رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان في اجتماع بأنقرة
اسطنبول /14 أكتوبر/ رويترز:يذهب الأتراك إلى صناديق الاقتراع مرتين في الأشهر الاثني عشر القادمة للادلاء بأصواتهم التي ستحدد مسار الإصلاح في دولة تتمتع بانتعاش اقتصادي قوي لكنها ما زالت تعاني من مشاكل داخلية مستعصية.وسيكون استفتاء 12 سبتمبر على اصلاحات دستورية تدعمها الحكومة بمثابة مؤشر على ما تنطوي عليه الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها بحلول يوليو تموز 2011 من احتمالات.في الوقت نفسه يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تحدي التعامل مع تصاعد أعمال العنف من قبل الانفصاليين الاكراد وتوترات خلفتها تحقيقات أجرتها المحكمة في مؤامرات مزعومة بدعم من الجيش للاطاحة بحكومته.في ما يلي بعض المخاطر الرئيسية التي تجدر متابعتها:[c1]معركة الإصلاحات الدستورية[/c]بدأت تسخن الدعاية للاستفتاء. واستفادت الحكومة من قرار المحكمة الدستورية برفض طعن من المعارضة في الاصلاحات.ويقول اردوغان ان حزمة الاصلاحات التي قدمها التي تتكون من 26 مادة ستجعل تركيا اكثر ديمقراطية واكثر تماشيا مع الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي الذي تحاول الانضمام اليه.وتصور المعارضة الاستفتاء على أنه تصويت بالثقة على حزب العدالة والتنمية الذي قد يفقد هيمنته قبل الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في يوليو تموز القادم. ويشير استطلاع للرأي الى نتائج متقاربة في الاستفتاء وهو ما سيقلق المستثمرين.وتشمل الاصلاحات تعديلات في طريقة انتخاب كبار القضاة واجراءات تسمح بمحاكمة أفراد من الجيش امام المحاكم المدنية.وتقول المعارضة ان التغييرات تهدف الى احكام حزب العدالة والتنمية سيطرته على السلطة وتعيين قضاة متعاطفين مع الحزب.كما سعت الى خطف مبادرة الاصلاح من أردوغان من خلال اقتراح بتعديل قانون سن قبل 75 عاما ينص على أن الجيش هو حامي حمى الدولة والذي استغل لتبرير انقلابات سابقة.واذا جاءت نتيجة التصويت بالموافقة على الاصلاحات فانها ستعطي للحكومة دفعة قوية قبل الانتخابات العامة بينما سيؤدي التصويت بالرفض الى وضع الاصلاحات محل شك ويذكي الارتباك السياسي ويؤدي الى زعزعة استقرار الاسواق.وعلى الرغم من كل المشاكل السياسية ساد شعور بالثقة الاسواق التركية. وبلغ مؤشر بورصة اسطنبول مستويات قياسية وسجلت عائدات السندات أدنى مستوى في تسعة اشهر أواخر يوليو تموز. ولم تضعف عملة الليرة كثيرا امام الدولار مثل ما حدث لعملات شركاء تجاريين كبار وهو ما قد يعوق التصدير.[c1]ما تجدر متابعته:[/c]- ستشكل نتيجة الاستفتاء المناخ السياسي لانتخابات العام القادم وتحدد الاتجاه للمستثمرين.- قد يغري فوز ساحق في الاستفتاء رئيس الوزراء التركي بالدعوة الى انتخابات مبكرة لكن الهزيمة لن تعجل بالضرورة بالدعوة الى هذه الانتخابات.[c1]التشكك بشأن موعد اجراء الانتخابات[/c]استمرت التكهنات على الرغم من نفي اردوغان اي خطة لاجراء انتخابات مبكرة.وانتعش حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي بانتخاب زعيم جديد هو كمال كيليجدار اوغلو في مايو ايار. وتظهر استطلاعات الرأي في الاونة الاخيرة تراجع الدعم لحزب العدالة والتنمية.بل أظهر استطلاع للرأي مؤخرا تقدم حزب الشعب الجمهوري من حيث الشعبية. وعلى الرغم من التشكك في نتائج الاستطلاع فانه أثار شكوكا حول ما اذا كان حزب العدالة والتنمية سيحتفظ بحكمه المنفرد الذي يتمتع به منذ عام 2002.ويستطيع حزب العدالة والتنمية أن يحصد كل مزايا التعافي القوي من الانكماش الاقتصادي الحاد الذي شهده العام الماضي على أمل أن يؤدي النمو المتوقع أن يتجاوز ستة بالمئة هذا العام الى خفض البطالة الى عشرة بالمئة.ما تجدر متابعته:- تصريحات اردوغان عن الاصلاحات وموعد الانتخابات.- استطلاعات الرأي.. ما هي احتمالات أن يشكل حزب العدالة والتنمية وحده حكومة لولاية ثالثة.. ستخيب اي شكوك امل المستثمرين.[c1]توتر العلاقات بين الحكومة والجيش[/c]تفاقمت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين الحكومة والجيش العلماني بعد ان أمرت محكمة بالقاء القبض على اكثر من 100 شخص بينهم قادة متقاعدون في الجيش وضباط في الخدمة بشأن مؤامرة لاسقاط أردوغان عام 2003 .وتقول وسائل اعلام تركية ان مؤامرة «المطرقة» كانت تنطوي على تفجير مساجد تاريخية واستفزاز اليونان لتسقط طائرة حربية تركية لزعزعة استقرار الحكومة.وفي حين اعتادت الجماهير والاسواق التركية على هذه التقارير الصادمة فان التحقيقات يمكن أن تقوض ثقة المستثمرين نظرا للمكانة البارزة التي يحتلها هؤلاء القادة وحجم المؤامرة المزعومة وماضي تركيا وتاريخ انقلاباتها العسكرية وان كانت حدثت منذ فترة بعيدة.وكانت المخاوف من أن حزب العدالة والتنمية يسعى الى تقويض نظام تركيا العلماني السبب في التوترات السابقة لكن هذه المسألة تراجعت في الوقت الحالي. ويعتبر حزب العدالة والتنمية نفسه المرادف المسلم للاحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في اوروبا بينما يشتبه المنتقدون في أنه يتبنى جدول أعمال اسلاميا غير معلن.وقالت وكالة الاناضول للانباء ان تركيا أعلنت عن ترقية عدد من كبار العسكريين في ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي يوم الاربعاء لكنها لم تعلن اسم قائد جديد للقوات المسلحة.[c1]ما تجدر متابعته:[/c]- تصريحات على لسان القائد الجديد.أعمال العنف التي يمارسها المقاتلون الاكرادأنهى حزب العمال الكردستاني وقفا لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية مايو أيار ما سبب زيادة في أعمال العنف في تمرد مستمر منذ فترة طويلة وقوض مبادرة الحكومة لتعزيز حقوق الاكراد.ثارت تكهنات بأن الجيش قد يشن هجوما بريا ضد قواعد المتمردين في شمال العراق.وظهرت التوترات بين الاتراك والاكراد على السطح من جديد ودارت اشتباكات في الشوارع في يوليو تموز في الجنوب والشمال الغربي.[c1]ما تجدر متابعته:[/c]- من المرجح أن يذكي تصاعد أعمال العنف المشاعر القومية ما يمكن أن يعوق الحكومة وهي تقوم بالدعاية للاستفتاء.- سيزيد اي توغل كبير في شمال العراق من المخاوف.[c1]الاختبارات الدبلوماسية[/c]لا تزال تركيا حريصة على نزع فتيل التوتر بين ايران والقوى العالمية بشأن برنامج طهران النووي. ومن المنتظر أن تستضيف اسطنبول محادثات في سبتمبر ايلول بين ايران ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل القوى العالمية في المحادثات.وزادت تركيا حجم علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها الى الشرق وتواجه صعوبة في موازنة المصالح اذا شهدت العلاقات بين طهران والغرب مزيدا من التوتر.ولاتزال العلاقات متوترة مع اسرائيل الحليفة السابقة بعد هجوم اسرائيلي على قافلة سفن مساعدات تركية متجهة الى غزة وأسفر عن سقوط قتلى في 31 مايو. وتقول تركيا انها لاتزال ملتزمة تجاه الحلفاء في الغرب على الرغم من علاقاتها الجيدة مع جارتيها ايران وسوريا.وتعرقل أزمة بشأن جزيرة قبرص المقسمة مسعى تركيا للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي لكن المستثمرين غير قلقين في ما يبدو ما دامت الحكومة ماضية في الاصلاحات التي يطلبها الاتحاد.[c1]ما تجدر متابعته:[/c] اي حدث قد يثير مخاوف اضافية من أن السياسة الخارجية التركية تحيد عن الغرب.- هل يمكن حل الازمة بشأن قبرص لمساعدة تركيا في محاولتها الانضمام الى الاتحاد الاوروبي..