واشنطن / 14 أكتوبر / رويترز:في زيارة تعد الأولى إلى المملكة العربية السعودية يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الأسبوع المقبل لمحاولة نيل تأييده فيما يتعلق بالأزمة النووية مع إيران ولإحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض يوم أمس الأول الثلاثاء إن أوباما سيزور الرياض في الثالث من يونيو حزيران في إضافة مفاجئة لرحلته التي تستغرق ثلاثة أيام إلى مصر وألمانيا وفرنسا.والسعودية وهي اكبر مصدر للنفط في العالم حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة ولها دور رئيسي محتمل في مساعي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي أعلن أوباما أنه يحتل أولوية في السياسة الخارجية لحكومته.وتؤيد حكومة أوباما مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 وهي اقتراح وضعته السعودية ويعرض على إسرائيل تطبيع العلاقات مع كل الدول العربية في مقابل انسحاب كامل من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية والتوصل إلى “حل عادل” لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين.ورفض جيبز فكرة أن زيارة السعودية أضيفت إلى رحلة أوباما لإقناع الدول العربية بالقيام بلفتات مصالحة نحو إسرائيل.وقال “الرئيس يعتقد أنها فرصة مهمة لمناقشة مسائل مهمة مثل السلام في الشرق الأوسط لكنها (الفكرة) لم تولد من شيء محدد.”ودحض جيبز في الأسبوع الماضي تكهنات بأن أوباما سيستغل الخطاب الذي طال انتظاره والذي يوجهه للعالم الإسلامي ومن المقرر أن يلقيه في مصر في الرابع من يونيو حزيران للكشف عن مبادرة خطة سلام جديدة في الشرق الأوسط.
العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز
وأجرى أوباما محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأسابيع الأخيرة في إطار مساع لاستئناف خطوات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة وسيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض يوم غد الخميس.وتأتي الزيارة في وقت يسعى أوباما لبناء تحالف يضم البلدان الإسلامية المعتدلة للضغط على إيران لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي تخشى واشنطن أن يكون ستارا لصنع أسلحة نووية.ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل العرب في مارس آذار إلى الاتفاق على كيفية مواجهة البرنامج النووي الإيراني الذي تصر طهران أن الغرض منه سلمي لتوليد الكهرباء.وبذلت إدارة أوباما جهدا كبيرا لطمأنة السعودية على أن مساعي واشنطن للتفاهم مع إيران بالطرق الدبلوماسية لن تؤثر على العلاقات الثنائية.وطرحت الولايات المتحدة فكرة إرسال محتجزين يمنيين في معتقل جوانتانامو الذي يقول أوباما انه سيغلقه بحلول يناير كانون الثاني المقبل إلى السعودية لان الرياض لديها برنامج لإعادة تأهيل المتشددين.والسعودية ضمن أكبر 15 شريكا تجاريا للولايات المتحدة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 67.3 مليار دولار تعادل نحو اثنين بالمائة من إجمالي الصادرات والواردات الأمريكية.وصدرت السعودية إلى الولايات المتحدة ما قيمته 54.8 مليار دولار من النفط وعدد قليل من السلع الأخرى عام 2008 بينما استوردت بضائع أمريكية بقيمة 12.5 مليار دولار.