د. لينا عقيل العبادياليمن تتغير من الأفضل للأفضل والفضل يعود لله ثم لهمة الرجال في هذه الأرض الطيبة والذين لا يألون جهدا في آن واحد نرى اليمن شيئا له وزنة كما كان على مر التاريخ والعصور لكن هناك بعضاً من المنغصات التي تجر اليمن إلى الخلف وتعوق ن تقدمه ومن أهمها الأفكار المتخلفة البعيدة عن الدين والقريبة من العادات والموروثات الرجعية لتأخذ مسميات ما أنزل الله بها من سلطان وتنتشر كالنار بالهشيم في المجتمعات الريفية والتي تشكل 70من سكان اليمن فهناك بعض التجمعات تعتبر التعليم للفتاة مفسدة وان الثأر رجولة وأن عدم الاكتراث بالمظهر تواضع وأن السلاح في كل مكان كرامة والقات صحة وقوة هذه الأمور من أكثر الأمور التي تنشر الجهل والأمية والقتل بدون سبب واللامبالاه بحسن المظهر والهندام وبحمل السلاح في كل مكان والكارثة أن هذه الأفكار الرجعية تتسلل لتصبح اللغة السائدة لأن الكثرة تغلب ولقد أخبرتني صديقة لي أنها كانت في إحد شوارع العاصمة صنعاء صباحا و في شارع حده تقرأ في إحد المقررات الدراسية في الحافلة وتفاجأ بمجموعه من البشر توقف الحافلة لتقوم بإنشاد أغنية عن فتيات الجامعة وبأنهن عديمات الأدب و الأخلاق سافرات الشعر ثم يساند هذا الكلام الراكبون في الحافلة ثم يقوم المتواجدون بالحافلة برمي بعض الكلمات السخيفة للفتاة ؟ وأذكر إنني في إحدى المرات صادفت أنا شخصيا وزميلة لي شخصا يدعي انه يخاف الله سبحانه ليخبرني انه يكفي الفتاة السادس الابتدائي ثم يحرم عليها مواصلة التعليم لأنه اكبر المفاسد على وجه الأرض وأن مكان الفتاة المطبخ وكأن التعليم يتعارض مع الطبخ والأكل ؟وحدث مرة أن عراكاً قد حدث بين شخصين فقام احدهما بإخراج الخنجر ولأن هناك عادة قبلية تحتم أن خروج الخنجر لابد من استخدامه فما كان من الشخص إلا أن يغرس الخنجر في صدر خصمه! الواقع أن تواجد هذه الأفكار المتخلفة في عصرنا الحاضر يشكل خطراً كبيراً على المدنية وعلى تطور اليمن وغالب مصدر هذه الأفكار هي بعض التجمعات الريفية والتي تكتفي الجهات المختصة بعمل حملات توعية للصحة الإنجابية وتنظيم النسل بينما المشكلة ليست بعدد الأطفال وازدياد السكان المشكلة الحقيقية ماذا يتلقى الجيل الصاعد وماذا نتوقع من الأجيال القادمة هل هذه الموروثات المتخلفة ستنتقل لديهم وما هو دور الإعلام والمسجد و المدرسة في استبدال الأفكار الرجعية بأفكار مستمدة أصلا من نبع ديننا الحنيف الذي يحثنا على العلم وعلى الاهتمام بالصحة وحرمة دم الإنسان وعلى العمل وعلى كل أمر جميل وحضاري إننا باليمن لابد أن ننقل التمدن والتحضر إلى عقر الريف والبادية ولابد للإنسان في القرية أن يكون على معرفة ودراية بمفهوم العلم والكمبيوتر والتطور والدين الإسلامي الصحيح لأننا أن لم ننقل له الحداثة والأفكار المتطورة المستمدة من ديننا سينقل لنا التخلف والرجعية في عقر دار المدنية ولابد أن نهتم بالأجيال القادمة لأنها ستكون أسهل وأسرع في استيعاب خطط الدولة في التمدن والتطوير وبما أننا ذكرنا التخلف فمن غير المعقول أن نمر مرور الكرام على القات منبع التخلف في اليمن إذ قصرت الحكومة بشكل لا يغفر له ولم تقوم بواجبها تجاه تنفيذ أوامر الرئاسية بالشكل المطلوب، خصوصاً مضغ القات بالمرافق والمؤسسات الحكومية والعسكرية وهنا نناشد قمة هرم هذا البلد إلى قاعدتها باليمن ونقول إن هذه الأجيال القادمة من حقها أن تعيش بدون قات ومن حقها أن تختار العيش ببيئة نظيفة متحررة وأن لا تكون فيها أسيرة ومجبرة على مضغ تلك الوريقات قرونا أخرى فساعدوا الأجيال القادمة أن تعيش بعيده عن هذه العادة المثبطة لليمن ولا تجبروننا وأجيالنا القادمة على أن نقدم التبريرات بالفوائد الكاذبة على حساب وطننا وديننا كما فعل أسلافنا الآن.
أجيالنا القادمة كيف نريدها أن تكون؟
أخبار متعلقة