إعداد / محمد الدبعي عدم كفاية الغذاء والمرض وجهان لعملة واحدة. فسوء التغذية يؤدي إلى ضعف مقاومة الجسم للمرض: والمرض يزيد من حالة سوء التغذية، وباستمرارهما تستمر المشكلة ويزداد الوضع سوءاً .وما يهمنا في موضوع سوء التغذية، جانبان بارزان من العيار الثقيل يكثر شيوعهما لدى الأطفال والأمهات الحوامل والمرضعات، ألا وهما عوز الحديد ونقص اليود.[c1]أساس المشكلة [/c]الجهل بأسس التغذية الصحيحة وأهمية القيمة الغذائية للأطعمة المحلية المختلفة وما يترتب عليه من سوء الاختبار والإعداد غير السليم للأطعمة.بما يدع الجسم عرضة لشكل أو لأكثر من أشكال سوء التغذية ،مثل:-نقص الوزن الطبيعي للجسم.النحافة والهزال.قصر القامة لدى الأطفال. فقر الدم (نقص الحديد).تضخم الغدة الدرقية (نقص اليود) العشى الليلي (نقص فيتامين (أ)) ويكفي نقص عنصر واحد على الأقل من عناصر المجموعات الغذائية الثلاثة الأساسية في تكوين الغذاء المتوازن للتعرض لمرض من أمراض سوء التغذية والتي تشمل : أغذية الطاقة، مثل (الحبوب ومنتجاتها- الزيوت- السكريات).أغذية النمو، (كاللحوم بأنواعها- الألبان ومنتجاتها- البقوليات).أغذية الوقاية، مثل (الخضروات- الفواكه) [c1]الشريحة الأوسع [/c]تشير الدراسات إلى أن الأطفال الصغار الأكثر عرضة لسوء التغذية، تليهم النساء الحوامل والمرضعات. فالطفل مثلاً في حالة نمو وتطور متسارع بحاجة إلى رضاعة طبيعية خالصة من الأم تبدأ من بعد الولادة مباشرة وحتى الشهر السادس.ثم مع نهاية الشهر السادس وحتى بلوغه من العمر عامين كاملين يظل بحاجة أيضاً إلى عناصر غذائية متكاملة من المجموعات الغذائية الثلاث، إلى جانب حليب الأم. أما الأم الحامل، فتجعل بداخلها جنيناً ينمو نمواً يحتاج إلى عناصر غذائية هامة تفي وتلبي احتياجاته لا تصل إليه إلا بواسطة أمه. فضلاً عن أن الأم تحتاج إلى تعويض العناصر الغذائية التي يستهلكها نمو الجنين. المرضعات أيضاً بحاجة إلى عناصر غذائية كافة لدعم مخزون جسمهن ومدهن بالعناصر الغذائية اللازمة لإنتاج الحليب لأطفالهن الرضع. فقر الدم عوز الحديد (فقر الدم) هو أكثر أنواع فقر الدم شيوعاً بين الحوامل والمرضعات وكذلك الأطفال وأسبابه كثيرة مثل :-- عدم تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد، وكذلك الأغذية الغنية بفيتامين (ج) الذي يساعد على امتصاص الحديد.- الجهل بأسس التغذية السليمة.- سوء امتصاص الحديد يسبب شرب الشاي أثناء الأكل أو عقبه مباشرة. - الإصابة ببعض الطفيليات.وتبدو لدى من يعاني من عوز الحديد وفقر الدم الناتج عنه أعراض وعلامات واضحة، مثل :-- شحوب الجلد والغشاء المخاطي للفم والعينين وتحت الأظافر.- حدوث تغيرات في اللسان والفم واطراف الأصابع.- ازدياد ضربات القلب .- تورم في القدمين.- زيادة احتمال حدوث العدوى.حيث تتم الوقاية من عوز الحديد من خلال تناول الأغذية الغنية بعنصر الحديد والتي نحصل عليها من مصادر حيوانية، مثل (اللحوم الحمراء- الكبد- صفار البيض) . كذلك من مصادر نباتية (كالخضراوات الورقية الداكنة اللون- الفول- العدس- الحبوب- التمر- الدقيق- المدعم بالحديد). [c1]عوز اليود [/c]اليود هو ذاك العنصر الضروري لجسم الإنسان والحيوان والذي تحتاجه الغدة الدرقية للإنسان لإنتاج هرمون (الثيروكسين) الضروري والأساسي لنمو وتطور الدماغ والجهاز الهضمي. ونقص اليود في الجسم أساساً ناتج عن نقص هذا العنصر في الغذاء الذي نتناوله، فالمعلوم أن البحار الممولة الوحيدة للتربة بهذا العنصر الغذائي الفريد والوفير في الأسماك والأطباق البحرية أيضاً.. هذا يعني أن التربة في المناطق العالية تفتقر كثيراً لليود، وبالتالي لا وجود له في الخضراوات التي تزرع فيها. وعوضاً لهذا النقص يجب تناول الأغذية المحتوية على هذا العنصر، مثل الأسماك والملح المضاف إليه اليود.وأهم ما يقود إليه عوز اليود من عواقب لدى الكبار إسقاط الحمل، وفي المراحل المتأخرة ظهور تضخم في الغدة الدرقية.أما بالنسبة للأطفال فقد تقود إلى :-- وفاة الطفل الرضيع- التخلف العقلي- قصر القامة- انخفاض مستوى الذكاء أو إلى تخلف عقلي في بعض الأحوال.بالتالي يمكن اللجوء إلى عدد من الإجراءات للوقاية من هذه المشكلة عبر :- - تشجيع الأسر على استهلاك الملح المضاف إليه مادة اليود.- تناول الأسماك مرة إلى مرتين في الأسبوع.- التعرف ملياً على علامة الملح المضاف إليه اليود. [c1]نصائح في الغذاء[/c]من المهم جداً اتباع مجموعة من الإرشادات في انتقاء الأغذية وعند تحضير وطهي الأطعمة المختلفة وعند تناولها بالشكل الذي يحفظ لها مقوماتها وفوائدها الغذائية وضمان انتفاع أفرد الأسرة منها، من خلال:-- الإكثار من تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف لتجنب الكثير من الأمراض المتعلقة بالغذاء.- تجنب تقشير الخضراوات، وكذا الفواكه ذات القشور غير السميكة- ما أمكن- للحفاظ على كامل عناصرها الغذائية المهمة والمفيدة للصحة.- استعمال مرق الطبخ وعدم التخلص منه.- تجنب تكرار تسخين الأطعمة كي لا يعمل على إضعاف قيمتها وفوائدها الغذائية.- إضافة الملح عند نهاية عملية الطبخ وليس قبلها.- الطبخ بأقل كمية من الماء مع بقاء الوعاء مغطى والنار هادئة.- الابتعاد عن التدخين.- الإقلال من الأطعمة المالحة والمدخنة والمخللة والمقلية بالزيت لأكثر من مرة لأن الدراسات أظهرت أن الإكثار من هذه الأغذية لفترة طويلة له علاقة ببعض أنواع السرطان، الخبز الأسمر «خبز القمح من النخالة» أفضل من الأبيض / خبز الدقيق الأبيض «الروتي»، لأن الخبز الأسمر غني بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف.ـ إعداد وجبات غذائية متوازية تحتوي على نوع واحد أو أكثر من كل مجموعة من المجموعات الغذائية الثلاث المذكورة سلفاً.ـ تناول الأطعمة الطازجة أفضل من الأطعمة المحفوظة والمعلبة لخلوها من المواد المضافة.ـ تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «c”، مثل البرتقال والليمون والجوافة مع الأطعمة الأخرى الغنية بالحديد الذي يمتصه الجسم ويحميه من الإصابة “بالأنيمياء”.ـ من غير المفيد شرب الشاي أثناء أو بعد تناول الطعام مباشرة كونه يعمل على عرقلة امتصاص الحديد من الغذاء ما يؤدي إلى الإصابة “بالأنيمياء”.ـ تناول منتجات الحبوب مع البقوليات، كالفول أو الفاصوليا أو العدس يرفع من القيمة الغذائية لبروتينات الحبوب والبقوليات معاً ويجعلها قريبة من البروتينات الحيوانية في قيمتها.ـ تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، كالحليب ومنتجاته منذ الصغر يعمل على الحماية من وهن العظام عند الكبر.وأخيراً .. مزاولة الرياضة أو المشي يومياً لمدة “30 ـ 60 دقيقة” مع غذاء متوازن، مردوده عظيم على الصحة يكفل الجسم استفادة جيدة من الغذاء تحفظ له عافيته، ومن ويلات الأمراض تقيه وتصونه.
لماذا الحوامل والمرضعات والأطفال الصغار الأكثر عرضة لسوء التغذية ؟
أخبار متعلقة