تشرق الشمس وتغيب كعادتها وتنسج اياماً وتولد من شرنقة الأيام الشهور والسنين... هكذا يمضي بنا الزمن غير مبالياً بما تحدثه رياحه فينا...أربعون عاماً قد انسلخت من حياة شعبنا على ملحمته التاريخية “حصار السبعين” ومعظم صناعها قد مضوا... ولم تبق سوى حكاياتهم. ومن بقي على قيد الحياة يروى لنا تفاصيلها وهم قله.صمدت صنعاء صموداً خرافياً يستحيل على العقل استيعابه.. بفضل فرسان تلك الملحمة الذي روضوا المستحيل وركبوا صهوة الموت المحقق لتبقى الجمهورية.سواء في داخل صنعاء المحاطة بالأعداء والمطوقة بحقدهم. او خارج صنعاء التي هب رجالنا الأشاوس من كل حدب وصوب لإنقاذها وفك الحصار عنها ونصر أحبتهم وإخوتهم المستبسلين بداخلها.. وكانت المقاومة الشعبية ورجالات الأمن وعناصر الجيش من القوى الوطنية مع بسطاء هذا الشعب الأبي قد شكلوا لحمة متماسكة لم تستطع أي قوة ضربها او تمزيقها رغم محاولات الطابور الخامس ورغم العتاد والعدة على عكس ذلك مازادها إلا تلاحماً فالنار لا تزيد الذهب إلا بريقاً. وتحقق النصر.وللنصر دائماً ثمن والثمن باهض..دفعه الوطن أقصاه إلى أدناه ... في تلك المعارك التي دار رحاها حول الحبيبة صنعاء.. رجال تدافعوا من أرجاء البلاد.. قلوبهم تتسع بحبه بكل ساحته الجغرافية .. بدافع الإيمان بوازع الضمير بتلك العواطف المتأججة التي تجاوزت المناطقية والقبلية والطائفية والحزبية وتوحدت بحب اليمن الواحد وعمدوا وحدته بدماءهم قبل ان يعمدها قادة أنظمتهم بحبر أقلامهم.إلى هؤلاء الرجال الذين أعانتهم السماء واستبسلوا واستشهدوا.. لتبقى الوطن وتبقى الجمهورية .. إلى الذين قضوا نحبهم برصاص ووانات الملكية تحت سماء الوطن وعلى صدر يسلح وعيبان ونقم وبني مطر وغيرها من الجبهات وعلى أجفانهم أحلام لم تكتمل بعد حبنا لهم مايزال.إلى هؤلاء الأبطال الذين قوبلت مواقفهم البطولة بالجحود والنكران من قبل البعض لا جزاه الله خيراً. نهدي احترامنا ونحني هاماتنا لذكراهم العطرة ... ونهمس لهم ونقول وان حرمتم من الأوسمة والنياشين، يكفي الوطن زهوة بكم لأنكم انتم الأوسمة التي تزين صدره...لأنكم مهرتموه بدماءكم لا من اجل فيد تتكسبوه بل لأنكم تحبوه وتعشقوه.ونقول لمن عادوا يحملون رصاص المعارك في أجسادهم طوبى لكم .. وحيا الله نفوسكم الطيبة العفيفة التي ترفعت في زهد عن المناصب والمكاسب الشخصية...!!! وأتوجه برجائي للمعنيين بالأمر بان يطلق أسماء هؤلاء الأبطال الذين استشهدوا في نقيل يسلح مثل هاشم عمر وسالم يسلم ومحمد سعيد اليافعي ونصر بن سيف وغيرهم من الأبطال وفاءاً وامتناناً على منعطفات النقيل.ونهنئ أنفسنا وشعبنا في ربوع معمورته اليمنية بذكرى الانتصار المفخرة.
النار لا تزيد الذهب إلا بريقا
أخبار متعلقة