[c1]بقلم ليلى عثمان*[/c]اذا كنت في ابعد مكان من هذا الكون وفتحت الراديو، فانسابت اغنية عربية لمطرب او مطربة فانك على الفور ستقول .. هذا عبدالوهاب، تلك ام كلثوم، هذا فريد الاطرش تلك اسمهان، هذا كارم محمود، تلك شادية، هذا عبدالحليم ، تلك هدى سلطان، لامجال للشك لديك بتلك الاصوات، ذلك لانها لاجيال لاتنساها الآذان ، ولاتخطئها الذاكرة رغم مرور السنوات، والسبب انها اصوات متميزة، لكل صوت شخصيته ورنينه الخاص، اصوات قوية معبرة، صادقة لاتتشابه ابدا، ورغم رحيل الكثير منها، الا انهم مازالوا يطربوننا ويحركون وجداننا وينعشون ذكرياتنا، فقد ارتبطت اغنيتهم بتواريخنا وحين يرحل صوت من هذه الاصوات نتألم، ونأسف ان لااصوات جديدة تعوضنا عن تلك التي ترحل . . من منا لايتذكر صوت لور دكاش التي غنت (آمنت بالله)، ورجاء عبده التي غنت (البوسطجية اشتكوا)؟ وعبدالعزيز محمود (منديل الحلو)؟ ومحمد امين (نور العيون ياشاغلني)؟ وعبدالغني السيد(وله ياوله)؟ من ينسى محمد فوزي وصوت ليلى مراد .. وغيرهما؟ من الذي بقي من تلك الاصوات الشجية الاصيلة؟ بقيت سعاد محمد، نجاح سلام، ونجاة الصغيرة، ووردة الجزائرية، وبعض من اعتزلن مثل شادية وهدى سلطان، ولكن اين الملحنون من هذه الاصوات النادرة .الملحنون اليوم مشغولون بالاصوات (الشبابية) وما هي الا مزيج من (كأكأة الدجاج) و(انكر الاصوات) فالرجال تغلب على أصواتهم الأنوثة، والبنات تخرج أصواتهن »يا دوب« تقول الآه، هكذا أصبح المطربون والمطربات اليوم، الطنين واحد، الموديل واحد، الأغاني مجرد صراخ، تصفيق ، الآت تزعق لتخفي سوء الأصوات، ولايمكن أن كنت في »جزر واق واق« واندلعت أغانيهم أن تقول.. هذا صوت فلان أو فلانة، قليلون هم الذين يملكون الموهبة وتتميز أصواتهم وتعشقها الأذن، نجوى كرم، هاني شاكر، ملحم بركات، علي الحجار، أصالة، رجاء بلمليح، ماجدة الرومي، راغب علامة وغيرهم قلة قليلة.لقد ابتلينا مع الأسف بما يسمى بالأغنية الشبابية لكنها أغان لاتخدم الشباب بقدر ما تضيع أذواقهم وتنحدر بمستوى الكلمة التي زخرت بها أغاني زمان، كلمات أغاني اليوم تجعلك تضحك من القهر، أو تقرف لدرجة أن تغلق جهاز التلفزيون وأنت تتمنى لو تدس صخرة أو عقرباً في فم المطرب أو المطربة ليختنق إلى الأبد ، وأحياناً كثيرة تنكشف هشاشة تلك الأصوات حين تجري معهم مقابلات تلفزيونية وتطلب منهم مقدمة البرنامج نماذج لبعض أغانيهم فتجدهم يتهربون ، أما بحجة »واللّه عندي برد« أو »مافيش مزيكة« واذا اضطروا وغنوا بان خراب الصوت.وما ينطبق على مطربي ومطربات الأمس واليوم، ينطبق أيضاً على ممثلات وممثلي اليوم، ولاتزال أفلامنا العربية القديمة تؤكد ذلك.هل الأدب هو الآخر برئ من هذه الظواهر الغريبة؟ لن نبرئ أحداً فالزيف يطفو على السطح كتاب تطبل لهم أحزابهم فيشتهرون كاتبات تشفع لهن قامتهن »وتذييل« عيونهن شاعرات والعياذ باللّه يكتبن ولاتزال روائح نومهن تفوح وينتشر زكام الكلام الهابط، شعراء »يشعرون بمغص« يخربشون أي كلام بأعواد الأسنان، فيجدون اسماءهم تتصدر المجلات وتدخل ضمن المعاجم.هذا زمان القهر ما الذي سنتركه من تراث أدبي وفني للأجيال القادمة كما تركت لنا الأجيال القديمة؟ لن يجدوا غير الذي سيعلنون به زمنا تعبت الأمة فيه عن إنجاب المواهب.*[c1]أديبة كويتية
|
رياضة
أصوات .. ترحل !!
أخبار متعلقة