وهي قطعة من الأرض في شمال وزيرستان الجنوبية وان الجنود المدعومين من الطائرات والمدفعية يهاجمون من الشمال والجنوب الغربي والجنوب الشرقي.وأفاد مسؤولو مخابرات وسكان أن القوات الحكومية التي تضغط على المتشددين قادمة من الشمال تشتبك مع المتشددين في بلدة نواز كوت.وقال جول نواز وهو أحد سكان القرى ويعيش قرب نواز كوت «وقع إطلاق كثيف للنار حتى منتصف الليل وفي الصباح رأيت دبابات تصل وكانت طالبان تطلق قذائف صاروخية.»وسبق أن شن الجيش هجمات هناك لم تستمر طويلا وكان أولها عام 2004 عندما مني بخسائر كبيرة قبل أن يوقع اتفاق سلام. مسؤولو أمن أكدوا أن جنودا يتقدمون من الجنوب الغربي لاقوا مقاومة شديدة لدى محاولتهم اقتحام بلدة خايسورا التي تسيطر عليها طالبان في وقت مبكر امس الأحد.وصرح مسؤولون بأن قوات الامن سيطرت على معقل لطالبان في سبينكاي راجزاي يوم السبت بعد انسحاب المتشددين من تحصيناتهم ولجوئهم الى الجبال المجاورة. لكن متحدثا باسم طالبان قال انهم يصدون الجيش وتعهد بشن هجمات على مؤيدي الرئيس الامريكي باراك أوباما.أعظم طارق المتحدث باسم طالبان أكد «أنهم يحاولون دخول أراضينا من كل الجوانب ولكننا صددنا هجومهم وتكبدوا خسائر شديدة.» وأضاف أن أحد أفراد طالبان قتل وأصيب ثلاثة.وأردف قائلا «لقد عرضت الحكومة سيادة البلاد للخطر لإرضاء أوباما ... سنهاجم أنصاره في كل مكان.»وفي اظهار للوحدة قبل الهجوم البري اعطى مسؤولو الحكومة وزعماء الاحزاب السياسية يوم الجمعة دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال التمرد.وتواجه باكستان التي تتمتع بقدرة نووية ضغوطا أمريكية لشن حملة على التشدد الإسلامي في الوقت الذي يبحث فيه اوباما تعزيز عدد القوات التي تقاتل في أفغانستان المجاورة.وفر الكثير من أفراد القاعدة وطالبان إلى شمال غرب باكستان بعد أن أطاحت قوات بقيادة أمريكية بحركة طالبان من السلطة في كابول عام 2001 وأصبحت المنطقة مركزا للتشدد الإسلامي.وقد يكون هذا الهجوم أصعب اختبار للجيش الباكستاني منذ أن انقلب المتشددون على الدولة وهناك آمال في أن تظل فصائل طالبان الأفغانية في أماكن أخرى في وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية بعيدة عن القتال.وأكد الجيش أن ما يصل إلى 100 ألف مدني فروا من وزيرستان الجنوبية تحسبا للهجوم في حين أشارت الأمم المتحدة إلى أن 500 شخص يغادرون المكان يوميا.